وبحسب دبلوماسي رفيع من طرابلس، فإن كونتي سيلتقي في طرابلس رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فايز السراج، قبل أن ينتقل إلى بنغازي للقاء اللواء المتقاعد، خليفة حفتر، مشيرا إلى أن مهمة كونتي تأتي في إطار جهود إيطاليا المتواصلة لإنجاح نتائج مؤتمر باليرمو ولقطع الطريق أمام محاولات التشويش عليه.
وأفاد المصدر الذي تحدث لـ"العربي الجديد" بأن زيارة كونتي العاجلة ستحاول الحد من رغبة حفتر في تنفيذ عمليات عسكرية بغرب ليبيا وتحديدا في طرابلس وحولها، لافتا إلى أن خلافات دارت بين فصائل مسلحة في منطقة ورشفانة جنوب غرب طرابلس، الثلاثاء الماضي، كان حفتر يعدها كطرف في محاور اقتحام طرابلس. وانتهت الخلافات بمقتل سبعة مسلحين وجرح العشرات، فيما لم يفلح حفتر حتى الآن في الاتفاق مع فصائل ترهونة لتكون المحور الآخر في عملية الاقتحام.
وقال المصدر إن "كونتي سيسعى جاهدا لبعث الروح في محاولات إيطاليا للتقريب بين السراج وحفتر، وإمكانية عقد لقاء بينهما داخل ليبيا وتحديدا في طرابلس أو قريبا منها في مسعى للحد من التأثير الفرنسي على حفتر"، مبينا أن كونتي سيعلن من بنغازي افتتاح القنصلية الإيطالية بالمدينة كخطوة للإعلان عن صفحة من العلاقات الجديدة بين إيطاليا وحفتر.
وترغب إيطاليا، بحسب المصدر، في أن تكون الطرف الفاعل والحاضر بقوة أثناء انعقاد الملتقى الوطني الجامع والتحضير له مطلع العام المقبل، حيث دعت عدة أطراف ليبية للقبول بعقد أولى جلسات الملتقى في إيطاليا، بمن فيهم رموز النظام السابق.
وبحسب المصدر، فإن جهود إيطاليا في احتواء حفتر لم تتوقف على الاتصال به بشكل مباشر، بل من خلال حلفائه المقربين كالقاهرة وموسكو، لكن أبوظبي تقف في صف فرنسا الساعية للتشويش على الجهود الإيطالية، راغبة في أن تكون الحلول بين حفتر والسراج من خلال حوار مباشر بينهما.
وكانت إيطاليا قد استضافت قادة ليبيا الرئيسيين (السراج ورئيس المجلس الأعلى للدولة، خالد المشري ورئيس مجلس النواب، عقيلة صالح) في مؤتمر عقد بمدينة باليرمو من أجل الاتفاق على رؤية لحل الأزمة في البلاد، فيما تخلف اللواء المتقاعد خليفة حفتر عن حضور الجلسات الرئيسية، مفضلا المشاركة في لقاء على هامش المؤتمر يتعلق بمناقشة قضايا الإرهاب والهجرة غير الشرعية.