شطرنج الحريات

22 فبراير 2015
مانا نيستاني / إيران
+ الخط -

الحريات، قبل وبعد الثورات، ليست بخير. يصح أن نقول إن سقف الكلام أصبح مرتفعاً، غير أنه رفع معه سقف القمع في مناسبات كثيرة، وبهذا الوضع يتحوّل الكلام الحر إلى مصيدة.

بعد، لم يبتكر أحد خطةً عربيةً لحماية الحريات. ما يحدث، في كل مرة، هو اكتشافنا من جديد لمخاطر الكلام الحر.

حدث حراك في تونس، بعد اعتقال المدوّن ياسين العياري المتهم بالمسّ بحرمة المؤسسة العسكرية. دخل ياسين في إضراب عن الطعام فجأة، ثم انطفأت من حوله أضواء الإعلام، وبهت صدى قضيته التي شغلت الرأي العام لأيام.

إضراب عن الطعام في صمت، هذا ما يحدث في معتقل ياسين العياري: "السجن الصغير"، وهو تقريباً ما يحدث في "السجن الكبير".

جميع وسائل المقاومة المدنية أصبحت مشاعاً في تونس، من التظاهر في كل وقت وفي كل مكان، وصولاً إلى إضرابات الجوع. في كل الحالات، تبدو الممارسات المضادة هي ذاتها من عصر إلى آخر، وإن تسترت بقليل من الحياء. في هذه المرة، كان التعتيم وسيلة القمع.

من جهة، ثمة تغيير شكلي، ومن جهة أخرى ثمة جمود مزيّن بتنازل كالذي يقوم به لاعبو الشطرنج. والعلاقة بين الحاكم والمحكوم لعبة شطرنج، وهي كذلك معادلة قوى.

الحريات، في كل هذا، بيدق مستعد للموت المجاني. ما يحميه فقط هو تحوّله إلى لاعب خطير، وليس قائلاً لكلام خطير.

المساهمون