قائمة الـ11 يمنياً متهماً بالإرهاب: تعز أول المتأثرين بالتداعيات

27 أكتوبر 2017
يقود فارع أحد فصائل "المقاومة" في تعز(عبد الناصر الصديق/الأناضول)
+ الخط -

تحمل القائمة بأسماء 11 يمنياً متهماً بدعم الإرهاب، التي أعلنت من قبل الولايات المتحدة الأميركية والدول الخليجية، العديد من الدلالات في ما يتعلق بالوضع في اليمن، الذي يواجه انفلاتاً أمنياً في عدد من مناطقه، استفادت منه تنظيمات متشددة، تحديداً "القاعدة" و"داعش"، خصوصاً بعد إدراج قيادات في تنظيم "داعش"، للمرة الأولى، ضمن القائمة، بعد أن كانت الأسماء محصورة في الغالب بمتهمين بالارتباط بتنظيم "القاعدة" فرع اليمن، والذي تنظر إليه الإدارات الأميركية المتعاقبة على أنه من أخطر فروع التنظيم حول العالم، نظراً لمسؤوليته عن العديد من الاعتداءات.

وقد تزامن الإعلان عن هذه القائمة مع كشف المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون)، إريك باهون، الأربعاء الماضي، عن مقتل 60 عنصراً من "داعش" في اليمن خلال الأيام العشرة الأخيرة، في مؤشر إلى توجه أميركي لتضييق الخناق على التنظيمات المتشددة في اليمن، بعد أن استغلت الحرب في البلاد للتمدد. وفيما دخلت مناطق يمنية عدة، تباعاً على قائمة المناطق التي تتعرض لغارات أميركية، تنفذها طائرات من دون طيار تستهدف عناصر "القاعدة" و"داعش" طوال السنوات الماضية، يبدو أن محافظة تعز جنوبي البلاد، إحدى أبرز المحافظات المشتعلة بالحرب والمتضررة منها منذ أكثر من عامين ونصف العام، ستكون أول المتأثرين بالقائمة الجديدة، بعد أن تضمنت القائمة أسماء لشخصيات بارزة ومؤثرة فيها.

ووفقاً لمصادر يمنية لـ"العربي الجديد"، فإن أبرز ما تضمنته القائمة هو إدراج اسم عادل عبده فارع، في قائمة العقوبات، في وقتٍ يُعتبر فيه من الشخصيات المعروفة، التي لا يكاد يخلو يوم من ذكرها في وسائل الإعلام، باعتبارها أحد أبرز القيادات المؤثرة في محافظة تعز، منذ أكثر من عامين، ويقود فصيلاً بارزاً في ما يُسمى "المقاومة الشعبية" الموالية للحكومة الشرعية. وولد عادل عبده فارع في تعز عام 1971، وانتقل في وقت لاحق للدراسة في معهد "دماج" السلفي في محافظة صعدة، أحد أبرز المعاهد السلفية المشهورة في اليمن. وحتى عام 2015 لم يكن فارع معروفاً، إلا أنه وبعد تصاعد الحرب، وتدخل التحالف بقيادة السعودية والإمارات، برز "أبو العباس"، كأحد أبرز القيادات الميدانية لـ"المقاومة" التي تواجه مسلحي جماعة "أنصار الله" (الحوثيين) وحلفائهم الموالين لعلي عبدالله صالح، وهو شخصية سلفية ترفض حتى التصوير. وقاد "أبو العباس" فصيلاً معروفاً بـ"كتائب أبي العباس". ويُوصف كذلك بـ"قائد الجبهة الشرقية". وفي مارس/آذار الماضي، جرى تناقل وثيقة، بصدور قرار من الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي، بترقية "أبو العباس"، إلى رتبة "عقيد". وتحدثت أنباء عن أنه مدعوم من التحالف، وتحديداً من الإمارات. ودخل فصيله في المدينة بخلافات مع قيادات أخرى في المقاومة، ومنها القيادي الذي عُرف بـ"غزوان المخلافي"، أحد أقرباء قائد اللواء 22 مدرع، المعين من الشرعية، العميد صادق سرحان.


