تنطلق "الأيام المغاربية للمسرح" في الجزائر عند الثامنة من مساء 15 من الشهر الجاري، وتتواصل حتى 19 منه تحت شعار "المسرح ذاكرة الشعوب وحديث المدينة".
ثمانية بلدان عربية مختلفة، إلى جانب البلد المضيف تشارك بأعمال مسرحية متنوّعة في تجاربها وخلفياتها وفي الجمهور الذي تتوجّه إليه، حيث تضمّ التظاهرة بعض العروض الموجهة إلى الطفل.
تستعيد التظاهرة في دورتها السادسة تجربة الفنان الجزائري الراحل محمد ونيش (1930-2003)، الذي لعب دوراً ريادياً في التلفزيون والإذاعة في بلاده، عن هذه الاستعادة يقول مدير المهرجان نبيل مسعي أحمد في حديث لـ "العربي الجديد" إن "ونيش قدّم الكثير للفن في الجزائر سواء على مستوى التلفزيون أو الإذاعة أو المسرح، ورغم أثره الكبير لم يحظ بالتقدير ولا بتوثيق تجربته"، رغم هذه المبادرة إلا أنها تظلّ رمزية، فبحسب أحمد لا يوجد أي ندوة أو أمسية تستعيد تجربة الراحل، بل مجرد إهداء رمزي لروحه في افتتاح الدورة.
بدأ ونيش في العمل على الخشبة نهاية الأربعينيات مع المسرحي محي الدين بشطارزي، وله عدّة اسكتشات تلفزيونية وإذاعية من تألفيه وأدائه، بعضها مقتبس من أعمال عالمية وبعضها من الثراث. اشتغل مع فرقة التمثيل الإذاعية مع علي عبدون، والباهي فضلاء، وعائشة كشرود، وعز الدين مجوبي وآخرين. واستمر في تقديم الأعمال الفنية المختلفة طيلة عقد الثمانينيات وحتى في التسعينيات.
الافتتاح سيكون بالعرض التونسي "عمر وجوليات" للمخرج التونسي الطاهر عيسى بن العربي، ويتناول فيه قصة عمر الشاب المتطرّف الذي يأتي لتفجير نفسه في حفل تنكري لعائلة أرستقراطية، فيلتقي بجوليات التي يقع في حبها ويُفشل مخطّط التفجير.
أما عرض الختام فهو مسرحية "انتحار الرفيقة الميتة" للمخرج الجزائري فوزي بن إبراهيم المقتبسة عن رواية البرازيلي باولو كويلو "فيرونيكا تريد أن تموت".
تدور مشاهد المسرحية في مصحّ للأمراض العقلية، دخلت إليها شابة تدعى "رفيقة" بعد أن حاولت الانتحار وفشلت في محاولتها، تبدأ حياتها وحياة النزيلات والنزلاء في المصح تشتبك فلكلّ منهم قصة قادتها إلى هذا المكان.
المخرج الأردني نصر الزعبي يحضر من خلال مسرحيته "هذيان على هامش المصير" التي يتناول فيها مسألة اللجوء وكيف يختلف اللجوء الفلسطيني عن ما تشهده أوروبا اليوم من موجات نزوح قادمة من جنوب العالم.
المشاركة الفلسطينية ستكون عبر فرقة "مسرح الطنطورة"، حيث تقدّم عرض "أنصار" الذي تدور أحداث المسرحية حول معتقل النقب الصحراوي الذي أقامته "إسرائيل" عام 1988، وارتبط بالانتفاضة الفلسطينية الأولى، وكان أحد الأدوات التي حاول من خلاله الاحتلال إخماد جذوة هذه الانتفاضة، بزج آلاف الفلسطينيين فيه.
من العروض الأخرى المشاركة "العائلة" لفرقة "جمعية الكلمة الجزائر"، و"صابرة" لفرقة "بلدية دوز للتمثيل" من تونس، و"مزبلة الحروف" لفرقة "منتدى أنفاس" من المغرب، و"الحلامة" لفرقة "أجيال المسرحية" من ليبيا، و"لعبة الموت" لفرقة "الورشة الجوالة" من السودان، و"بلا مخرج" لفرقة "صوفي للفنون الأدائية" من مصر.
إلى جانب العروض، تنظّم "أيام المسرح المغاربي" محاضرات "السينوغرافيا وجمالية العرض المسرحي" من تقديم السينوغرافي حمزة جاب الله من الجزائر، ومحاضرة "تجربة مسرح الشارع بين الإقبال والإمتاع" يلقيها المخرج شكري البحري من تونس.