تمّ إنقاذ مئذنة جام التي تقع ولاية غور القرب من نهر هریرود في أفغانستان الإثنين الماضي، بحسب تصريحات السلطات الأفغانية عقب الفيضانات التي اجتاحت المنطقة الأيام الماضية. وهي مئذنة يعود تاريخ إنشائها إلى القرن الثاني عشر الميلادي.
وكانت المياه قد وصلت إلى قاعدة المئذنة، التي أدرجت على لائحة اليونسكو للتراث العالمي عام 2002، حيث ألحقت بها بعض الأضرار، واستطاعت الحكومة بالاستعانة بعدد من المتطوعين والعمل لثلاثة أيام من أجل تحويل تدفق الماء بعد أن دمّرت حوالي 15 متراً من جدار الحماية حول الموقع الأثري.
وفي تصريحات صحافية، قال فخر الدين أريابور، مدير الإعلام والثقافة في الولاية، "هناك حاجة ماسة إلى فريق من الخبراء لتنظيف قاعدة المئذنة وبناء جدران دفاعية ملائمة"، مشيراً إلى أنه "لا يوجد خطر على المئنذة حالياً، لكن إذا هطلت أمطار غزيرة وتسبب بفيضان مرة أخرى، ستصبح المئذنة مكشوفة ومعرّضة إلى الخطر".
من جهتها، أوضحت "اليونسكو" في بيان صدر عنها أنها لم تتمكن بعد من الوصول إلى الموقع، وأنه بمجرد أن تسمح الظروف، سيتم تنظيم مهمة حتى يتسنى للخبراء تقييم الوضع وحالة المئذنة بشكل سليم، علماً أن المئذنة نجت عدّة مرات من فيضانات مشابهة تسببّت بأضرار لم تصل حد انهياره.
تعتبر مئذنة جام ثاني أطول مبنى مصنوع من الطوب في العالم، حيث يصل ارتفاعها إلى خمسة وستين متراً، وهي تقع على حدود مقاطعتي غور وهيرات، في المناطق التي خضعت لحكم مملكة غوريد السابقة التي سيطرت على أفغانستان وأجزاء من الهند في القرنين الثاني عشر والثالث عشر.
وقد تم بناؤها على قاعدة مثمنة، وتحتوي على درج مزدوج من الداخل ومزخرف بشكل رائع، في عصر السلطان الغوري غياث الدين (1153-1203)، وتتكون المئذنة من أربعة أعمدة أسطوانية فوق بعضها البعض، على قاعدة من الطوب المطلية بالجير، والسطح الخارجي لها مغطى بالكامل بزخارف هندسية منقوشة بالخط الكوفي باللون الفيروزي.
يمكن الوصول إلى المئذنة، التي اكتشفها الجغرافي البريطاني السير توماس هولدتش عام 1886، من خلال الدرج الحلزوني المزدوج الذي ينتهي بغرفة مفتوحة، تطل على النهر، وهناك درج ثاني يؤدي إلى الأعلى، وقد وضعت عدّة مسوحات أثرية لترميمها في سبعينات القرن الماضي، لكنها لم ننفّذ جراء الحروب التي اندلعت منذ ذلك الوقت في البلاد.