"واشنطن بوست": جرائم بن سلمان تحجب تنازلاته نحو الحداثة

28 ابريل 2020
تنبأت الصحيفة بفشل مشروع بن سلمان (Getty)
+ الخط -

قالت صحيفة "واشنطن بوست" في زاويتها التحريرية اليومية، يوم الاثنين، إن النظام السعودي الحالي الذي يسيطر عليه ولي العهد محمد بن سلمان يتميز بأنه "الأكثر قمعاً في التاريخ السعودي الحديث" وبكونه أيضاً "الأكثر إصلاحية" في بعض النواحي.

وأوضحت الصحيفة أن "هذا التناقض ظهر بشكل واضح الأسبوع الماضي عندما كشفت السلطات، بعد وفاة أحد أبرز النشطاء التحرريين في المملكة، عن إلغاء جلد المجرمين وعقوبة الإعدام على الأطفال".

وتوفي الناشط عبد الله الحامد (69 سنة) بسكتة دماغية نتيجة لإساءة معاملته من قبل النظام السعودي، الذي حكم عليه بالسجن 11 سنة في عام 2013 لدعوته إلى الانتقال السلمي نحو الديمقراطية. وجاءت وفاة الحامد لتكون علامة سوداء أخرى على جبين محمد بن سلمان، الذي أصبح منذ توليه السلطة مشهوراً بالإشراف على الاعتقال الجماعي لكبار رجال الأعمال، وتعذيب وسجن الناشطات في مجال حقوق المرأة، وقتل الصحافي جمال خاشقجي.

لكن بن سلمان يصف نفسه بأنه محدث يجدد المجتمع السعودي والاقتصاد، وللقيام بذلك فهو بحاجة ماسة لجذب الاستثمار الأجنبي. لذلك ربما ليس من قبيل المصادفة أنه بعد أيام من وفاة الحامد أعلنت السلطات أن الجلد - وهو عقوبة قاسية غالبًا ما يأمر بها القضاة في الجرائم البسيطة - تم حظره، إلى جانب إعدام الأشخاص المدانين بارتكاب جرائم عندما كانوا تحت سن 18، بحسب ما تقول الصحيفة.

وتشير الصحيفة إلى أن رفع القيود عن المرأة والسماح بدور السينما وغيرها من وسائل الترفيه العامة، جاءت لتكون كلها تغييرات رمزية "هناك ما لا يقل عن ستة من السجناء تحت سن 18 ينتظرون الإعدام، بمن في ذلك العديد ممن شاركوا في احتجاجات مناهضة للحكومة من قبل الأقلية الشيعية. كما وقعت حادثة الجلد الأكثر شهرة في السنوات الأخيرة على المدون الليبرالي رائف بدوي الذي انتقد المؤسسة الدينية في البلاد".

وتؤكد "واشنطن بوست" أن الإصلاح بالنسبة لمحمد بن سلمان "هو ممارسة استبدادية، يسيطر عليه وحده ويضر عمداً بالنشطاء الساعين من أجل التغيير. بالتوازي مع منح النساء الحق في قيادة السيارات في 2018، اعتقل النظام 18 من أكثر المدافعين المتحمسين عن هذا الحق. وتعرض العديد منهم للتعذيب الوحشي ولا تزال اثنتان منهن وهما لجين الهذلول ونسيمة السادة مسجونتين على الرغم من عدم إدانتهما بارتكاب جريمة. ولا يزال الناشط رائف بدوي أيضا في السجن يقضي عقوبة 10 سنوات، كما سجنت أخته سمر بدوي دون محاكمة منذ يوليو/تموز 2018".


وتضيف "سيقوم محمد بن سلمان بأمرين بنفس الوقت، قمع جميع الأصوات المستقلة في المملكة بوحشية وتسجيل أنه قام بالإصلاحات التي يوزعها كمستبد خيري. إن ذلك ليس استراتيجية قابلة للتطبيق في القرن الحادي والعشرين، كما يوضح استمرار الركود في الاقتصاد السعودي. جرائم محمد بن سلمان تحجب تنازلاته نحو للحداثة. ما لم يغير الحاكم البالغ من العمر 34 عامًا المسار بسرعة فسيخرب كل ما يسعى إلى تحقيقه".