النظام وروسيا يهددان باجتياح ريف حماة الغربي

03 مارس 2018
يحاول النظام السيطرة على مناطق بالشمال (إيبو عمّار اللاذقاني/الأناضول)
+ الخط -


يسعى النظام السوري، بدعم مباشر من روسيا إلى استعادة قرى وبلدات ريف حماة الغربي المحاذية للمناطق الموالية له، مهدداً سكان هذه المناطق باجتياحها عسكرياً إذا لم يوافقوا على العودة إلى "حضن الوطن"، في إطار ما يسميه "مصالحات وطنية". وهو ما يشّكل خرقاً جديداً من جانب روسيا لاتفاق "خفض التصعيد"، الذي يشمل هذه المناطق على غرار الخروق الأخرى في إدلب والغوطة الشرقية وريف حمص الشمالي.

وعقب تهديدات أطلقتها روسيا ضد هذه المناطق، حاولت قوات النظام، أمس الجمعة، التقدم بالفعل إليها، إلا أن الفصائل المسلحة المحلية أحبطت الهجوم، وسيطرت على نقطتين لقوات النظام على محور قرية السرمانية بسهل الغاب غربي حماة، وذلك عقب هجوم معاكس على مواقع النظام بالأسلحة الثقيلة في محيط القرية. وقد بادرت قوات النظام للهجوم على محاور السرمانية وكبانة والكم والزكاة بالمدفعية الثقيلة في محاولة منها للتقدم.
وذكرت "هيئة تحرير الشام" أنها "تصدّت لمحاولة النظام التقدم على السرمانية"، وشنّت بعد ذلك هجوماً عكسياً على مواقعه في المنطقة، تمكنت من خلاله من السيطرة على نقاط عدة.

من جانبها، أفادت مصادر النظام بأن "قواته أحبطت تسلل مجموعة مسلحة من محوري دوير الأكراد وجبل التركمان، باتجاه تل الجعفر القريب من بلدة السرمانية بريف حماة الغربي، موقعة في صفوفهم عددا من القتلى والجرحى". وسبق لقوات النظام وروسيا أن أمهلت فصائل المعارضة في منطقة قلعة المضيق بريف حماة 48 ساعة لتسليم المنطقة، مهددة باقتحامها وقصفها بالبراميل المتفجرة والصواريخ إن لم تنسحب منها.
وتداولت وسائل إعلام تابعة للنظام، أمس الخميس، أن "قوات النظام طلبت من أهالي مناطق جبل شحشبو وقلعة المضيق وسهل الغاب تسليم قراهم سلميا، وإلا فإنها ستقوم بعمل عسكري".



وقالت مصادر محلية إن "سلطات النظام استدعت قبل أيام بعض الشخصيات المحلية في سهل الغاب وجبل شحشبو وتل هواش وكفرنبودة، إلى قرية صقلية الموالية للنظام في ريف حماة الغربي بحضور ضابط روسي برتبة عالية، ورؤساء الأفرع الأمنية بحماة. وناقش الحضور إمكانية إقناع أهالي المناطق المحررة بريف حماة الغربي، ويبلغ عددها حوالي 20 قرية، إضافة إلى قلعة المضيق وبلدة كفرنبودة بإجراء مصالحة وطنية مع النظام، لكن هؤلاء أبدوا عدم قدرتهم على إقناع الفصائل بذلك، ما دفع الضابط الروسي إلى التلويح باستخدام القوة العسكرية لتحقيق ذلك".

