تَجمع فرقة "ثلاثي تقسيم" التركية، التي تأسّست عام 2007، ثلاثة موسيقيّين هم أصدقاء منذ طفولتهم: حسنو شلندر جي، وآيتاك دوغان، وإسماعيل تونشبيليك. وقد نشأ هؤلاء على التخت الشرقي والموسيقى الطربية وأصولها العثمانية إلى جانب الألحان الغجرية.
لا يحيل اسم الفرقة، التي ستُقدّم حفلاً على خشبة "مركز جابر الأحمد الثقافي" في الكويت العاصمة، بعد غدٍ الثلاثاء، فقط إلى تلك الساحة الصاخبة في مدينة إسطنبول، بل، أيضاً، إلى كلمةٍ تركيةٍ تعني الارتجال الموسيقي.
هكذا، تعكس التسمية تعامُل أعضاء الفرقة مع آلات الكلارينيت والساز والقانون، والذي يتميّز بالخفّة والمهارة؛ إذ يرتجلُ كلٌّ منهم موسيقى تتناغم مع مزاج المدينة التركية الفسيفسائي وفضاءاتها التي لا تغادرها الموسيقى؛ إذ لا تكاد شوارع إسطنبول تخلو من عازفين يرتجلون أنغامهم على الأرصفة.
بالنسبة إلى حسنو شلندر جي (1976)، عازف الكلارينت، فقد وُلد بمدينة برغما في أزمير، لعائلةٍ غجرية متجذّرة في التقاليد الموسيقية المرتبطة بالتجوال، وبشكل خاص بالآلات النفخية الخفيفة والموائمة للترحال، فقد كان والده وجدّه عازفَي بوق.
بدأ شلندر جي العزف مع "الفرقة المغناطيسية" التي تأسّست على يد المايسترو أوكاي تيميز، وبرزت أواخر الثمانينيات، ثمّ ظلّ يتنقّل بين الفرق إلى أن أسّس خماسي "حسنو شلندر جي والأصدقاء". سعت الفرقة إلى إيصال الموسيقى التركية إلى شرائح أوسع من المستمعين، وهو ما دفعها للقيام بالعديد من الجولات الموسيقية داخل تركيا وخارجها.
أمّا آيتاك دوغان (1976)، فوُلد ونشأ في مدينة بورصة، وظهر اهتمامه بآلة القانون وهو في الثالثة عشرة من عمره، مدفوعاً في ذلك بتشجيع جدّه. شارك، عازفاً على القانون، الفنّانَ التركي إبراهيم تتلاس؛ حيث عُرف بابتكاره أسلوباً خاصّاً في العزف، خصوصاً أنه ابتكر ريشةً تخصّه وحده. وقد قدّم عدّة حفلات في القاهرة، وسجّل في ألبومات عديدةً مع "ثلاثي تقسيم" وفرقٍ أخرى، إلى جانب ألبومٍ خاصّ به يحمل عنوان "ديفا".
وبالوصول إلى عازف الساز، إسماعيل تونشبيليك (1978)، والذي وُلد في إسطنبول، فقد تعلَّم العزف على يد والده، وقدّم عدّة ألبومات منفردة لا تقتصر على الموسيقى، إذ أدّى بعض المقطوعات الغنائية فيها. في أعماله، يمزج تونشبيليك بين الموسيقى التركية والهندية، كما يُوظّف الصوتيات البشرية التي تُحاكي الغناء الصوفي في شرق آسيا.
أطلقت فرقة "ثلاثي تقسيم"، حتى اليوم، ثلاثة ألبومات؛ هي "قمر مزدوج" و"ثلاثي تقسيم2" و"نهاية". وقد انطلقت في 2007 بمقطوعةٍ موسيقية بعنوان "ما هو همُّك" تصدّرها عزف الساز، ثمّ تلتها مقطوعاتٌ أخرى؛ هي: "عين وأذن" التي أفسحت المجال لآلة القانون، و"عاجز" التي خصّصت المساحة الأكبر فيها للكلارينيت.