"الفن العربي والإسلامي" في نيويورك

13 مايو 2017
فنون وثقافة عربية في نيويورك (العربي الجديد)
+ الخط -
هي ليست المحاولة الأولى لإقامة مؤسسة ثقافية وفنية في نيويورك متعلقة بالعالم العربي والإسلامي. فقد أثارت سابقاً محاولة تاجر العقارات الأميركي المصري شريف الجمال فتح مركز إسلامي وثقافي بالقرب من موقع مركز التجارة العالمي، المستهدف في سبتمبر/أيلول 2001، عاصفة من ردود الفعل السلبية والتهديدات ما اضطره العزوف عن الفكرة.

كما وجدت العديد من المؤسسات والجمعيات الفنية والاجتماعية، التي تعنى بالثقافة العربية والإسلامية، بيوتاً لها في مدن أميركية مختلفة.

وعلى الرغم من احتضان مدينة نيويورك، وهي أكبر مدينة أميركية، والعاصمة الثقافية والاقتصادية للولايات المتحدة، لعدد من تلك الجمعيات أو المؤسسات إلا أن أغلبها يعنى بتقديم خدمات اجتماعية للجاليات العربية ولا يتخصص بالثقافة أو الفن، باستثناء ”مركز ألوان للفنون“. وعلى الرغم من تقديم "ألوان للفنون"، الذي أسس عام 1998 بمجهودات فردية وتطوعية، لفعاليات ثقافية غنية وخاصة الموسيقية والندوات، إلا أن مساحته وإمكانياته المادية تبقى محدودة، كما أنه لا يركز على عرض الأعمال الفنية.


مؤخراً، افتتحت في مدينة نيويورك "مؤسسة الفن العربي والإسلامي" ( The Institute for Arab and Islamic Art)، ومقرها منطقة مانهاتن. وتعد هذه المؤسسة الأولى من نوعها في نيويورك والتي يريد القائمون عليها أن لا تقتصر فقط على عروض الأعمال الفنية، حيث تصل مساحتها لحوالى 250 متراً مربعاً، بل يرغبون بتطويرها لتحتضن كذلك الندوات والقراءات والعروض ومكتبة وبرامج إقامة فنية وغيرها.

وأسست من قبل القطري الشيخ محمد راشد آل ثاني، والذي صرح في أكثر من مناسبة أن المؤسسة تُمول من قبل متبرعين وأموال خاصة.

وأول عرض تحتضنه المؤسسة هو لأربع فنانات من السعودية والهند وإيران تأثرت أعمالهن بفن العمارة الإسلامي والتصميم الهندسي. ولا تغيب عن نيويورك، وحتى متاحفها العريقة كـ ”متحف الفن المعاصر“ (موما)، العروض الفنية لفنانين من العالم العربي، لكنها غالباً ما تأتي ضمن عروض جماعية لعشرات الفنانين، والقاسم المشترك في الغالب ولادتهم في إحدى الدول العربية أو دول الشرق الأوسط أو أن يكونوا أصلاً منها. وهو ما يعيد إشكاليات النظرية الاستشراقية المزمنة إلى الواجهة حيث يتم التعامل، في الغالب، مع هؤلاء الفنانين بشكل جماعي لا فرداني وكجزء من ”الآخر“.

يعتبر تأسيس مركز من هذا القبيل، في أهم مدينة أميركية، ذا دلالة كبيرة لكن الأهم هو إلى أي مدى ستتمكن هذه المؤسسة من حمل رؤية بديلة قادمة من عمق الثقافات العربية والإسلامية وواعية بتشعباتها، والتحديات دون الانزلاق والخضوع لأجندات سياسية والترويج لنمط معين من الفن "لا يزعج" المتلقي الأميركي المتوسط أو العربي الرسمي. كما سيكون ضروروياً أن تحاول لعب دور لاجتذاب الجاليات العربية في منطقة نيويورك. وستظهر الأيام إمكانية صمود المؤسسة اليافعة في وجه تلك التحديات.

المساهمون