"دراسات المتوسط" لا تتحدّث العربية

19 فبراير 2017
جازون دي كايرس تايلور/ بريطانيا
+ الخط -

"دراسات المتوسط" بات عنواناً جامعاً بين ميادين معرفية متنوّعة، يكون البحر الأبيض المتوسط مجال حديثها، مثل التاريخ والأدب والأنثروبولوجيا والعلوم السياسية وغيرها، وهذا التجميع أصبح بفعل التراكم مفتوحاً على تمازج الاختصاصات.

تحت عنوان "صقلية، العزلة والهوية المتوسطية"، يُقام بداية من الغد "مؤتمر الدراسات المتوسطية" في مقر "المركز الثقافي الإيطالي" في تونس العاصمة، ويتواصل على مدى ثلاثة أيام بمشاركة باحثين من جامعات تونسية وإيطالية وفرنسية وأميركية وكندية.

من بين محاضرات اليوم الأول، "حروب الحب" لـ جيوفاني مليارا من "جامعة فيرجينيا" الأميركية، وفيها يعود إلى أدب القرون الوسطى الممتلئ بقصص العشاق ومغامراتهم في المتوسط في ظلّ قطيعة شماله عن جنوبه.

كما يحاضر الأكاديمي الإيطالي المقيم في تونس، ألفونسو كامبيزي عن الشعور بالهوية الصقلية، من خلال نموذج الكاتب الإيطالي ليوناردو سياسيا. وضمن نفس الإطار، يتحدّث فيتوريو فالنتينو عن "صورة المهاجر في صقلية"، وإليونورا نيكولوزي عن "نظرة الرحالة لصقلية"، فيما يقدّم كلود أمبريتسيري مقارنة من زاوية معمارية بين مدينة تونس ومدن صقلية.

المشاركات التونسية تُقدّم في اليوم الثاني، إذ يعود الباحث لطفي رحموني إلى فترة ما قبل الميلاد حيث يدرس حضور الفن والبضائع الصقلية في قرطاج، فيما تدرس الباحثة خديجة السالمي مفهوم العزلة الاقتصادية والسياسية (الذي تعيشه عادة الجزر) في منطقة مثل المتوسط عُرفت بتفاعلها الحضاري النشط، وتتناول الباحثة ليلى سيالة قضية الهجرة في المتوسط. في نهاية أعمال هذا اليوم، يقام حفل موسيقي تقدّمه الفنانة الإيطالية إيتا سكولو في "دار الفنون" في تونس العاصمة.

أما يوم الختام، فمن محاضراته "نشوء وتطوّر مصطلح المتوسط" لـ رايموندا فاسا، فيما تقدّم النحاتة الإيطالية شهادة بعنوان "شاطئان وبحر واحد".

جميع هذه المحاضرات والفعاليات تتوزّع بين اللغتين الإيطالية والفرنسية، رغم أن اللغة العربية هي اللغة الأكثر استعمالاً في المتوسط، وأن المؤتمر يقام في تونس، وهي مفارقة لا تزال تعاني منها "دراسات المتوسط" ومجالات معرفية أخرى.

دلالات
المساهمون