وبحسب مصادر أمنية عراقية، فإنّ مدير بلدة أبو صيدا والقيادي بمليشيا "العصائب" حارث الربيعي، قُتل خلال وجوده في دعوة غداء على يد أحد الحاضرين، لتنتشر بعد أقل من ساعة سيارات سوداء تقل مسلحين نفذوا عمليات اغتيال متسلسلة، طاولت رئيس المجلس المحلي في أبو صيدا سعد صريوي مع ابنه، ثم اغتيال مدير دائرة الجنسية العقيد محمد الحميري، ثم زعيمين قبليين، الأول يدعى خالد العبيدي والثاني شهاب الحميري، مؤكدة أنّ مسلحين آخرين اغتالوا شخصا محسوبا على مليشيا "بدر" يدعى عبد التميمي.
وأكد مسؤول في محافظة ديالى، فضّل عدم الكشف عن هويته، لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، أنّ الاغتيالات "على الأغلب ليست بدوافع إرهابية بل بسبب خلافات مليشياوية وحزبية على مكاسب مالية ومناصب"، مشيراً إلى أنّ الشرطة "كانت تتفرج على العمليات الانتقامية ولم تتحرك رغم علمها بمن يقف وراءها".
وفي السياق، قال قائد عمليات الجيش في ديالى اللواء الركن غسان العزي، إنّ الأوضاع في المحافظة "تحت السيطرة"، مشيراً، خلال تصريح صحافي، إلى فرض حظر للتجوال في عدد من المناطق على خلفية أحداث الخميس.
إلا أنّ زعماء قبائل وسكانا محليين أكدوا، لـ"العربي الجديد"، أنّ الوضع الأمني في عدد من مناطق ديالى ما زال مرتبكاً بعد انتشار مليشيات مسلحة في القرى القريبة من بلدتي أبو صيدا والمقدادية.
وحذر الزعيم القبلي المحلي فاضل القيسي، من أنّ الأوضاع الأمنية في القرى المجاورة لأبو صيدا "تنذر بخطر كبير بعد انتشار مسلحين تابعين لبعض المليشيات"، معرباً، في حديث لـ"العربي الجديد"، عن خشيته من حدوث حملة اعتقالات عشوائية تطاول الأبرياء في عودة للمربع الأول للعنف.
كما قال محمد إبراهيم، وهو من سكان أبو صيدا، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، إن السكان المحليين لزموا منازلهم، وأغلقت المتاجر والأسواق وانعدمت الحركة بسبب الخشية من استمرار التوتر الأمني، موضحاً أنّ ما يجري في المنطقة "عبارة عن صراع بين قوى مسلحة وليس عملاً إرهابياً".
وقال ضابط في شرطة ديالى إنّ الأوضاع الأمنية في أبو صيدا "مقلقة جداً بعد حملة الاغتيالات التي طاولت مسؤولين، والبلاغات عن وجود مسلحين يتجولون في المنطقة بسيارات مظللة رباعية الدفع"، مشيراً في حديث لـ"العربي الجديد"، إلى "وجود حاجة لإسناد أمني قبل حدوث مزيد من التوتر".
يُشار إلى أنّ بلدة أبو صيدا تعد واحدة من أبرز معاقل المليشيات في ديالى، وتشهد منذ سنوات صراعاً بين مليشيا "بدر" ومليشيا "العصائب" للسيطرة عليها، وسبق لرئيس البلدة المقتول حارث الربيعي المقرب من "العصائب"، استعانته عام 2017 بحكومة بغداد للتخلص من ضغوط يتعرض لها من قبل فرع عشيرة بنو تميم في ديالى الموالية لمليشيا "بدر".