وفي تقرير نشره موقعها اليوم وأعده مراسلها العسكري يوآف زيتون، نوهت الصحيفة إلى أن جهاز استخبارات حركة حماس يوظف مقاتلين يجيدون العبرية ويتقمصون شخصيات ضباط إسرائيليين، في محاولات لاستدراج ضباط وجنود الاحتلال لتقديم معلومات حساسة، لا سيما من الضباط والجنود الذين يخدمون في ألوية الصفوة التي تم استقدامها مؤخرا لتحمّل العبء الحربي في المنطقة.
ونقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية إسرائيلية قولها إن كل الدلائل تشير إلى أن حركة حماس قد طورت قدراتها في مجال جمع المعلومات الاستخبارية، عبر توظيف الفضاء الإلكتروني بشكل كبير، مشيرة إلى أن عناصر استخبارات حماس يعمدون إلى التواصل مع ضباط وجنود جيش الاحتلال عبر برنامج "واتساب"، بهدف الحصول على معلومات سرية حول مخططات وأنشطة الجيش المعَدة تجاه غزة.
وأشارت المصادر إلى أن أحد ضباط حركة حماس أقنع ضباطا وجنودا في لواء المظليين بأنه ضابط ينتمي إلى نفس اللواء، من خلال تقديمه تفاصيل صحيحة ودقيقة حول برامج وفعاليات كان اللواء ينوي تنفيذها، مما عزز من ثقة الجنود به ودفعهم إلى تقديم معلومات له.
وأضافت أن حماس حاولت، خلال الأعوام الماضية، الحصول على معلومات سرية حساسة من ضباط وجنود إسرائيليين يخدمون في الفرقة العسكرية المسؤولة عن تنفيذ الجهد الحربي في القطاع ومحيطه.
ولفتت إلى أن مقاتلي حماس يحرصون على ارتياد مواقع التعارف بالعبرية ويقدمون أنفسهم بشخصيات مستعارة، إلى جانب استغلال صفحات روابط مشجعي فرق كرة القدم الإسرائيلية في التعرف على الضباط والجنود، ومحاولة استدراجهم لتقديم معلومات استخبارية حساسة.
ونوهت إلى أن حماس تستغل ميزة تحديد البقعة الجغرافية التي يقدمها "فيسبوك"، في التواصل مع ضباط وجنود يخدمون في نطاق جغرافي، للحصول على معلومات تتعلق بالأنشطة العسكرية لجيش الاحتلال داخله.
وأشارت إلى أن استخبارات حماس تخترق مجموعات الـ"واتساب" التي ينتظم فيها ضباط وجنود ألوية الصفوة التي تتمركز في محيط قطاع غزة وتحصل على أرقام هواتفهم النقالة بهدف التواصل المباشر معهم.
وشددت الصحيفة على أن نجاح حماس في الحصول على وثيقة سرية حول الأنشطة الميدانية للواء المظليين لا بد أن يقلق قيادة الجيش الإسرائيلي بشكل خاص.
وأشارت إلى أنه في إحدى المرات توجه أحد مقاتلي حماس إلى جندي يخدم في كتيبة "890"، التابعة للواء المظليين، وقدم نفسه على أنه ينتمي إلى كتيبة أخرى وطلب منه معلومات حول جدول التدريبات والأنشطة الميدانية للكتيبة التي تتمركز في محيط القطاع.
ولمّحت المصادر إلى أن الحصول على مثل هذه المعلومات يمثل قيمة كبيرة لكل عدو، على اعتبار أن هذا الجدول يعطي تصورا حول مخططات جيش الاحتلال المستقبلية إزاء قطاع غزة.
ونوهت إلى أن مقاتلي حماس يحاولون التواصل مع ضباط وجنود الألوية العاملة عندما تقترب نهاية خدمتهم في محيط غزة أو في بدايتها، على اعتبار أن الحساسية التي يبدونها للمعلومات الاستخبارية تكون متدنية.
وحسب المصادر، يتضح من دراسة المحادثات التي أجراها مقاتلو حماس مع ضباط جنود الاحتلال أنهم يتقنون المصطلحات التي تستخدم في التخاطب في السلك العسكري الميداني الإسرائيلي.
وأعادت الصحيفة إلى الأذهان حقيقة أن حماس تمكنت من الحصول على وثائق سرية لجيش الاحتلال، لا سيما تقرير التحقيق في حادثة تسلل عناصر من كوماندوز الحركة البحري إلى قاعدة "زيكيم" البحرية عند بدء الحرب على غزة عام 2014.
من ناحيتها، نقلت الصحيفة عن مكتب الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي قوله إن الجيش يقوم بتحريات ومتابعة واسعة، للكشف عن أنشطة "للعدو" في مواقع التواصل، وتحذير الجنود والمواطنين الإسرائيليين من مغبة الوقوع ضحايا عمليات التضليل التي تقوم بها حركة حماس في هذه المواقع.