كوربن يكشف رؤيته لمستقبل "بريكست" ويتعهد بالحياد في استفتاء ثان يشمل البقاء

18 سبتمبر 2019
كوربن متهم بأنه مؤيد لـ"بريكست"(إيان فورسيث/Getty)
+ الخط -
كشف زعيم المعارضة العمالية في البرلمان البريطاني، جيريمي كوربن عن رؤيته لمستقبل "بريكست"، وذلك قبيل المؤتمر السنوي العام للحزب الذي يعقد نهاية الأسبوع الحالي في مدينة برايتون.

وقال كوربن، في مقال نشرته صحيفة "ذا غارديان"، اليوم الأربعاء، إنّه سيدخل الانتخابات العامة المقبلة، واعداً ببرنامج يشمل التفاوض على اتفاق "بريكست" فيه اتحاد جمركي مع الاتحاد الأوروبي، في موقف يبدو دون توقعات نشطاء الحزب الذين يدفعونه لدعم البقاء في الاتحاد الأوروبي.

إلا أن ما نشرته "ذا غارديان" يعد تذكيراً بعدم رغبة كوربن في التحول كلياً لمعارضة "بريكست"، وليؤكد أنه سيلتزم الحياد ويدع الناس تختار بين البقاء في الاتحاد أو صفقته المعدلة.

ومن المتوقع أن يشهد المؤتمر الحزبي عدداً من الفقرات التي سيصوت عليها ناشطو الحزب بهدف ضمان خروج المؤتمر العام بوعد يكون جزءاً من البرنامج الانتخابي للحزب بدعم خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي في حال التوجّه لاستفتاء ثان.


وكان عدد من قادة "العمال"، مثل كير ستارمر وتوم واتسون، قد أعلنوا في الأشهر الأخيرة، تخليهم عن ترددهم واستعدادهم لدعم البقاء في الاتحاد بغض النظر عن أية صفقة يأتي بها "العمال" إن تمكن من تشكيل الحكومة.

وبصرف النظر عن دوافع كوربن الشخصية، حيث يتهم بأنه مؤيد لـ"بريكست"، يسعى من خلال التزامه الحياد الموافقة بين قواعد الحزب المؤيدة والمعارضة لـ"بريكست"، للحصول على أغلبية برلمانية تسمح له بالوصول إلى داوننغ ستريت.

ويخضع "العمال" لمنافسة حزب "بريكست" في دوائره الانتخابية التقليدية المؤيدة لـ"بريكست"، وهي التي تتسم بكونها مقرات "العمال" التقليدية من المدن ما بعد الصناعية والتي تتمركز في شمال إنكلترا وويلز. بينما ينافسه "الديمقراطيون الليبراليون" في الدوائر الانتخابية التقليدية المعارضة لـ"بريكست"، مثل العاصمة لندن.

كما أن الموقف الكوربني يسعى لتجنب ما جرى لرئيس الحكومة البريطانية الأسبق ديفيد كاميرون بعد استفتاء عام 2016، عندما هزم الجانب الذي دعمه خلال استفتاء "بريكست" ودفعه للاستقالة من رئاسة الوزراء.

وقال كوربن في مقاله إنّ "التوصل لاتفاق مماثل لما يرغب به العمال سيكون سريعاً بناء على المحادثات التي أجراها مع مفاوضي الاتحاد في بروكسل".

وأوضح "ستضمن حكومة العمال اتفاقاً منطقياً مبنياً على الشروط التي دافعنا عنها مراراً، بما فيها اتحاد جمركي جديد مع الاتحاد الأوروبي، وعلاقة قريبة من السوق الأوروبية المشتركة، وضمانات لحقوق العمال والحماية البيئية".

وأضاف "سنضع هذه الصفقة بعد ذلك لاستفتاء عام إلى جانب خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي. وأتعهد بأن أطبق الخيار الشعبي أياً كان، كرئيس وزراء عمالي".

وتابع "بوريس جونسون(رئيس الحكومة) يريد الخروج من الاتحاد الأوروبي من دون اتفاق، وهو أمر تعارضه الأعمال والصناعات واتحادات التجارة وأغلب الشعب. والآن يريد الديمقراطيون الليبراليون من البرلمان الانقلاب على نتيجة الاستفتاء من خلال سحب طلب الخروج من الاتحاد الأوروبي (المادة 50). إن الانقلاب على قرار أغلبية الناخبين ببساطة أمر غير ديمقراطي، من دون العودة إلى الشعب".

وأكد "أن العمال هو الحزب الوحيد المصمم على جمع الصفوف. والتصويت للعمال فقط سيضمن استفتاء ثانياً على بريكست. وحكومة عمالية فقط ستضع السلطة في يد الشعب من جديد. دعونا نتخلص من بريكست من دون اتفاق ونضع الخيار أمام الشعب".

كما وعد كوربن، في مقاله، أن تكون الانتخابات العامة فور التأكد من زوال خطر "بريكست" من دون اتفاق، الذي يسعى إليه جونسون، وذلك من خلال الحصول على تمديد لموعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأووربي، خلال القمة الأوروبية المرتقبة أواسط الشهر المقبل.


ويسعى عدد من الحملات داخل صفوف "العمال" إلى دفع الحزب لتبني موقف يدعم خيار البقاء في الاتحاد الأوروبي، حيث توجد نحو 80 فقرة للتصويت أثناء المؤتمر تطالب بدعم هذا الخيار في الاستفتاء الثاني.

وفيما يتعلق بـ"بريكست"، يتوقع أن تكون المنافسة في المواقف بين فروع الحزب المناطقية والنشطاء الشباب من داعمي البقاء في الاتحاد، مثل حملة "أوروبا أخرى ممكنة" و"العمال من أجل أوروبا اشتراكية" من جهة، وممثلي النقابات العمالية الداعمة لموقف كوربن، من جهة أخرى.