تسابق حكومات في جميع أنحاء العالم الزمن، اليوم الأربعاء، لتنفيذ قرارات إغلاق الحدود، وفرض قيود على السفر، ما أطلق العنان لفوضى في وسائل النقل، وعرّض اقتصادات لخطر محدق. لكنها تقول إنها إجراءات ضرورية لإبطاء انتشار فيروس كورونا الجديد.
اتفق قادة الاتحاد الأوروبي على إغلاق الحدود الخارجية للكتلة لمدة 30 يوماً، بينما تعمل الولايات المتحدة وكندا على وضع تفاصيل لحظر متبادل على السفر غير الضروري بين البلدين.
في جنوب شرق آسيا، كان الجسر الرابط بين ماليزيا وسنغافورة خاوياً بعد أن أغلقت ماليزيا حدودها، بينما ألغت الفيليبين المهلة الزمنية التي أعطتها لآلاف المسافرين الأجانب - ومدتها 72 ساعة - لمغادرة جزيرة لوزون شمالي البلاد.
وتدرس إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب خطة لإعادة جميع الأشخاص الذين يعبرون الحدود الجنوبية بشكل غير قانوني إلى المكسيك فوراً، وفقاً لمسؤولَين في الإدارة تحدثا لوكالة "أسوشييتد برس"، بشرط عدم الكشف عن هويتيهما، لأن الخطة لم يتمّ الانتهاء منها بعد.
وانتشر الفيروس في كل ولاية في الولايات المتحدة، حيث أصبحت فرجينيا الغربية أحدث ولاية تبلغ عن إصابات.
وشجع حاكم هاواي المسافرين على تأجيل العطلات في الجزيرة لمدة 30 يوماً على الأقل، فيما أمر حاكم نيفادا بإغلاق الكازينوهات في الولاية لمدة شهر.
وأبدت الولايات المتحدة وبريطانيا وهولندا قلقاً متزايداً بشأن التداعيات الاقتصادية للإغلاق العالمي، وأعلنت حزم إنقاذ يبلغ مجموعها مئات المليارات من الدولارات، بينما طالبت فنزويلا صندوق النقد الدولي بمنحها قرضاً بقيمة 5 مليارات دولار.
وارتفعت أسواق الأسهم الآسيوية الرئيسية، اليوم الأربعاء بسبب وعد ترامب بمساعدة الاقتصاد الأميركي في الخروج من الأزمة.
في بروكسل، قالت أورسولا فون دير ليين، رئيسة المفوضية الأوروبية: "هناك إجماع على قرار يمنع معظم الأجانب من دخول الاتحاد الأوروبي لمدة 30 يوماً".
وقالت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إنّ الزعماء الأوروبيين وافقوا على عقد مؤتمر عبر الهاتف لمناقشة اقتراح المفوضية فرض حظر على دخول دول الاتحاد، إلى جانب النرويج وسويسرا وأيسلندا وبريطانيا، مع "استثناءات محدودة للغاية"، وستنفذ ألمانيا القرار على الفور.
واصطفت سيارات وشاحنات في ليتوانيا لمسافة بلغت نحو 60 كيلومتراً بعد إغلاق بولندا حدودها.
وكانت هناك اختناقات مرورية مشابهة للحدود مع ألمانيا وجمهورية التشيك.
وعانى الكثير من الماليزيين من الاختناقات المرورية التي استمرت ساعات خلال محاولتهم الوصول إلى سنغافورة قبل إغلاق الحدود. ويتنقل أكثر من 300 ألف شخص يومياً إلى سنغافورة للعمل، وقد اختار العديد منهم البقاء هناك في أثناء الإغلاق.
يأتي قرار ماليزيا بالإغلاق بعد ارتفاع حادّ في حالات الإصابة بفيروس كورونا إلى 673 حالة، ما يجعلها الدولة الأكثر تضرراً في جنوب شرق آسيا. ويرتبط نحو ثلثي الحالات باحتفال ديني في مسجد بإحدى ضواحي كوالالمبور، ما أدى إلى مرض المشاركين من بروناي وسنغافورة وإندونيسيا.
كذلك أعلنت جزيرة تايوان المتمتعة بالحكم الذاتي، اليوم الأربعاء، أنها ستمنع أيضاً الأجانب من الدخول، وسيضطر المواطنون التايوانيون إلى التزام الحجر الصحي في منازلهم لمدة 14 يوماً.
وفي تايلاند، قررت السلطات إغلاق الحانات والمدارس ودور السينما والعديد من الأماكن الأخرى الترفيهية في بانكوك.
وشدد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، على المبادئ التوجيهية الداخلية، ما سمح للأفراد بمغادرة المنزل فقط لشراء الطعام أو الذهاب إلى العمل أو القيام بمهمات أساسية فقط. وقال إن الناس لم يلتزموا الإرشادات السابقة، و"نحن في حالة حرب".
وتجاوز عدد حالات الإصابة بالفيروس في جميع أنحاء العالم، إلى الآن، على الرغم من شفاء أكثر من 81000 حالة، غالبيتها في الصين.
بالنسبة إلى معظم الناس، يسبب الفيروس التاجي أعراضاً خفيفة أو معتدلة فقط، مثل الحمّى والسعال. ولكن يمكن أن يحدث مرض شديد، خاصة عند كبار السن والأشخاص الذين يعانون من مشاكل صحية قائمة.
وفي إيطاليا قفزت الإصابات إلى 27980، أمس الثلاثاء، مع 2503 حالة وفاة، وتوفي في إيطاليا ثلث عدد ضحايا الفيروس على مستوى العالم.
وكانت إسبانيا رابعة أكثر الدول في معدلات الإصابة، مع ارتفاع حالات الإصابة بها بأكثر من 2000 حالة في يوم واحد إلى 11.178. وقفزت الوفيات الناجمة عن الفيروس إلى 491 حالة وفاة، حصيلة شملت 17 من كبار السن من سكان دار رعاية في مدريد ماتوا على مدى خمسة أيام.
وطلب البيت الأبيض من الكونغرس، أمس الثلاثاء، الموافقة على حزمة تحفيز اقتصادي طارئة بقيمة 850 مليار دولار لمساعدة الشركات ودافعي الضرائب على التعاطي مع التأثير الاقتصادي لتفشي فيروس كورونا الجديد.
وهذه حزمة التحفيز الاقتصادي الأكبر منذ الركود الكبير عام 2008.
في بريطانيا، كشفت الحكومة عن حزمة دعم اقتصادي ضخمة. وقال رئيس الوزراء بوريس جونسون إن حكومته "ستعمل مثل أي حكومة في زمن الحرب، وستفعل كل ما يلزم لدعم الاقتصاد".
وفي الولايات المتحدة، تجاوز عدد الوفيات 100 شخص، وحثّ المسؤولون الأميركيين كبار السن والذين يعانون من مشاكل صحية على البقاء في منازلهم. كذلك أوصوا بألّا تتجاوز اللقاءات الجماعية عشرة أشخاص. وقال حاكم كاليفورنيا إن معظم مدارس الولاية ستغلق أبوابها على الأرجح حتى الخريف.
(أسوشييتد برس)