مليشيات تخترق جامعات العراق بـ"الحشد الجامعي"

29 مارس 2017
جامعة بغداد (فيسبوك)
+ الخط -
تمكنت مليشيا "الحشد الشعبي" من اختراق مؤسسات جامعية في العراق، وتشكيل فصائل تابعة لها داخل هذه المؤسسات سمتها "الحشد الجامعي" لتنفيذ مهام داخل وخارج الجامعات، في حين يحذر مراقبون من انتشار الظاهرة، واحتمال ظهور "حشود مضادة".

ونظم عدد من المليشيات المنضوية ضمن "هيئة الحشد الشعبي"، أمس الثلاثاء، تجمعا في جامعة بغداد، أعلن فيه عن فتح باب التطوع ضمن صفوف ما يسمى "الحشد الجامعي"، وحضر الاحتفالية عدد من أعضاء الهيئة السياسية في مليشيا "عصائب أهل الحق" التي ترعى
الفكرة، فضلا عن قيادات أخرى في مليشيا "بدر" و"سرايا الجهاد".


وقال أحد الطلاب المنضمين لـ"الحشد الجامعي"، حيدر غالب، اليوم الثلاثاء، إنه اختار التطوع بإرادته، مؤكدا خلال كلمة له بالاحتفالية أنه سيكون "ضمن صفوف التشكيل الجديد المكلف بحماية الجامعات ومحيطها".

وأضاف غالب، "لا يعني ذلك أن نرفض القيام بمهمات أخرى خارج الجامعة إذا تطلب الأمر"، موضحا أن المتطوعين أبلغوا أنهم سيتلقون تدريبا على السلاح المتوسط والخفيف، فضلا عن دورات مكثفة بشأن التعامل مع الانتحاريين الذين يتخفون بين المدنيين.


ودعا رئيس مليشيا "عصائب أهل الحق"، قيس الخزعلي، في وقت سابق، إلى تشكيل "حشد جامعي" لمواجهة أعداء "الحشد الشعبي"، وأكد في كلمته بالمؤتمر الأول لطلبة "الحشد الجامعي"، أن "طلبة العراق بحاجة إلى تنظيم صفوفهم لأنهم يستطيعون إسقاط أية حكومة أو نظام فاسد".

وأضاف الخزعلي "نحن اليوم بحاجة إلى أمرين لتحقيق إنجاز على المستوى الطلابي، الأول يتعلق بتنظيم الصفوف وترتيب الأوضاع، والتعامل مع الأمر كما في معارك الحشد الشعبي العسكري، والثاني الاتفاق على رؤى وأهداف ووسائل وأليات موحدة من شأنها توحيد الجهود والطاقات الطلابية"، محذرا من سيناريو جديد يجري التحضير له لإبعاد "الحشد الشعبي" عن الساحة.

وأشار إلى أن البعض ينادي بإبعاد "الحشد الشعبي" عن المشاركة في معارك التحرير، بعد أن تأكد لهم أنهم لا يستطيعون تنفيذ مخططاتهم في التقسيم، مؤكدا أن وجود "حشد جامعي" فعال يمكن أن يثبت للأعداء أنه "إذا كنتم تخافون الحشد الشعبي، فاعلموا أن هناك حشدا في كل جامعة وكل كلية وكل قسم".


من جهته، عبر أستاذ العلوم السياسية في جامعة بغداد، حسان العيداني، عن خشيته من أن يؤدي تشكيل "الحشد الجامعي" إلى ظهور حشود أخرى مضادة، مبينا لـ"العربي الجديد"، أن "على السياسيين الالتفات إلى خطورة نقل الصراع الطائفي والمليشياوي إلى داخل أروقة الجامعات".

وأضاف أن "الإعلان عن تشكيل حشد جامعي في هذا الوقت يشير بوضوح إلى وجود أهداف سياسية ورغبات انتخابية تسعى إلى استغلال الطلبة، وتوظيف الكره والنقمة التي يحملها هؤلاء تجاه تنظيم الدولة"، متوقعا أن تشهد جامعات شمال وغرب وجنوب العراق تجارب مماثلة بتشكيل حشود على أسس قومية وطائفية وعرقية، على حد تعبيره.

المساهمون