نشاطات مشبوهة للأحزاب السياسية في الساحل الشرقي للموصل

01 ابريل 2017
أهالي الموصل يعيشون وسط الخوف (أحمد الربيعي/ فرانس برس)
+ الخط -


لم تكد الحياة تعود إلى الساحل الأيسر في الموصل والذي تم تحريره قبل عدّة شهور من تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، حتى وجدت الأحزاب ومليشياتها موطئ قدم فيها وأرضية صالحة لتحقيق أجنداتها السياسية والحزبية، لتجعل منها ساحة لنشاطاتها المشبوهة على حساب المواطنين.

ولجأت تلك الأحزاب إلى افتتاح مكاتب لها في المحافظة المنكوبة وتنظيم نشاطات مريبة فيها، بينما يحذّر الأهالي من تلك التوجهات، معتبرين أنّها مؤامرة تهدف إلى تمزيق المجتمع الموصلي وتشتيته.

وقال مصدر محلّي لـ"العربي الجديد" إنّ "الساحل الأيسر (الشرقي) للموصل ما زال يعيش وضعا مربكا حتى اليوم، إذ أنّ الحياة ما زالت مشلولة في جميع مناطقه المدمّرة، بينما لا يزال الأهالي يعانون من حملات الدهم والتفتيش المستمرة والتي تسببت بحالة من الإرباك والخوف لدى الأهالي، الذين لم يستقر وضعهم بعد".

وأضاف أنّ "حالة الخوف والهلع لدى الأهالي من حملات الاعتقال والتهم بالارتباط بداعش والتعاون معه باتت تشكل الهم الكبير لدى الأهالي، والذين يحاولون إظهار عدم ارتباطهم بالتنظيم والحصول على ضمانات تكفل لهم ذلك"، مبينا أنّ "الأحزاب السياسية ومنها الأحزاب الحاكمة والمرتبطة بالحشد الشعبي وغيرها بدأت بافتتاح عشرات المكاتب التابعة لها في المدينة، مستغلة دوائر الدولة المهدمة والفارغة ومنازل سكنية تستأجرها من أهلها لتصبح مقرات لها".

وأكد، أنّ "تلك الأحزاب بدأت بمخطط لكسب الأهالي والانتماء لها، من خلال تزويدهم بكتب رسمية للانتماء للحزب، ما يعني حصولهم على ضمان كاف يؤكد عدم ارتباطهم بتنظيم داعش"، مبينا أنّ "هذا الكتاب الذي يحصل عليه المواطنون يعد بمثابة توفير الحماية لهم من أي مساءلة قانونية، مقابل انتمائهم للحزب".

من جهته، حذّر عضو مجلس عشائر الموصل، الشيخ ناظم اللهيبي، من "محاولات تفكيك المجتمع الموصلي وتمزيقه إلى جهات وأحزاب متناحرة".

وقال الشيخ، خلال حديثه مع "العربي الجديد"، إنّ "المجتمع الموصلي معروف منذ القدم بتوحده وعدم فرقته، لكنّه اليوم يواجه مؤامرة خطيرة ومساعي لتفكيكه وزرع بذور الفتنة بين مكوناته من خلال تلك المكاتب المرتبطة بالأحزاب والمليشيات، والفصائل العشائرية المرتبطة أيضا بالمليشيات".

وأضاف، أنّ "هذا التوجه الخطير، واستغلال الظرف السياسي الصعب الذي تمر به المحافظة، وإجبار المواطنين على الانتماء لتلك الأحزاب سيجعل من أهالي الموصل ممزقين وتتجاذبهم أطراف سياسية عدّة، الأمر الذي سيجعل من المحافظة بعد الانتهاء من داعش، ممزقة على شكل جهات سياسية متناحرة فيما بينها".

وأشار إلى أنّ "الخطورة تكمن بتسليح المليشيات للتشكيلات العشائرية، كما أنّ الأحزاب ستسلح المرتبطين بها، الأمر الذي ستكون له تداعيات خطيرة على التعايش السلمي بالمحافظة"، داعيا الجهات المسؤولة إلى "منع تحويل الموصل إلى ساحة للصراع السياسي، والعمل على إعادة الخدمات للمحافظة بدلا من الأحزاب والمليشيات".

ويعيش أهالي الساحل الأيسر للموصل، حالة خوف من اعتقالهم واتهامهم بالتواطؤ أو الانتماء لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، الأمر الذي يعدّ أكبر وأخطر تهديد لأهالي تلك المناطق.

المساهمون