لجنة الأمن القومي في البرلمان المصري تُقر اتفاقية "تيران وصنافير"

14 يونيو 2017
وافقت اللجنة على التنازل عن الجزيرتين دون مناقشة(العربي الجديد)
+ الخط -
في اجتماع مغلق على أعضاء اللجنة المصرية، ولم يستغرق سوى 20 دقيقة، وافقت لجنة الدفاع والأمن القومي في مجلس النواب، اليوم الأربعاء، على اتفاقية تنازل مصر عن جزيرتي "تيران وصنافير" للسعودية، من دون مناقشة، إذ اقتصر الاجتماع على تصويت أعضائها، على الرغم من إعلان اللجنة عن مناقشة الاتفاقية من منظور الأمن القومي.

ومنعت اللجنة حضور أي من الصحافيين للاجتماع، الذي شهد تصويتاً سرياً، وعدم حضور أي من الخبراء أو المختصين، خلاف ما أعلنت عنه في وقت سابق، ليخرج رئيسها، مدير الاستخبارات الحربية السابق، كمال عامر، ليعلن "سعودية الجزيرتين"، والتصويت النهائي على الاتفاقية في جلسة اليوم.

وقال عامر، عقب الاجتماع المغلق، إنه اقتصر على أخذ الموافقة الأخيرة على الاتفاقية، وعدم فتح النقاش مجدداً بشأنها، بدعوى أن كل الوثائق والأدلة تؤكد وقوع "تيران وصنافير" في المياه الإقليمية السعودية، في ضوء الخطابات المتبادلة بين القاهرة والرياض.

ولفت إلى إعداد اللجنة لتقريرها عن الاتفاقية، فور انتهاء اجتماعها، تمهيداً لعرضه على الجلسة العامة، والتصويت النهائي على الاتفاقية، زاعماً أن الاتفاقية "قُتلت بحثاً" في اجتماعات اللجنة التشريعية، التي عقدت على مدار الأيام الثلاثة الأخيرة، ولم تشهد سوى مشادات حادة بين النواب، على خلفية اتهام معارضي الاتفاقية لخبراء الحكومة بتزييف التاريخ.

شهدت اللجنة تصويتاً سرياً (العربي الجديد )

وتابع أنه "بمراجعة الوثائق والخطابات المتبادلة والمودعة في الأمم المتحدة، تأكد أعضاء اللجنة من تبعية الجزيرتين للمملكة"، مشدداً على أهمية الثقة في مؤسسات الدولة، والقوات المسلحة، بقوله "لا يمكن لأي مصري أن يفرط في الأراضي المصرية.. والرئيس عبد الفتاح السيسي قال: ليس منا من يطمع في أرض الغير".

وعن معارضي الاتفاقية، سواء من النواب، أو المواطنين، قال إنهم "إما لا يعلمون كل الحقائق، وإما أناس مغرضون، يسعون لعدم استقرار البلاد، وتشويه الحقائق لصالح قوى خارجية كارهة لمصر"، مشيراً إلى أنه كان من ضمن الجنود التي حمت مضيق "تيران" خلال حرب 1967، ولا يمكن لأي جندي التفريط في أرضه، وإن من يتحدث عكس ذلك "لا يستند للوثائق والمستندات"، بحد قوله.

واتهم خبيرة ترسيم الحدود الدولية، هايدي فاروق، التي قدمت للبرلمان 67 مستنداً تؤكد مصرية الجزيرتين، بأنها "مغرضة"، وسعت لإحداث البلبلة داخل مجلس النواب، كما اتهم رئيس الوزراء الأسبق، أحمد شفيق، بعدم قول الحقيقة في تصريحه الأخير عن مصرية الجزيرتين، خاصة أنه سبق وأعلن في أبريل/نيسان 2016، أن الجزيرتين سعوديتان.

ورفض ثلاثة من أعضاء اللجنة للاتفاقية، وهم النواب: أحمد البرديسي، وأسامة أبو المجد، ومحمد عقل، وذلك خلال الاجتماع المغلق، الذي حضره رئيس ائتلاف دعم مصر، محمد زكي السويدي، وزميله مصطفى بكري، بالمخالفة للائحة.

رفض ثلاثة من أعضاء اللجنة للاتفاقية(العربي الجديد)

وقال عقل في تصريحات لمحرري البرلمان، عقب الاجتماع: "نرفض عرض الاتفاقية بهذه السرعة.. ونتساءل عن سر الاستعجال بشأن تمرير الاتفاقية الآن، حيث إن التفاوض بشأن الجزيرتين يعود إلى العام 1990، خلال عهد الرئيس الأسبق، "المخلوع"، حسني مبارك، وتمت الموافقة عليها خلال 48 ساعة فقط تحت دعوى ظروف البلد".

وعزا عقل، وهو لواء جيش سابق، رفضه للاتفاقية، حفاظاً على الأمن القومي المصري، نظراً لأهمية سيطرة مصر على الملاحة من خلال مضيق "تيران"، داعياً لأن تكون جزيرة تيران على الأقل مصرية.

بدوره، هدد أحمد البرديسي بتقديم استقالته من البرلمان، على خلفية موافقة اللجنة، قائلاً إنه رفض التنازل عن تبعية الجزيرتين إلى الرياض، وبالتالي يرى أن موافقة البرلمان على هذه الاتفاقية تحول دون وجوده تحت هذه القبة ممثلاً عن الشعب.

إلى ذلك، أرسل رئيس ائتلاف دعم مصر، رسالة نصية إلى أعضاء الائتلاف، حملت توقيعه، حثهم فيها على الحضور في جلسة اليوم، التي ستشهد التصويت النهائي على اتفاقية جزيرتي "تيران وصنافير".

وجاء في نص الرسالة "السادة نواب ائتلاف دعم مصر المحترمون.. نشكر حضراتكم على تماسككم وتحملكم الكثير دفاعاً عن قضايا الوطن الصعبة، وتثبتون دائما أنكم ائتلاف قوي في الحق بإذن الله".

وأضاف "أرجو من حضراتكم، وأؤكد عليكم حضور جلسات الأربعاء من بدايتها لنهايتها، لظهور الائتلاف بالمظهر المتماسك القوي.. ثقتنا في حضراتكم ووطنيتكم ملهاش حدود بائتلاف دعم مصر.. تحيا مصر".

المساهمون