يوسف رابح: الفلسطينيّ مستهدف دائماً

20 ديسمبر 2016
لم تكن الأمور ميسّرة بالنسبة إليه (العربي الجديد)
+ الخط -

قبل سبعة أشهر، تخرّج يوسف رابح من إحدى جامعات لبنان، مع شهادة في التصوير والإعلانات. كان كلّه أمل في إيجاد فرصة عمل في مجال تخصصه. لكنّ الأمور لم تكن ميسّرة بالنسبة إلى الشاب الفلسطيني (25 عاماً) الذي يعيش في مخيّم عين الحلوة للاجئين الفلسطينيين في جنوب لبنان.

سعى رابح إلى الحصول على شهادة جامعية، على الرغم من كلّ ما عاناه، ظناً منه أنّها سوف تساعده في تأمين مستقبله. يقول: "أحلامي كانت كثيرة، عند تخرّجي. وكنت أفكّر في أمور كثيرة، وكيف أنّني سوف أجد العمل المناسب". لكن، شأنه شأن أيّ لاجئ فلسطيني، هو محروم من حقوق كثيرة، لا سيّما العمل. ويشير إلى أنّ "الوضع الاقتصادي المتأزم في لبنان يؤثّر كذلك بطريقة سلبية وكبيرة على الفلسطيني الذي كثيراً ما يصل إلى حدّ اليأس. نحن نعاني الأمرّين". يضيف أنّ "الطالب الفلسطيني يعاني من تلاشي أحلامه. وهو ما يعاني منه أهله كذلك، في ظلّ عدم توفّر فرص عمل".

ويخبر رابح أنّ "خلال مرحلة التعليم الجامعي، يواجه الطالب الفلسطيني صعوبة كبيرة على خلفية ارتفاع أقساط الجامعات الخاصة. ويعمد الأهل إلى الاستدانة من أجل توفير المطلوب، وكلهم أمل في أن يتمكّن ابنهم من سدّها بعد التخرّج والعمل". ويتابع أنّ "المشكلة الأكبر تظهر عندما ينهي تعليمه الجامعي، إذ تبدأ رحلة العذاب.. رحلة البحث عن عمل. فعند تقديمه طلب استخدام في أي من الشركات، تسقط كفاءته وكذلك تعليمه بمجرّد معرفة جنسيّته. القانون يحكم ذلك". ويشير إلى أنّ "ذلك يدفع به إلى التفكير في السفر والهجرة. لكنّه يجد نفسه مرّة جديدة مستهدفاً، خصوصاً إذا رغب في التوجّه إلى دول الخليج التي تمنع سفر الفلسطينيين إليها لأسباب لا أعرفها".

وإذ يرى الآفاق مسدودة أمام الفلسطينيين، يوجّه رابح رسالة إلى المعنيين بالشأن الفلسطيني وإن كان يعلم بأنّها لن تلقى صدى. يقول: "لا بدّ من أن نؤسس اتحاداً شاملاً لضمان الكرامة الإنسانية للشعب الفلسطيني. ومن مهام الاتحاد المطالبة بحقّ عمل الفلسطينيين في لبنان، وبفتح أبواب الخليج وغيرها من دول عربيّة أمامهم". ويشدّد رابح على أنّ "ثمّة خطراً كبيراً يواجه الفلسطينيّين، لا سيّما في ما يتعلق بموضوع تجهيلهم ومحاربتهم في لقمة عيشهم. لذا، على كلّ الأطراف الفلسطينية تحمّل مسؤوليتها تجاه أبناء شعبنا، خصوصاً في مخيمات اللجوء".

المساهمون