وانتشر ما يعرف بـ"فريق القبعات الزرق"، التابعين لمليشيات "سرايا السلام"، الجناح المسلّح للتيار الصدري، حول المباني الحكومية والمدارس لمنع إغلاقها من قبل المتظاهرين، بينما جابت سيارات في عدد من المدن تطالب بالعودة إلى المدارس والجامعات وفتح الدوائر.
كما هدّد أتباع الصدر من يقطع الطرق بـ"حساب عسير"، وفقاً لشهود عيان وناشطين في البصرة والنجف والمثنى جنوبي البلاد.
وليلة أمس الأحد، فشل أتباع الصدر في فتح جسر الجمهورية على نهر دجلة ببغداد، والرابط بين ساحة التحرير والمنطقة الخضراء، بعد توافد المئات من المتظاهرين إلى الجسر ودخولهم في مواجهات بالأيدي والعصي مع أتباع الصدر الذين انسحبوا بالنهاية من المكان. ورفع المتظاهرون على الجسر وفي ساحة التحرير الأعلام العراقية ويافطات ترفض ترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء.
في حين، أمهل متظاهرو ذي قار رئيس الوزراء المكلف محمد توفيق علاوي 3 أيام للتخلي عن ترشيحه لرئاسة الوزراء ملوحين بخطوات تصعيدية، وصفوها بـ"غير المسبوقة" إذا لم يتم ذلك، بحسب بيان أذيع في ساحة الحبوبي مركز تظاهرات الناصرية عاصمة محافظة ذي قار المحلية.
إلى ذلك، تتّجه قيادة التظاهرات إلى ساحتي الحبوبي في الناصرية والتربية في كربلاء لتكونا بديلاً عن ساحة التحرير التي اعتبرت مختطفة، من قبل أتباع التيار الصدري بعد سيطرتهم على مبنى المطعم التركي ومنصة إذاعة البيانات في ساحة التحرير وعدد كبير من خيامها.
في المقابل، نقلت إذاعة "المربد" التي تبث من البصرة، عن مسؤولين في عدد من مدن الجنوب افتتاح المدارس والدوائر الرسمية في عدد من تلك المحافظات بعد نحو شهرين على إغلاقها بفعل الإضراب، بينما أكد الناشط محمد حسين الفحام من النجف، لـ"العربي الجديد"، اليوم الإثنين، أنّ أنصار الصدر أو ما يعرف بـ"القبعات الزرقاء" افتتحوا بالقوة مدارس ودوائر حكومية واشتبكوا مع متظاهرين بعد قيامهم بفتح الطرق المغلقة بالقوة.
بينما قطع عدد من الطرق في مدينة الكوت أثناء تظاهرات واسعة لرفض ترشيح علاوي. وردد المتظاهرون هتافات مندّدة بمحاولات الأحزاب تدوير الوجوه ذاتها.
علاوي "شخصية منغلقة"
وقال النائب السابق حسن العلوي، إن محمد توفيق علاوي شخصية منغلقة وليست ليبرالية، ووصفه بـ"نصف إسلامي"، موضحاً أنه ليس جديراً بالثقة لقيادة العراق في المرحلة الحالية. وأشار إلى أن قرابته بزعيم ائتلاف "الوطنية" إياد علاوي لا يمكن أن تؤدي إلى نجاحه في مهمته.
من جهته، قال إياد علاوي، خلال تصريح صحافي، إن أعضاء مجلس النواب لا يؤيدون ترشيح محمد توفيق علاوي لرئاسة الوزراء، مؤكداً أنهم "لن يصوتوا له، إلا إذا تم تهديدهم".
وكان رئيس الوزراء المكلف، محمد توفيق علاوي، قد قال في بيان، إن التظاهرات غيرت موازين النظام السياسي، معتبراً أن من سماهم بـ"الفاسدين" يخشون من طروحاته، ما دفعهم للتحرك من أجل إشاعة الفوضى.
ودعا علاوي المتظاهرين إلى نزع فتيل النزاعات والخلافات.