واتهمت واشنطن، وفقاً لبيان وزارة الخزانة الأميركية، عادل عبده فارع، بتقديم الدعم المالي أو المادي أو التكنولوجي أو غيرها من الخدمات، إلى تنظيم "القاعدة"، والعمل جنباً إلى جنب، مع مقاتلين من تنظيم "داعش" في تعز، وبأن فارع يقود جماعة تتألف من نحو ألفي مقاتل، مرتبطة بتنظيم "القاعدة". ولاقى هذا الاتهام ردود فعل، متحفظة أو رافضة في الغالب، إذ عُرف "أبو العباس" كغيره من قيادات المقاومة بمواجهة الحوثيين وحلفائهم، الذين يعتبرهم رافضو هذا التصنيف، المستفيد الأول من الاتهام. وهو من التيار السلفي المتشدد لـ"طاعة ولي الأمر". لكن وعلى اعتبار أنه يقود فصيلاً سلفياً غير منظم في الأساس، فإنه، بنظر بعضهم، عرضة للاختراق من جماعات أخرى، خصوصاً مع نشاط متفاوت لتنظيمي "داعش" و"القاعدة" في المدينة.

وفي تعز أيضاً، شملت العقوبات الأميركية الخليجية، قيادياً أخر، يُدعى بلال علي محمد الوافي، وصفته الخزانة الأميركية، بأنه "عضو رئيسي في تنظيم القاعدة في جزيرة العرب" في المحافظة، وبأنه شارك في تفجير استهدف عرضاً عسكرياً في ساحة السبعين في صنعاء في عام 2012، نتج عنه مقتل أكثر من 80 شخصاً، فيما ذكرت مصادر محلية، أنه أحد قيادات "المقاومة" في المدينة، من دون ذكر مزيد من التفاصيل. وبإضافة "أبو العباس" خصوصاً، وكذلك الوافي، تبدو تعز، المحافظة اليمنية الأكثر تأثراً بقرار العقوبات الخليجية الأميركية، باعتبارها استهدفت واحداً من أبرز الفاعلين في المدينة، التي لم تهدأ فيها الحرب حتى اليوم، وتحولت العديد من مناطقها إلى ساحة كر وفر بين المقاتلين الحوثيين والموالين للشرعية، منذ أكثر من عامين ونصف العام.

إلى ذلك، شملت العقوبات أسماء قيادات متهمة بالارتباط بتنظيم "داعش"، للمرة الأولى، منها رضوان قنان (رضوان محمد حسين علي قنان)، الذي قالت وزارة الخزانة الأميركية، إنه كان نائب القائد الميداني لتنظيم "داعش" في محافظة عدن اليمنية. واعتباراً من منتصف 2017، كان قنان قائداً رئيسياً لـ"داعش" في جنوب اليمن، وأنه مسؤول عن عمليات اغتيال، وتلقى أموالاً من مصادر متعددة. وفي سبتمبر/أيلول 2016، أعلنت شرطة عدن اقتحام منزله في المدينة وضبط كميات من الأسلحة وأجهزة التفجير عن بعد. وشملت العقوبات خالد المرفدي، الذي اتُهم بأنه أحد قيادات تنظيم "داعش" في منطقة يافع جنوب اليمن. ومن القيادات الأخرى التي اُتهمت بالتبعية إلى تنظيم "داعش"، نشوان الوالي اليافعي، الذي اُتهم بأنه "كبير الموظفين الماليين لداعش"، وكذلك "أبو سليمان العدني". وقالت الخزانة الأميركية إن الأخير، رُشح من قبل زعيم "داعش"، أبو بكر البغدادي، ليكون "أميراً" للتنظيم في اليمن. كما شملت خالد سعيد غابش العبيدي، الذي اتُهم بالتجنيد لمصلحة "داعش" في محافظة حضرموت. يشار إلى أن القائمة المعلنة خليجياً، شملت أيضاً اسمين سبق أن صنفتهما الخزانة الأميركية على قائمة ممولي "القاعدة"، وهما الأمين العام لحزب الرشاد السلفي، عبد الوهاب الحميقاني (صُنف في ديسمبر/كانون الأول 2013 ورفضت الحكومة اليمنية الاتهامات الموجهة إليه)، وكذلك محافظ البيضاء السابق، نايف القيسي، الذي اتهمته واشنطن، منتصف العام الماضي، بدعم "القاعدة".