حزب "الاستقلال" البريطاني يرتدي ثوب اليمين المتطرف: من دعم "بريكست" لمعاداة المسلمين

04 مارس 2019
يتحول حزب استقلال المملكة إلى منصة متطرفة(Getty)
+ الخط -

يشهد "حزب استقلال المملكة المتحدة" ("يوكيب") البريطاني تحولاً كبيراً في طبيعته، إذ هو ينحو ليصبح حزباً يمينياً متطرفاً يتبنى أفكاراً معادية للمسلمين، وفقاً لتقرير أعدته صحيفة "ذا غارديان"، ونشر اليوم.

وشهد الحزب، الذي تبنى مطلب خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي حتى العام 2016، انضمام الآلاف من الأعضاء الجدد إلى صفوفه، تجذبهم شخصيات متطرفة، مثل مؤسس رابطة الدفاع الإنكليزية المتطرفة والمحظورة، طومي روبنسون.

ويخشى من ارتفاع شعبية الحزب، في ظلّ الغموض الذي لا يزال يحيط بمستقبل "بريكست". وبينما لا يوجد حزب سياسي يمثل اليمين المتطرف في بريطانيا منذ انهيار شعبية الحزب القومي البريطاني بداية العقد الحالي، يتجه "حزب استقلال المملكة المتحدة" ليكون البديل، في ظل رئاسة جيرارد باتن له.

ويكشف تقرير "ذا غارديان" ارتفاع الانتساب إلى الحزب بنسبة 50 في المائة في العام الماضي، بناء على تصور باتن، والذي يصف الإسلام بأنه "طائفة دموية"، والذي عين روبنسون المحظور على وسائل التواصل الاجتماعي، مستشاراً له.

وينشط أعضاء الحزب بشكل رئيسي عبر الفضاء الإلكتروني، وتشهد منصاته منشورات معادية للإسلام والسامية، إضافة إلى العديد من نظريات المؤامرة التي تدعم رؤية زعامة الحزب.

وكانت قيادة الحزب الجديدة قد سعت إلى النأي بنفسها عن "السترات الصفراء" البريطانية التي قامت بالتحرش بالسياسيين والصحافيين أمام البرلمان، وتمتلك روابط بجهات متطرفة ومعادية للإسلام، إلا أن صفحة "فيسبوك" الخاصة بالحزب، تعكس توجهاً عقائدياً مماثلاً.

وكان باتن قد طالب منذ تسلمه قيادة الحزب العام الماضي بتطبيق سياسات عدة؛ منها وضع المزيد من العقبات أمام المهاجرين من الدول المسلمة، وإنشاء سجون خاصة بالمسلمين، بينما قال متحدث باسم الحزب إن "العصابات المسلمة مسؤولة عن هولوكوست يستهدف أطفالنا".

وأدى قرار باتن بالاستعانة بروبنسون إلى هجرة العشرات من الشخصيات البارزة في الحزب، وعلى رأسها زعيمه السابق، نايجل فاراج، والذي شكل حزباً جديداً مهمته الدفاع عن "بريكست".

كما شهد الحزب أيضاً استقالة أغلبية نوابه في البرلمان الأوروبي، حيث تقلص عددهم من 24 تم انتخابهم عام 2014 إلى 7 فقط.

وكان "حزب استقلال المملكة المتحدة" قد حقق إنجازاً تاريخياً عام 2014 بوصول ممثليه إلى البرلمان الأوروبي، كما حصد عدداً كبيراً من أصوات الناخبين البريطانيين في الانتخابات العامة عام 2015، إلا أنه فشل في الحصول على أي مقعد في برلمان ويستمنستر.


كما سجل عام 2015 رقماً قياسياً في عدد منتسبيه، إذ وصل إلى 46 ألفاً، بينما تقف الآن عند 27 ألفاً.

وتقول مصادر داخلية من الحزب للصحيفة إن هذا التغير ملحوظ في نشاطات الحزب على المستوى المحلي، حيث استقال العديد من نشطائه السابقين.

إلا أن هذا التراجع يساهم في تعديله تدفق الأعضاء الجدد من اليافعين، والذين تجذبهم الشخصيات اليمينية المتطرفة النشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، والـ"يوتيوب"، سواء في بريطانيا أو الولايات المتحدة.

وكان باتن قد وصل إلى زعامة الحزب بعد عهد هنري بولتون الكارثية، والتي شهدت تراجع تأييد الحزب إلى أدنى مستوياته.

وترى قياداته اليوم أنه يتحول إلى منصة متطرفة، ما يقوض حظوظه في كسب قاعدة شعبية تؤهله للحصول على تمثيل برلماني، حيث تراه غير قابل للانتخاب كما كان حال الحزب القومي البريطاني.

إلا أن استقالة العديد من قيادات الحزب السابقة، تفسح المجال أمام باتن لتطبيق رؤيته الخاصة بالحزب، وربما إعادة انتخابه زعيماً له العام الحالي.

المساهمون