دفتر يوميات خوان

20 فبراير 2016
مهند عرابي / سورية
+ الخط -

يوم الخميس 5: أكره إشارة المرور الموجودة عند شارع بوغوتا، لأن أبي عندما يأتي لأخذي من المدرسة ونتوقف انتظاراً لتتغير الإشارة إلى اللون الأخضر، يتوقّف عن الكلام معي. تتغيّر هيئته فيصبح صارماً جداً، يقفل أبواب السيارة من الداخل وإلى أن تتغيّر إشارة المرور إلى اللون الأخضر لا يسمع ولا يرى. بالكاد يحرّك جفنيه وينظر بتركيز صوب مكان غير معروف.
أنا أعرف أنه لا يرى ولا يسمع لأنه عندما يتحدّث إليه ذلك الرجل الذي يبيع المناديل لا يجيبه ولا ينظر إليه أيضاً، رغم أن الرجل يقف أمام نافذته.. لكن دون جدوى... أبي لا يراه ولا يسمعه.

أظن أنه ذنب إشارة المرور؛ فبعد تغيّر الإشارة إلى اللون الأخضر يعود أبي إلى سابق عهده ويسترد سمعه وبصره من جديد.

يوم السبت 7: أنا جد قلق على أبي. بالأمس عاد لفقدان السمع والرؤية عند إشارة مرور أخرى. بالرغم من أن طفلة تبيع الجرائد لم تتوقف عن الضرب على زجاج نافذته.

ما زلت أفكر في أن الذنب يعود إلى إشارات المرور هذه، لكن ما السبب يا ترى؟ غدا سأسأل أمي عن الأمر.


* Celsa Muñiz Díez كاتبة إسبانية من مواليد مدينة خيخون في مقاطعة أستورياس.

** ترجمة عن الإسبانية إبراهيم اليعيشي


اقرأ أيضاً: سجين رأى في منامه أنه سجين

دلالات
المساهمون