بزشكيان يتولى مهامه رسمياً رئيساً لإيران بعد تنصيبه من خامنئي

28 يوليو 2024
خامنئي يصدر مرسومًا لبزشكيان خلال حفل التصديق على تعيينه رئيساً، 28 يوليو 2024 (إرنا)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان**: بدأ بزشكيان مهامه كرئيس تاسع للجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد تصديق المرشد الأعلى علي خامنئي، الذي أشاد بدعوته للوحدة والانسجام وتحويل إيران إلى بلد قدير في العلم والتقنيات.

- **توصيات المرشد الأعلى علي خامنئي**: خامنئي أوصى بزشكيان باختيار وزراء كفؤين، العمل الجهادي المكثف، التعاون بين السلطات، رفع قيمة العملة الوطنية، وزيادة الإنتاج، وتجنب الجدل السياسي، مع التركيز على السياسة الخارجية والعلاقات مع الدول الجارة.

- **التحديات التي تواجه بزشكيان**: يواجه بزشكيان تحديات اقتصادية، اجتماعية، ثقافية، وسياسية، ودعا خلال حملته إلى رفع العقوبات الأميركية عبر تسوية مع واشنطن والتعامل البناء مع العالم.

بدأ الرئيس الإيراني الإصلاحي الجديد مسعود بزشكيان اليوم الأحد، مهامه رئيساً تاسعاً للجمهورية الإسلامية الإيرانية، بعد تصديق المرشد الأعلى علي خامنئي على فوزه بالرئاسة. وانطلقت صباح اليوم مراسم التنصيب بحضور المرشد، وكبار المسؤولين الإيرانيين السياسيين والعسكريين. وجاء في نص مرسوم "حكم رئاسة الجمهورية" الذي سلمه خامنئي لبزشكيان، أنه ينصّب بزشكيان رئيساً للجمهورية الإسلامية الإيرانية "بناءً على خيار الشعب".

وينص البند التاسع من المادة الـ100 للدستور الإيراني على أن من صلاحيات المرشد الإيراني "إمضاء حكم تنصيب رئيس الجمهورية بعد انتخابه من قبل الشعب". وعليه، فإن تنصيب الرئيس الإيراني المنتخب ليس إجراءً شرفياً، حيث يتوقف تولي الرئاسة من قبل الرئيس المنتخب على تنصيبه من المرشد الذي إن رفض لا تُسلَّم الرئاسة له. ومنذ عام 1979 بعد انتصار الثورة الإسلامية، لم يسبق أن رفض المرشد الإيراني تنصيب رئيس فاز في الانتخابات الرئاسية.

وبشأن مغزى التنصيب، قال عباسعلي كدخدائي، العضو الحقوقي في مجلس صيانة الدستور الإيراني المشرف على الانتخابات، إن إمضاء المرشد يعني إعطاء الطابع الرسمي لعهد الرئيس المنتخب من الشارع. وأكد كدخدائي أن أول أثر حقوقي للتنصيب "بدء فترة الرئاسة للرئيس الجديد"، مشيراً إلى أن "شرعية عمل رئيس الجمهورية والتصديق على خيار الشعب يكونان عبر التنصيب".

بزشكيان يدعو إلى تحقيق الوحدة والانسجام في الداخل

وفي كلمته خلال حفل التنصيب، أشاد بزشكيان بمؤسس الثورة الإسلامية آية الله الخميني وقادتها، وخصّ بالذكر أيضاً الجنرال قاسم سليماني قائد فيلق القدس السابق الذي اغتالته الولايات المتحدة الأميركية مطلع عام 2020 في بغداد، مؤكداً أنه سيعمل تنفيذاً للدستور وأطر وخطوط عريضة حددها المرشد الإيراني علي خامنئي. وفيما دعا إلى ضرورة تحقيق الوحدة والانسجام في الداخل، أكد أنه "من دون ذلك لن تزدهر البلاد ولن تحقق أهدافها". كذلك دعا بزشكيان إلى "تحويل إيران وفق وثيقة الرؤية المستقبلية 2025 إلى بلد قدير في مجال إنتاج العلم والتقنيات وبلد مستقر وآمن ومقتدر بمنظومة دفاعية تعتمد الردع الشامل"، مؤكداً ضرورة "التعامل البناء والمؤثر" مع العالم، متعهداً أنه سيعمل على تحقيق رضا الشارع.

وأكد أيضًا ضرورة إيصال إيران إلى المكانة التي تستحقها في المنطقة، وقال إن الوحدة تضمن "إيران قوية"، داعياً خامنئي إلى دعمه خلال فترة الرئاسة لتحقيق تطلعات الشارع.