من جهتها، أعلنت فصائل المعارضة الموجودة في المنطقة جهوزيتها للتصدي لأي هجوم محتمل لقوات النظام على مناطق جبل شحشبو وسهل الغاب وقلعة المضيق، مؤكدة في الوقت نفسه عدم وجود أي اتفاق مع النظام لتسليمه هذه المناطق. وقال "جيش النصر" التابع للجيش السوري الحرّ، إن "النظام السوري يبحث من خلال تهديده بشن هجوم على مناطق تسيطر عليها الفصائل في حماة، عن أي انتصار بعد الخسارة التي تلقاها في الغوطة الشرقية للعاصمة دمشق". وأضاف المتحدث العسكري باسم "جيش النصر"، الملازم أول أبو المجد الحمصي، في تصريح لوكالة "سمارت"، أنهم "تواصلوا مع جميع الفصائل في المنطقة للتنسيق في حال حصل أي هجوم"، مؤكداً أنهم "لن يسلموها لقوات النظام".

بدوره، قال قائد "الفرقة الأولى مشاة"، النقيب عبد الجبار عباس، إن "المعارك كانت متوقفة في تلك المناطق لوجود كثافة سكانية فيها، باعتبارها المناطق الوحيدة التي تعتبر آمنة في حماة، ما دفع الفصائل لتحييدها عن القتال". وتابع أنه "في حال أراد النظام القيام بعمل عسكري ستتصدى له الفصائل ولن تسمح له بتهجير المدنيين". أما قائد "الفرقة 314" رائد عليوي، فقد أشار إلى أن "الفصائل ستشكل غرفة عمليات حول الأمر"، مؤكداً "استحالة تسليم هذه المنطقة للنظام".



من جهته، قال القيادي في "جيش العزة" العقيد مصطفى بكور في تصريحات لوسائل إعلام، إنهم "مستعدون للمشاركة في صدّ أي هجوم تقوم به قوات النظام والمليشيات على أي منطقة في أماكن انتشارهم بريف حماة"، معتبراً أن "العملية برمتها هي تهديد روسي بتدمير المنطقة فوق رؤوس ساكنيها، إذا لم تستسلم للنظام وتسمح للمليشيات والشبيحة بدخولها من دون قتال".

وبشأن هدف النظام من هذه الخطوة، اعتبر بكور أن "النظام يريد زيادة المساحة التي يسيطر عليها لإبعاد الفصائل عن المناطق الموالية له في سهل الغاب والساحل، مستفيداً من حالة الاقتتال الفصائلي وتضعضع الساحة، خصوصاً أن منطقة جبل شحشبو مهمة استراتيجياً، بسبب إشرافها على مساحات واسعة من مناطق المعارضة في ريفي حماة وإدلب".

وأوضح أن "هناك العديد من الفصائل في المنطقة وعلى رأسها جيش العزة وجيش النصر والفرقة الخامسة والجيش الثاني وحركة أحرار الشام وفيلق الشام وجيش إدلب الحر وفصائل أخرى ومتطوعين من سكان المنطقة". كما نشرت فصائل بيانات عدة حملت رسائل تهديد للنظام بالردّ أمام أي محاولة تقدم أو عملية عسكرية، تهدف إلى السيطرة على أي منطقة في ريفي حماة الغربي والشمالي".

من جهة أخرى، تصدى "الجيش السوري الحر" لهجوم من قوات النظام السوري صباح أمس الجمعة، في ريف حمص الشمالي، وسط البلاد. وقال المتحدث باسم "حركة تحرير الوطن" صهيب العلي، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن "الجيش السوري الحر ضمن غرفة عمليات ريف حمص الشمالي، أحبط محاولة تقدم من قوات النظام إلى قرية العامرية جنوب شرقي قرية دير فول في ريف حمص الشمالي المحاصر، ودمّر دبابة وقتل وجرح عناصر من قوات النظام". وأوضح العلي أن "قوات النظام حاولت التقدم إلى قرية العامرية من ثلاثة محاور بشكل متزامن، بمساندة من المليشيات المحلية والأجنبية، فدارت مواجهات عنيفة بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة". مع العلم أن ريفي حمص وحماة يشهدان تحركات عسكرية مكثفة من قبل قوات النظام السوري المدعومة بالطيران الروسي ما يرجّح نية النظام شنّ هجوم على تلك المناطق.



المساهمون