شكّلت مدرسة "باوهاوس" أحد المراجع الأساسية للفن المعاصر في القرن الماضي، بوصفها مركزاً للتجريب والنقل والاحتكاك وأداة تسعى لتحرير الفنون من الصناعة، والابتعاد عن الزخرفة، في محاولة إلى إيجاد مساحة التقاء بين الفنّانين والحرفيين، فكان لها تأثيرها البارز على الرسم والنحت والعمارة والطباعة والغرافيك وتصميم الأزياء وغيرها.
يركّز معرض "روح باوهاوس" الذي يتواصل في "متحف الفنون الزخرفية" في باريس حتى السادس والعشرين من شباط/ فبراير المقبل، على دور المؤسس المعماري والتر غروبيوس صاحب البيان الشهير "المعماريون، والنحّاتون، والرسّامون، علينا جميعا العودة إلى جذورنا في الحرف اليدوية".
يضمّ المعرض 900 عملٍ فني إضافة إلى وثائق وصور وقطع أثاث تاريخية، في محاولة لتقديم السياق التاريخي لتطوّر الـ"باوهاوس"، التي كانت إحدى أفكارها الأساسية "وضع الفن في متناول الجميع".
في وقت سابق، كان قد ذكر أوليفيه غابيه مدير المتحف أن "فكرة النقل، والتعليم، والخبرة موجودة أساساً في صميم الباوهاوس وهذا ما كنّا نرغب بتقديمه خلال المعرض".
يُذكر أن غروبيوس قام بتأسيس مدرسة "باوهاس" في فايمار عام 1919، وانتقلت بعدها إلى ديساو سنة 1925 ثم إلى برلين سنة 1932، ليتمّ إغلاقها عام 1933 من قبل السلطات النازية بدعوى أنها "عالمية" وليست ألمانية الطراز.
حمل فنانو "باوهاوس" حصيلة تجاربهم وخبراتهم إلى البلاد التي هاجروا إليها عقب إغلاق المدرسة؛ ومن أبرز فنانيها: مارسيل بروير، وماريان براندت، وجوزيف ألبيرز، وبول كلي، وأوسكار شليمر، وفاسيلي كاندينسكي.