لندن تحقق بعلاقات ممول "بريكست" آرون بانكس مع روسيا

11 يونيو 2018
ينفي بانكس تورطه بالتجسس الروسي(ليون نيل/فرانس برس)
+ الخط -
يطالب نواب بريطانيون الشرطة والبرلمان بالتحقيق في العلاقات بين آرون بانكس، المليونير الذي دعم "بريكست"، وموسكو، بعدما تبيّن أنّه التقى سفير الكرملين في المملكة المتحدة ثلاث مرّات بين العامين 2015 و2017، وليس مرّة واحدة كما ادّعى.

وذكرت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، أنّه مع تزايد الضغوط عليه ومطالبته بتوضيح علاقاته بموسكو أثناء وبعد حملة الاستفتاء البريطاني على الخروج من الاتحاد الأوروبي، سيواجه بانكس جلسة استماع مؤجّلة، غداً الثلاثاء، أمام لجنة الاختيار الرقمية والثقافة والإعلام والرياضة (DCMS) التي تحقّق في "أخبار مزيفة"، على حدّ تعبيرها.

وفضلاً عن اجتماعاته مع السفير الروسي ألكسندر ياكوفينكو، أظهرت رسائل البريد الإلكتروني التي تمّ تسريبها، أنّ المليونير البريطاني شارك رقماً هاتفياً واحداً على الأقل يعود إلى أحد أعضاء فريق ترامب الانتقالي مع الروس، وأتيحت له الفرصة للمشاركة في صفقة استخراج الذهب المربحة في روسيا.

وتظهر رسائل البريد الإلكتروني أيضاً أنّ بانكس زار روسيا في فبراير/شباط 2016، كما دعي إلى اجتماع آخر مع مسؤول في السفارة الروسية في أغسطس/آب 2016.

من جهته، حثّ ستيفن كينوك، النائب من "حزب العمال"، شرطة "سكوتلانديارد" على إجراء تحقيق جنائي يستند إلى "نظرة شرعية متعمّقة في علاقة بانكس مع الكرملين". وقال: "عندما تستهدف القوى الأجنبية بشدة القيم والأنظمة والمؤسسات التي بنيت عليها ديمقراطيتنا، فمن الضروري للغاية أن يكون لدينا تنظيم وأمن واستخبارات قائمة على منظمات جاهزة وقادرة على التدخل".

ومساء أمس الأحد، أصرّ بانكس على أنّ صفقة استخراج الذهب لم تعقد، ولم يحصل على أي أموال منها، كما أعرب عن اعتقاده بأنّها كانت محاولة من روسيا للدفع له.

وفي هذا السياق، قال بانكس لصحيفة "ذا غارديان": "لست متورطاً في التجسّس الروسي. رأيت السفير مرّة، مرتين، فماذا؟ لا أهتم. في الاجتماع الأول، ناقشنا مدى احتمالية اعتقاده بأن بريكست لن يحدث".

وللإشارة، فإن بانكس متبرعٌ سابق لحزب الاستقلال البريطاني، وشريك نايجل فراج، وهو أعطى تسعة ملايين جنيه إسترليني لحملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، معظمها على شكل قروض وسلع ذات علامات تجارية.

أمّا ردّاً على سؤال عما إذا كان ياكوفينكو قد سعى إلى معرفة آرائه حول الاستفتاء، فقال بانكس "نعم، بالتأكيد هذا ما يفعله الدبلوماسيون"، مضيفاً أن السفير لم يقدّم أي شيء للمساعدة في حملة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، وبدا متناقضاً بشأن النتيجة".

لكن داميان كولينز، رئيس مجلس إدارة لجنة المحافظة، قال إنّ روسيا لديها سجل حافل بالتدخل في سياسات الدول الأخرى. وأردف أنّ السؤال الذي يعتقد أن الناس يريدون إجابة عليه هو "هل كسب بانكس المال منه، وهل استخدم تلك الأموال لتمويل حملاته؟".

في المقابل، رأى بانكس أن اللجنة تقوم بإنشاء أخبار مزيفة في ما يتعلق بهذا الأمر، ورفض دعوة كينوك إلى إجراء تحقيق جنائي على أساس "عملية إفساد سياسي"، معتبراً أنّ هذا الاهتمام بالروابط الروسية هو من قبل مناصرين مؤيدين لبقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، وهو محاولة لفهم سبب خسارتهم للاستفتاء. كذلك تساءل بانكس: "ما الذي ستحقق فيه الشرطة؟ غداء؟".

من جهته، قال آندي ويغمور، مدير الاتصالات في حملة الخروج من الاتحاد الأوروبي، الذي تمّ تسريب رسائل بريده الإلكتروني أيضاً، لصحيفة "ذا غارديان"، إنّه لا يوجد شيء للتحقيق وسيعرف الناس ذلك يوم الثلاثاء عندما يتحدثون أمام اللجنة المختارة.

ولدى سؤاله عمّا إذا كان بانكس قد استفاد من الصفقة التي اقترحها عليه الروس، للمشاركة في ست مناجم ذهب روسية في شركة واحدة، نفى ويغمور ذلك، قائلاً إن الصفقة لم تمض قدماً ولم تحدث أبداً.

أما رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، فأعربت لدى سؤالها عن التسريبات، عن ثقتها بأنه لو كان هناك أي مزاعم تحتاج إلى تحقيق، فإنّ السلطات المختصة ستفعل ذلك.

وكانت التكهنات تواصلت حول علاقات بانكس بالمسؤولين الروس في المملكة المتحدة، حيث كشف أنّه وويغمور تناولا غداء مدته ست ساعات مع ياكوفينكو في 6 نوفمبر/تشرين الثاني 2015. بيد أنّ بانكس اضطر الآن إلى الاعتراف بأنّ الاتصالات كانت أعمق ممّا ذكر سابقاً.

ويثير هذا الإفصاح أسئلة حول ما إذا كان بانكس قد شارك أو استفاد من اتفاقية التعدين المقترحة مع سيمان بوفارينكين، رجل الأعمال الروسي الذي قدّمه إليه السفير، وما إذا كان قد نقل أي معلومات سياسية قيمة خلال الاجتماعات الثلاثة التي عقدها معه.

وبدأ التحقيق في نوفمبر/تشرين الثاني الماضي لمعرفة ما إذا كان رجل الأعمال هو المصدر الحقيقي للقروض التي قدمت إلى حملات الخروج من الاتحاد الأوروبي، أو إذا كانت شركة "Better for the country LTD" التي يتحكم بها، هي المصدر الفعلي للتبرعات المقدمة باسمه للنشطاء في الاستفتاء.

وينبغي الآن على بانكس أن ينشر حسابات شركة "آي سي إس ريسك سوليوشنر" التابعة لشركة "أوفشور" القابضة، والتي يستخدمها لتمويل أنشطته.

 

دلالات
المساهمون