مقتل متظاهرين بذي قار والآلاف يتحدون القوات العراقية بساحة التحرير ببغداد
ومساء اليوم السبت، وصلت أفواج من المتظاهرين إلى ساحة التحرير وسط بغداد، مرددين شعارات غاضبة ورافضة لهجوم القوات العراقية على ساحات التظاهر، مؤكدين أنهم لن يغادروا مناطق التظاهر مهما كلّف الثمن.
وانتقل متظاهرون من ساحة التحرير باتجاه ساحتي الخلاني والوثبة، لاستعادة السيطرة عليها من جديد، وسط إطلاق كثيف لرصاص حي وغاز مسيل للدموع من قبل قوات مكافحة الشغب على المتظاهرين، الذين انتشرت أعداد منهم في الأزقة الضيقة، واستخدموا أسلوب الكر والفر مع القوات العراقية، التي يخشون من نيتها اقتحام ساحة التحرير خلال الساعات المقبلة.
وقام ناشطون بنصب خيم جديدة للاعتصام في محيط ساحة التحرير، بدلاً من الخيم التي أحرقتها قوات مكافحة الشغب، صباح السبت، بينما واصلت مكبرات الصوت دعوة العراقيين للالتحاق بساحات الاحتجاج.
ووجه المتظاهرون مناشدات إلى المرجع الديني علي السيستاني، ومنظمة الأمم المتحدة، من أجل التدخل العاجل لإنقاذهم من قمع السلطات والأحزاب والمليشيات.
وتجددت الاحتجاجات في محافظة البصرة جنوبي العراق، إلا أن قوات "الصدمة" منعت المتظاهرين من الوصول إلى ساحة الاعتصام من خلال استخدام الرصاص الحي، واعتقال عدد من الناشطين في التظاهرات.
وقال ناشطون في احتجاجات البصرة إنّ التظاهرات ستندلع مجدداً، خلال الليل، بشكل واسع، مؤكدين، لـ"العربي الجديد"، أنّ اجتماعاً موسعاً لناشطين وشيوخ عشائر يعقد، مساء السبت، في منزل شيخ قبيلة بني مالك ضرغام المالكي، للخروج بموقف موحد من قمع التظاهرات، موضحين أنّ المالكي تعهد باستمرار وقوفه إلى جانب التظاهرات حتى إقالة محافظ البصرة أسعد العيداني، المسؤول الأول عن إعطاء أوامر قمع الاحتجاجات.
قتلى وعشرات الجرحى بذي قار
وفي ذي قار انضم الآلاف من أبناء العشائر للدفاع عن المعتصمين على جسر الفهد، بعد محاولة قوات أمنية كبيرة مهاجمتهم لفتح الجسر المغلق منذ عدة أيام. وقالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إنّ أربعة متظاهرين قتلوا وأصيب ثلاثة وثلاثون آخرون، بإطلاق الرصاص الحي على متظاهري ذي قار.
كذلك انضمت أعداد كبيرة من المحتجين إلى ساحة الحبوبي بمدينة الناصرية (مركز محافظة ذي قار) للوقوف بوجه حملة حكومة تصريف الأعمال برئاسة عادل عبد المهدي، وأحزاب السلطة والمليشيات لقمع التظاهرات.
وفي النجف، توافد آلاف المتظاهرين إلى ساحة اعتصام الصدرين، معلنين وقوفهم بوجه حملة السلطات العراقية ضد ساحات الاحتجاج.
واكتظت ساحة اعتصام الديوانية (مركز محافظة القادسية) بالمتظاهرين الذين أعلنوا عن تضامنهم في ساحات الاحتجاج التي تتعرض للقمع في بغداد وذي قار والبصرة، كما وجهوا انتقادات لأنصار التيار الصدري الذين انسحبوا من ساحات الاحتجاج، قبل ساعات من اقتحامها، من خلال ترديد هتافات منها "اللي لم غراضه وانسحب، ما ينحسب على الشعب".
وامتلأت شوارع مدينة العمارة بالمتظاهرين الذين رفضوا المؤامرات التي تحاك ضد ساحات الاحتجاج، مؤكدين أنهم سيصعدون مظاهر التظاهر إذا استمر قمع السلطات.
الأمم المتحدة تندد باستخدام العنف
في غضون ذلك، نددت الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة في العراق جينين هينيس بلاسخارت، بـ"استخدام قوات الأمن العنف ضد المتظاهرين".
وقالت بلاسخارت، في تغريدة عبر "تويتر"، إن "عدم مساءلة المتورطين بقتل العراقيين، وعدم التساهل مع من يعبّر عن رأيه بشجاعة منذ 4 أشهر وحتى الآن، لا يحققان آمال العراقيين، في حين أن عدد القتلى والإصابات مستمر في الارتفاع".
وأضافت بلاسخارت أن "الخطوات المتخذة (من قبل الحكومة) ستبقى حتى الآن جوفاء إذا لم تكتمل"، مشددة على ضرورة "خدمة الناس وحمايتهم، وليس الاضطهاد بعنف".
Twitter Post
|