يحضر التاريخ كعنصر ثابت ضمن السجالات التي عرفتها تونس بعد 2011، بين مختلف القوى السياسية والاجتماعية، حيث لامس الجدل قضايا كثيرة تتعلق بقراءة التاريخ، مثل الموقع الذي ينبغي أن يأخذه الرئيسان السابقان حبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي من الكتابة التاريخية، ودور الأسرة الحسينية التي حكمت تونس لقرنين ونصف، وأثر التركة الاستعمارية، وصولاً إلى تواريخ أبعد مثل "الفتح الإسلامي" أو أسئلة من قبيل هم السكّان الأصليون في تونس.
كل ذلك يشير إلى أن التاريخ خاضع للحاضر، وأنه كلّ طرف يمكنه اقتراح قراءته الخاصة، ومن ثم يطرح سؤال جديد ما الذي يشكّل الذاكرة الجمعية بما هي خلاصة مشتركة بين عناصر شعب أو مجتمع بعينه.
هذه العلاقة بين التاريخ والذاكرة هي محور ندوة ينظّمها بعد غد الأربعاء "المعهد العالي لتاريخ تونس المعاصر" في المركب الجامعي منوبة بالقرب من تونس العاصمة، يشارك فيها باحثون من تونس بأوراق بحثية باللغتين العربية والفرنسية.
يفتتح الندوة كل من الباحثين علي الطيب وخالد عبيد، قبل أن يلقي الحبيب البقلوطي محاضرة بعنوان "بين الأسطورة والذاكرة في كتابات القدامى"، يليها محاضرة بعنوان "هل يمكن الحديث عن تاريخ وسيط حيّ في الذاكرة الجماعية بتونس" لـ صالح بعيزيق والذي يتخذ من العصر الحفصي فضاء لدراسته.
"إشكاليات الذاكرة والتاريخ في تونس المعاصرة" عنوان محاضرة الباحث المنصف التائب، فيما يتحدّث السوسيولوجي أحمد خواجة عن "علم الاجتماع بين عودة الطاكرات وكتابة التاريخ"، لتختتم الندوة سعاد بن علي من خلال محاضرة بعنوان "تأملات فلسفية حول التاريخ: كتابة للذاكرة أم ذاكرة للكتابة؟".