وأعلنت بلدية مدينة هوانغانغ التي تعدّ 7.5 ملايين نسمة، والواقعة على بعد سبعين كيلومتراً شرق ووهان، أن حركة القطارات ستتوقف فيها حتى إشعار آخر، وأغلقت مدينة إزهو (1.1 مليون نسمة) محطة قطاراتها، وفي وسط ووهان، كانت وسائل النقل العامة متوقفة، وأُلغيت احتفالات العام الجديد.
ورفع سائقو سيارات الأجرة أسعارهم ثلاثة أضعاف، وقال سائق سيارة أجرة "إنه لأمر خطير جداً الخروج في هذا الوقت، لكننا نحتاج إلى المال". وفرضت البلدية ارتداء أقنعة واقية كان قد بدأ معظم السكان بوضعها منذ مطلع الأسبوع، علما أن وضع القناع في بكين كما في شنغهاي، أمر عادي في الأماكن العامة مثل المترو.
وبدأ الاضطراب عندما أقرّ عالم صيني بأن انتقال الفيروس يمكن أن يحصل من إنسان إلى إنسان وليس فقط من حيوان إلى إنسان. وأعطى الرئيس شي جينبينغ إشارة للتحرّك الإثنين، داعياً إلى التصدي "بحزم" للوباء الذي لم يكن حتى تلك اللحظة يحتلّ العناوين الكبيرة للصحف.
وفي جنيف، رحّب المدير العام لمنظمة الصحة العالمية تيدروس أدحانوم غيبريسوس بـ"إجراءات قوية جداً" اتخذتها الصين، معتبراً أنها "ستحدّ" من مخاطر انتشار الفيروس عالمياً.
وجاءت الإجراءات في وقت كانت منظمة الصحة العالمية تعقد اجتماعاً للجنة الطوارئ التابعة لها لاتخاذ قرار في حال شكل الفيروس الجديد "حالة طوارئ صحية عامة على النطاق الدولي".
ولم يستخدم حتى الآن مصطلح حال الطوارئ العالمية إلا في حالات وباء نادرة تتطلب استجابة دولية حازمة، من بينها إنفلونزا الخنازير "إتش 1 إن 1" عام 2009، وفيروس "زيكا" عام 2016، وإيبولا الذي اجتاح قسماً من غرب أفريقيا بين عامي 2014 و2016 وجمهورية الكونغو الديمقراطية عام 2018.
ووصل المرض وهو من سلالة فيروس "سارس" (متلازمة الالتهابات التنفسية الحادّة) إلى دول آسيوية عدة، وحتى الولايات المتحدة حيث تمّ تسجيل بعض الإصابات. وتم تعميم مراقبة حرارة الجسم في مطارات آسيوية.
وفيروس كورونا المستجد ينتمي إلى سلالة الفيروس المسبب لمتلازمة السارس التنفسية الحادة، ويسبب أعراضاً مماثلة للبرد أو الأنفلونزا، وقالت منظمة الصحة العالمية إن ظهوره مرتبط بسوق للمأكولات البحرية في ووهان أكبر مدينة بوسط الصين، وجرى إغلاق السوق منذ ذلك الحين.