فلسطين بجمال أثوابها التراثية.. حق وهوية

رام الله

محمود السعدي

محمود السعدي
26 يوليو 2016
06C9DFAA-9D87-4C59-87DB-851E3FAA9764
+ الخط -



تمعن النظر بجمال اللباس التراثي الفلسطيني، وترسم من خلال كل ثوب على حدة هوية مختلفة في نقوشه وتطريزاته. فكل قرية ومدينة فلسطينية ترتدي ثوباً موشحاً بالمطرزات يختلف عن الآخر، فهذا ثوب يافا وهنا ثوب جنين، كما ترى أطفالاً وفتيات وسيدات حتى سن الستين يلبسن لباس مدينتي البيرة ورام الله، وتشاهد فلسطين بأزياء رجالها ونسائها قبل عشرات السنين، بل المئات.

في الصباح الباكر من يوم أمس الاثنين، أحيت جنين وبيت لحم فعالية الزي التراثي الفلسطيني بعرض للأزياء التراثية، على وقع الأغاني الشعبية الفلسطينية، وخرج مئات المشاركين بمسيرات تراثية في شوارع مدن الخليل ورام الله والبيرة ونابلس في الضفة الغربية ومخيم المية ومية في لبنان، يرتدون أثواباً تراثية تعبر عن تراث وعراقة فلسطينية كانت حاضرة قبل عشرات السنين.

تنهمك صاحبة فكرة "يوم الزي الفلسطيني"، الناشطة الفلسطينية لنا حجازي من سكان رام الله، بترتيب فقرات الفعالية في عامها الثاني، والتي اتسعت المشاركات فيها هذا العام لتشمل محافظات في الضفة الغربية وغزة، على أمل اتساع نطاق المشاركة في الأعوام المقبلة.

ونجحت حجازي العام الماضي بمشاركة الناشطة مي اللي من سكان غزة، بحشد مئات الفلسطينيين وإحياء هذه الفعالية، بعد مشاهدتهما عارضة أزياء إسرائيلية تلبس ثوباً تراثياً فلسطينياً، ما استثار غضبهما فقررتا العمل على الفكرة.

حجازي طالبت الرئيس الفلسطيني بالمصادقة على "يوم الزي الفلسطيني" في 25 يوليو/ تموز من كل عام، لتخلّد هذه المناسبة كيومٍ وطني يحتفل ويفرح به الفلسطينيون سنويًا، يتعرفون عليه، حسب قولها لـ"العربي الجديد".

وأوضحت حجازي أنه "رغم قلة الإمكانات، تأتي الفعالية للحفاظ على أحد جوانب الهوية الفلسطينية في وجه محاولة الاحتلال الإسرائيلي سرقة تراث الفلسطينيين، ولإيصال رسالة من الفلسطينيين للعالم بعدم تجاهلهم، وأن يروا الجانب الجميل فيهم، وليس القتل والدماء، في فلسطين جمال وفرح وليس كل شيء فيها حزين، ويجب أن يعرفوا أننا أصحاب حق".

كما دعت حجازي أبناء الشعب الفلسطيني للمشاركة معهم وأن لا يخجلوا من اللباس ويرتدوه في الشارع، وأن يتحدى الفلسطيني بتراثه الاحتلال الإسرائيلي الذي يحاول طمس الهوية والتراث الفلسطيني.

الأثواب الفلسطينية المطرزة علامة فارقة ومميزة (العربي الجديد)






تقف السيدة وفاء الطويل من سكان مدينة البيرة وسط حشد من المئات ممن شاركوا بإحياء هذا اليوم، وهي ترتدي لباس أهل البيرة التراثي، الذي يكثر ارتداؤه حتى أيامنا هذه في المناسبات البيراوية وخاصة في الأعراس.


تقول لـ"العربي الجديد":"أرتديه في المناسبات الاجتماعية منذ صغري، وكان أهلي يحثوني على لبس هذا الزي التراثي في المناسبات، كجزء من الحفاظ على الهوية".

تمارة حداد من رام الله تؤكد لـ"العربي الجديد"، أن الشعب الفلسطيني برغم ما يمر به من انتفاضات واعتقالات وقتل على أيدي قوات الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه لا بد أن يواصل الحفاظ على تراثه وعاداته وتقاليده خوفاً من سرقة التراث.

صغار وكبار يحيون فعاليات "الزي الوطني الفلسطيني" (العربي الجديد)



وتعتبر تمارة أن مثل هذه الفعاليات هي بارقة أمل، على أن تتسع في الأعوام القادمة وأن يتم دعمها ونشرها بشكل أكبر، خاصة في الدول الأوروبية والعربية من خلال السفارات الفلسطينية، للتأكيد على الحفاظ على هوية التراث الفلسطيني في وجه التزييف الإسرائيلي للحقائق.

في فعالية اليوم، لهذا العام، تشاهد النقب وغزة ورام الله والبيرة ورام الله وبيت لحم وجنين، في أثواب رجالها ونسائها الجميلة، في ما تعلو أصوات المهاهاة والزغاريد، وتطرب أذنيك الأغاني الشعبية القديمة، على وقع متقن من الدبكة الشعبية التي أدتها فرق تراثية.

يتكون لباس الرجل الفلسطيني من الكوفية (حطة) وكفية (عمامة) وسروال (بنطال) وقمباز (قميص فلسطيني طويل لغاية الأقدام)، ويشد الوسط بقطعة قماش عريضة تسمى (شملة)، بينما يشكل ثوب المرأة الفلسطينية وغطاء رأسها هوية لكل من ترتديه ودليلاً على مكان سكنها.

وتطرز المرأة الفلسطينية ثوبها حسب البيئة والمعتقدات في تلك البلدة أو المدينة، ويرتدي رجال فلسطين لباسًا موحدًا ويختلف السروال بينها فقط، لباس ما زال حاضراً رغم مرور آلاف السنين منذ زمن الكنعانيين.

ذات صلة

الصورة
الدكتورة فيحاء عبد الهادي خلال حديثها لـ"العربي الجديد"

سياسة

تروي الباحثة الفلسطينية الدكتورة فيحاء عبد الهادي، في مقابلة مع "العربي الجديد" من الدوحة، فصولاً من سيرة المرأة الفلسطينية، وهي المتخصصة في هذا الشأن.
الصورة
امرأة في مدينة غزة عام 2021 (محمد عبد / فرانس برس)

منوعات

لا يستهدف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الفلسطينيين كبشر وحسب، وإنما هو تطهير عرقي، يسعى إلى طمس التراث والذاكرة، وكل ما يشير إلى أنها أرض فلسطينية
الصورة
	 يعمل الفريق على إعادة إحياء الأغاني التراثية (عبد الحكيم أبو رياش)

منوعات

تسيطر فكرة تحفيز الجماهير، على عمل أعضاء فريق ثورة الموسيقي، في غزة، والذي يحاول عبر الأغاني الثورية، والحَماسية سرد تفاصيل الواقع الفلسطيني، ومُجاراة مختلف المُستجدات الميدانية، وترجمتها فنياً من خلف ميكروفون التسجيل وأدوات العمل.
الصورة
خلال افتتاح مهرجان التراث الفلسطيني في "كتارا" 2023 (العربي الجديد)

منوعات

افتتح مهرجان التراث الفلسطيني دورته الخامسة، مساء أمس الخميس، بعد توقف عامين بسبب جائحة كورونا، في الواجهة الجنوبية من الحي الثقافي "كتارا" بالعاصمة القطرية الدوحة، بحضور سفراء عدة دول عربية وأجنبية.

المساهمون