خامنئي يقدم جملة توصيات إلى بزشكيان

وفي كلمته، هاجم المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي خلال حفل التنصيب، العهد الملكي في إيران قبل الثورة، مشيداً بالعملية الانتخابية في بلاده، ومتحدثاً عن "السيادة الشعبية فيها"، واعتبر أنها "نتيجة ثورة ونهضة الشعب في مواجهة الصعوبات"، وقال إن الانتخابات الرئاسية الأخيرة جرت بـ"أفضل شكل ممكن في أجواء تنافسية جيدة".

كذلك، أشاد خامنئي بكلمة بزشكيان خلال حفل التنصيب، قائلاً إنها كانت "متقنة وعميقة، ودليلاً على تعهده بمبادئ السيادة الدينية الشعبية"، مؤكداً أنّ "علينا جميعاً دعمه". وقدم المرشد الإيراني جملة توصيات إلى الرئيس الإيراني المنتخب في بداية عهده، بدءاً من اختيار وزراء على قدر من الكفاءة و"العمل الجهادي المكثف دون كلل وملل"، وضرورة التعامل والتعاون بين السلطات الإيرانية الثلاث، الرئاسة والبرلمان والسلطة القضائية، إلى الاهتمام بالقضايا الثقافية والاقتصاد. وأكد أن "الأولوية هي للاقتصاد ورفع قيمة العملة الوطنية وزيادة الإنتاج"، داعياً إلى تجنب الدخول في الجدل والسجال والقطبية السياسية في البلاد.

وأضاف خامنئي أنه "من دون التعامل بين أركان الدولة لا يمكن إنجاز العمل"، مشدداً على "ضرورة الاتكال على الداخل وقدراته وطاقاته وإمكانياته، دون أن يعني ذلك تجاهل طاقات الخارج". ودعا الحكومة الجديدة إلى "التعامل النشط والفعال غير المنفعل أمام الأحداث والتطورات في العالم والمنطقة"، مضيفاً أنه "كل حدث في المنطقة والعالم يجب أن يكون لنا موقف واضح منه ونطرحه بصراحة". وأكد أولويات السياسة الخارجية الإيرانية، منها العلاقات مع الدول الجارة، عازياً سبب عدم إعطاء الأولوية للعلاقات مع أوروبا إلى مواقفها وسياساتها تجاه إيران خلال السنوات الأخيرة وقال "لا نكن العداء لأوروبا".

وعرّج خامنئي على تطورات العدوان الإسرائيلي على غزة، قائلاً إن قضية فلسطين اليوم أصبحت قضية عالمية ولم تعد فقط قضية إسلامية، مضيفاً: "الكيان الصهيوني ليس دولة وإنما يظهر صورة أكثر سوءاً من عصابة إجرامية من القتلة والإرهابيين". وقال إن إسرائيل سجلت "مستويات قياسية في الإجرام في تاريخ البشر، وترمي القنابل على رؤوس أطفال ورضع ونساء عزل لم يطلقوا الرصاص". وأكد أن "العدو الصهيوني بكل ما يتلقاه من الدعم الأميركي والأوروبي فشل في كسر المقاومة، إذ كان يريد اقتلاع جذور حركة حماس، لكن الحركة اليوم صامدة بقوة وتقاوم، وتزداد قوة". كما هاجم المرشد الإيراني، الكونغرس الأميركي لاستقباله رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي نعته بالمجرم وأكد أنه "عار كبير" أن يستقبله الكونغرس.

يشار إلى أن بزشكيان بعد تنصيبه رئيساً من قبل خامنئي سيؤدي الثلاثاء المقبل اليمين الدستورية في البرلمان الإيراني بحضور كبار المسؤولين الإيرانيين وقادة ومندوبين من عدة دول. واختار الإيرانيون في الجولة الثانية للانتخابات الرئاسية المبكرة، في الخامس من الشهر الجاري، المرشح الإصلاحي مسعود بزشكيان رئيساً جديداً لبلادهم، خلفاً للرئيس المحافظ الراحل إبراهيم رئيسي الذي توفي قبل نحو عام من انتهاء ولايته الرئاسية في حادث تحطم مروحيته في محافظة أذربيجان الشرقية شمال غربيّ إيران.

ويواجه بزشكيان في عهده جملة تحديات داخلية وخارجية كبيرة، أهمها أزمات ومشكلات اقتصادية واجتماعية وثقافية وسياسية، أثرت سلباً في الرصيد الشعبي للحكومة الإيرانية. وخلال حملته الانتخابية، انتقد بزشكيان الوضع الراهن في البلاد، داعياً إلى تغييره. وكان محور حملة بزشكيان الانتخابية رفع العقوبات الأميركية عبر الوصول إلى تسوية مع واشنطن، و"التعامل البنّاء" مع العالم والمنطقة، سبيلاً لحل المشكلات المعيشية للإيرانيين، الذين يئنّون تحت وطأة الأزمات الاقتصادية المرتبطة بالعقوبات التي تعد أحد أهم ملفات إيران الخارجية.

المساهمون