أختر محمد.. قلق من العودة إلى أفغانستان

01 ديسمبر 2015
عاش لأعوام عديدة في مخيمات للاجئين (العربي الجديد)
+ الخط -

في مخيمات اللجوء في باكستان، عاش أختر محمد ثلاثين عاماً من حياته. واليوم، يرغب اللاجئ الأفغاني البالغ من العمر ستّين عاماً في العودة إلى البلاد، لكن الأحوال الأمنية السيئة تقلقه. هو يخشى على مستقبل أولاده إن عادوا إلى أفغانستان.
يعمل ستة من أبنائه وأحفاده في سوق الخضار وفي أسواق مختلفة في مدينة راولبندي، ليؤمنوا العيش لأسرة تتألف من أكثر من 25 فرداً يعيشون في بيت من طين في أحد أحياء مدينة راولبندي المجاورة للعاصمة الباكستانية إسلام آباد.

وكان أختر محمد قد خرج من قريته في شمال أفغانستان مكرهاً بسبب الحروب، وعبر إلى باكستان مع أسرته. عاش الرجل لأعوام عديدة في مخيمات للاجئين في إقليم خيبربختونخوا وفي المناطق القبلية (شمال غرب باكستان) المحاذية لأفغانستان. في السنوات الأولى، كان يعمل كمياوم في البلدات القريبة من بيشاور، فيما كانت أسرته تتبعه متنقلة من مخيم إلى آخر.
يروي: "تحملنا حر الصيف وبرد الشتاء وأنواعاً مختلفة من المعاناة في مخيمات اللجوء بسبب الغزو الروسي لبلادنا. ومن ثم تلاشت أحلامنا بالعودة، بسبب استمرار الحرب الداخلية".

لم يفوّت أختر محمد بقعة في باكستان إلا وعاش فيها، بحثاً عن لقمة عيش لأولاده. ويحكي قصة انتقاله من بيشاور إلى كويته، إذ إنه لم يعتد الحر في شمال أفغانستان حيث الطقس بارد.
لكنه سرعان ما غادر كويته متوجهاً صوب مدينة هريبور القريبة من بيشاور، لأنه لم يحصل على عمل مناسب. وفي النهاية، استقرّ به الحال في أحد مخيمات اللاجئين في ضواحي العاصمة الباكستانية إسلام آباد، وبدأ أبناؤه الأربعة يعملون في الأسواق. لكن قرار الحكومة الباكستانية في العام الماضي القاضي بإغلاق المخيّم فتح باب معاناة جديدة للأسرة، والتي اضطرت إلى تسديد بدل إيجار المنزل مما يخصص لقوت الأولاد.

إلى ذلك، وشأنه شأن لاجئين كثيرين، يحنّ أختر محمد إلى فواكه قريته ويتذكر اللحظات التي كان يقضيها مع أقرانه تحت أشجار الحديقة القريبة من منزله. ويحكي عن آخر زيارة لقريته، قائلاً: "ذهبت في شهر رمضان المنصرم إلى قريتي القريبة من العاصمة كابول في إقليم بروان، وقضيت شهراً رائعاً. لكن الأحوال الأمنية أقلقتني. كنا نسمع دائماً أخبار قتل ودمار ونشيّع جثامين أبناء القرية". وبعد شهر كامل، لم يحسم قراره النهائي بشأن انتقال الأسرة، وخصوصاً أن شيوخ القبائل بأكثرهم شجّعوه على البقاء في باكستان وعدم العودة إلى البلاد، في ظل البطالة المستشرية.

اقرأ أيضاً: تلاميذ أفغانستان مصيرهم مجهول في باكستان 
المساهمون