أحرزت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، مزيداً من التقدم في ريف حلب الغربي. وقالت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام سيطرت على قرى عنجارة، والسلوم، والمعري، وجبل الشيخ عقيل في ريف حلب الشمالي الغربي، بعد معارك مع المعارضة السورية المسلّحة وبقية الفصائل.
وباتت قوات النظام السوري على مشارف بلدة دارة عزة، وتعني السيطرة عليها قطع الطريق الرئيس بين عفرين وريف إدلب الخاضع لسيطرة المعارضة السورية المسلحة.
وكانت قوات النظام قد بدأت صباح اليوم هجوماً بدعم من المليشيات الإيرانية والمحلية على محور الشيخ عقيل، وبدعم جوي روسي وصاروخي.
وشنّ الطيران الحربي الروسي غارات عدة على مدينة دارة عزة، مستهدفاً منازل المدنيين ومركزين طبيين، مسفراً عن وقوع أضرار مادية جسيمة.
وذكرت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن القصف الروسي طاول مستشفى "الفردوس" ومستشفى "الكنانة" في مدينة دارة عزة، ما أدى إلى توقفهما عن العمل.
من جانبها، أعلنت "القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة" التابعة للنظام، السيطرة على عشرات القرى والبلدات في ريفي حلب الغربي والشمالي الغربي.
وقالت في بيان، إن قوات النظام مصرّة على مواصلة العمليات العسكرية والتقدم في المنطقة حتى السيطرة عليها بالكامل.
ووفقاً لمصادر محلية، فإن سيطرة النظام على جبل الشيخ عقيل، والذي توجد فيه أيضاً نقاط للجيش التركي، تضع النظام على أبواب السيطرة على دارة عزة، ما يعني الإشراف من مكان مرتفع على منطقة أطمة التي تعج بمخيمات النازحين والمهجرين، والإشراف على طريق "غزاوية"، الشريان الرئيس الواصل بين عفرين وإدلب.
وسيطرة النظام على هذا المحور، وتقدمه في محور الأتارب أيضاً، يضعانه على طريق معبر باب الهوى، ما يضع قرابة ثلاثة ملايين نسمة في إدلب وريفها تحت خطر الحصار شبه الكلي، ويحرم المعارضة من التحرك بحرية على الطرق الرئيسة.
ويقترب النظام من الوصول إلى الحدود السورية-التركية في ريف إدلب وريف حلب، وذلك للمرة الأولى منذ عام 2012، عندما فقد النظام السيطرة على الحدود لصالح فصائل الجيش السوري الحّر.
وكثفت قوات النظام السوري، اليوم الاثنين، قصفها الجوي والصاروخي والمدفعي، على محاور كفر عمة وتقاد والأتارب، متسببة بدمار كبير في ممتلكات المدنيين.
وتحدثت مصادر من "الجيش الوطني السوري" لـ"العربي الجديد" عن إنشاء الجيش التركي نقطة عسكرية جديدة في قرية البردقلي، على الطريق الواصل بين مدينتي سرمدا والدانا بريف إدلب الشمالي.
وتقع النقطة الجديدة، وفق المصادر، على بعد 5 كيلومترات من معبر باب الهوى على الحدود السورية-التركية، ومن المتوقع أن يكون إنشاؤها بهدف منع قوات النظام من الوصول إلى معبر باب الهوى وحرمان المعارضة منه، عبر قطع الطريق الواصل مع إدلب ومحيطها.
وكانت قوات النظام السوري قد حاصرت عشر نقاط مراقبة تركية خلال عملياتها العسكرية على ريفَي إدلب وحلب، كما قصفت نقاطاً عدة، ما أسفر عن وقوع قتلى وجرحى من الجنود الأتراك.
وكان الرئيس التركي قد منح النظام مهلة حتى نهاية فبراير/شباط الجاري من أجل التراجع إلى حدود اتفاق سوتشي الموقع بين روسيا وتركيا، مهدداً بإجراءات ضد النظام وحلفائه في إدلب.
واستقدم الجيش التركي خلال الساعات الماضية مزيداً من التعزيزات إلى الأراضي السورية، ونشرها في عدة نقاط مراقبة بريفَي حلب وإدلب، كما واصل تعزيزاته على الحدود مع سورية، جنوبي تركيا.