تضارب الروايات بشأن اختفاء أحد أبرز القياديين المليشياويين بالعراق

مرت نحو ثلاثة أسابيع على اعتقال أوس الخفاجي، زعيم مليشيا "أبو الفضل العباس" أحد أبرز الفصائل المسلحة في العراق، من قبل قوات مسلحة تابعة لما يعرف بـ"أمن الحشد" وهو التشكيل المسلح المسؤول عن تنظيم المسلحين وإدارتهم ضمن مليشيات "الحشد الشعبي" العراقية، فيما لايزال مصيره مجهولا وسط تضارب في الروايات بشأن مكان اعتقاله.

وعلى الرغم من تهديد عشيرته وأعضاء مليشيا "أبو الفضل العباس" بتنظيم احتجاجات واعتصامات واسعة إذا لم يطلق سراحه خلال أربع وعشرين ساعة، إلا أن ذلك لم يحدث. وأكد مصدر سياسي مقرب من المليشيا لـ "العربي الجديد" أن عشيرة الخفاجي تعرضت لضغوط كبيرة من جهات سياسية ومليشيات من أجل دفعها للتراجع عن التظاهرات والاعتصامات التي لوحت بها.

وبين أن هذه الضغوط وصلت إلى حد التهديد بالاعتقال بتهمة زعزعة الأمن وتعطيل القانون، موضحا أن مصير الخفاجي لا يزال مجهولا.

كما أشار إلى وجود أكثر من رواية بشأن اختفائه، مبينا أن الرواية الرسمية التي تقال لأقاربه هي وجوده في أحد سجون بغداد مع نزلاء أخرين، وهو بانتظار اكتمال سير التحقيق.

وأضاف "أما الروايات التي تسمع من جهات أخرى فهي كثيرة، منها وجوده في أحد معتقلات الحشد الشعبي، وأخرى تشير إلى أن الخفاجي معتقل في مكان معزول ويتعرض لمعاملة قاسية"، موضحا أن أيا من هذه الروايات لم تتأكد إلى غاية الآن بانتظار إفصاح الحكومة عن سير التحقيق.

وتابع "على الرغم من اختلاف الروايات، إلا أن الأمر المؤكد هو أن الخفاجي دفع ثمن خطابه الأخير الذي هاجم فيه إيران ولمح إلى أن ابن عمه الروائي علاء مشذوب اغتيل لأنه انتقد التدخل الإيراني في العراق" خلال كلمة له نقلتها وسائل إعلام محلية عراقية، معتبراً أن ما جرى للخفاجي بمثابة تخويف للآخرين خاصة زعماء الفصائل القريبة من النجف والتي ترفض ارتباطها بـ"فيلق القدس" التابع للحرس الثوري الإيراني مثل مليشيا "العباس" بزعامة ميثم الزيدي.

وأضاف "حتى بعض النواب الذين أثاروا القضية في بدايتها يمتنعون اليوم عن التصريح سواء كان سلبيا أم إيجابيا".

وتعتبر مليشيا "أبو الفضل العباس" أحد أبرز 20 فصيلا عراقيا مسلحا برزت في السنوات الأخيرة، وشاركت في معارك لدعم نظام بشار الأسد في حمص وحلب وريف دمشق واتهمت بارتكاب جرائم وانتهاكات ضد المواطنين السوريين إضافة إلى سجل حافل بالانتهاكات داخل العراق أيضا.

وكان عضو البرلمان العراقي محمد البلداوي قد أكد لـ"العربي الجديد" في وقت سابق أن اعتقال الخفاجي يعود لأسباب تنظيمية متعلقة بحفظ النظام، رافضا تدخل العشائر في عمل الدولة.

وقالت مصادر مقربة من مليشيا "أبو الفضل العباس" في وقت سابق إن سبب اعتقال الخفاجي يعود لاتهامه مليشيات مرتبطة إيران بالوقوف وراء اغتيال الروائي العراقي علاء مشذوب في محافظة كربلاء (جنوبا) مطلع الشهر الحالي.

وقال الخفاجي في مقابلة متلفزة سابقة إن "ابن عمي علاء مشذوب كتب مقالا ضد إيران، فجاء البعض وقتله حبا في إيران"، مطالبا برفض كل الوجود الأجنبي في العراق، والوقوف بوجه التدخلات الإيرانية.