مصر: محاكمة متهمي "مذبحة الدفاع الجوي"... والتفريعة قد تؤجلها

05 اغسطس 2015
فيديوهات تؤكد إطلاق الأمن الرصاص الحي على الجمهور(العربي الجديد)
+ الخط -

تنظر محكمة الجنايات مصرية، اليوم الأربعاء، رابع جلسات محاكمة "مشجعي نادي الزمالك" المصري، وهم 16 معتقل، على خلفية اتهامهم بالتورط في مذبحة ملعب الدفاع الجوي في 30 يونيو/حزيران. التي وقعت في مباراة جرت بين نادي "الزمالك" و"إنبي"، في الدوري العام المصري، ولقي فيها العشرات مصرعهم على يد قوات الأمن.

وتأتي جلسة اليوم وسط توقعات من مراقبين بتأجيل الجلسة لظروف أمنية، وذلك بسبب الإستعدادات الأمنية التي تجرى لتأمين عملية إفتتاح تفريعة قناة "السويس" الجديدة المقرر لها غداً الخميس. وكانت الجلسة الماضية شهدت عرض صور ومقاطع فيديو خاصة بالقضية، وبرز خلال المقاطع المعروضة فيديو يظهر خلاله المئات من جمهور نادى "الزمالك" داخل القفص الحديدي المؤدي إلى الإستاد، ووجود حالة من التدافع الشديد بين صفوف جماهير الزمالك نتيجة إطلاق قوات الأمن للقنابل المسيلة للدموع والخرطوش عليهم. وهو ما دفع بالجمهور للإستغاثة بقوات الأمن، مرددين هتاف "إفتحوا، بنموت جوة القفص"، ليطالب الدفاع عن المتهمين بإثبات ما برز خلال ذلك المقطع بمحضر الجلسة.

كما ظهر مقطع فيديو لتصريح لرئيس حزب "مصر القوية"، عبدالمنعم أبو الفتوح، يوجه خلاله الإتهام إلى وزير الداخلية السابق، محمد إبراهيم، بشأن مسؤوليته عن الأحداث وما نتج عنها من ضحايا ومصابين فى صفوف جماهير نادي الزمالك.

وكانت النيابة العامة المصرية أسندت للمتهمين، ارتكاب جرائم البلطجة المقترنة بجرائم القتل العمد وتخريب المباني والمنشآت والممتلكات العامة والخاصة، ومقاومة السلطات وإحراز المواد المفرقعة، وأحيلت القضية لمحكمة جنايات شمال القاهرة المصرية، برئاسة المستشار سمير أسعد يوسف.

وأنكر المتهمون الإتهامات الواردة بأمر الإحالة بالكامل، واتهموا قوات الأمن بارتكابها وإجبارهم على الإعتراف بها تحت التعذيب والتهديد، وقيام ضباط الأمن الوطني بتلقينهم الإعترافات. وقال بعض المتهمين إنهم "تعرضوا للتعذيب بالكهرباء داخل الحجز واعتقال زوجاتهم، ومحاولات الأمن اغتصابهن أمام أعينهم، بعد تجريدهن من الملابس أمامهم لإجبارهم على الإعتراف، وهو ما تم". وطالب المدعون بالحق المدني في القضية، بإدخال كلاً من وزير الرياضة الحالي، ووزير الداخية السابق، كمتهمين بالقضية وذلك لأنهما مسؤولان عما حدث في المباراة.

وكان النائب العام المغتال هشام بركات، أحال المتهمين للمحاكمة، بعد أن ادعت التحقيقات أن "جماعة الإخوان المسلمين استغلت علاقة بعض كوادرها بعناصر من روابط مشجعي نادي "الزمالك" المسماة "وايت نايتس"، وأمدتهم بالأموال والمواد المفرقعة للقيام بأحداث شغب وعنف أثناء النشاط الرياضي لكرة القدم بهدف نشر الرعب بين المواطنين، لإلغاء هذا النشاط والعمل على إفشال المؤتمر الاقتصادي"، رغم أن المؤتمر المشار إليه، عقد في شرم الشيخ، شرق مصر.

وادعت النيابة العامة "اعتراف بعض المتهمين المنتمين لجماعة الإخوان في التحقيقات بالتدبير والتمويل والاشتراك في ارتكاب تلك الجرائم، بقصد خلق حالة من عدم الاستقرار الأمني بالبلاد لإفشال المؤتمر الاقتصادي، وتلقي بعض أعضاء رابطة مشجعي نادي الزمالك أموالاً من بعض كوادر الإخوان للقيام بأعمال العنف خلال مباراة كرة القدم بين ناديي الزمالك وإنبي في الدوري المصري"، وهو الأمر الذي نفته الرابطة في بيانات رسمية.

وواصلت النيابة ادعاءاتها بأنه "أسفر نشاطهم الإجرامي عن إصابة بعض ضباط وأفراد الشرطة، وحرق إحدى سيارات الشرطة، وإتلاف وتخريب الممتلكات العامة والخاصة، مما دفع قوات الشرطة إلى إطلاق قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم، وإثر ذلك شاعت حالة من الفوضى وتكدس أعداد من المشجعين في محاولة دخول الاستاد، وتدافعوا بقوة ونتج عن ذلك وفاة البعض وإصابة آخرين".

يأتي ذلك في الوقت الذي أظهرت فيه تسجيلات مصورة، أن قوات الأمن، أطلقت الرصاص الحي وطلقات الخرطوش، مباشرة على الجمهور.

يذكر أن محكمة مستأنف القاهرة للأمور المستعجلة في عابدين، قضت في وقت سابق، باعتبار الروابط "إرهابية" مع حظر نشاطها وحل روابطها نهائياً، وذلك في حكمها بقبول الإستئناف المقدم من رئيس نادي الزمالك المصري مرتضى منصور، على الحكم الصادر من محكمة أول درجة، برفض الدعوى القضائية التي يطالب فيها بإدراج روابط "الأولتراس"، رابطة مشجعي الأندية، كجماعة إرهابية، وحظر نشاطها وحل روابطها نهائياً.

اقرأ أيضاً: مصر: "إنجازات السيسي الديمقراطية" تدحضها قراراته

المساهمون