افتتح مهرجان التراث الفلسطيني دورته الخامسة، مساء أمس الخميس، بعد توقف عامين بسبب جائحة كوفيد-19، في الواجهة الجنوبية من الحي الثقافي "كتارا" في العاصمة القطرية الدوحة، بحضور سفراء عدة دول عربية وأجنبية.
واحتفظ المهرجان بصبغته التي درج عليها في السنوات السابقة، من المعارض الحرفية والدبكة والفقرات الغنائية وعروض الأمثال الشعبية وأخرى يقدمها أطفال المدرسة الفلسطينية في قطر على مدار عشرة أيام، تبدأ يومياً عند الساعة الرابعة عصراً.
وفي كلمة سفير فلسطين في قطر، منير غنام، الافتتاحية قال إن توقيت هذا المهرجان جاء متزامناً مع الذكرى الخامسة والسبعين لنكبة فلسطين "تلك المظلمة الكبرى في التاريخ الحديث التي تم فيها منذ 1948 اقتلاع جزء كبير من شعبنا وإلقاؤه في مخيمات اللجوء والشتات مقابل زرع كيان غريب هجين يضم خليطاً غير متجانس من البشر من شتى الأعراق جيء بهم من بلدان مختلفة لصهرهم في كيان غريب المظهر واللسان ليشكل قاعدة متقدمة تخدم مصالح قوى الاستعمار العالمي".
وقدمت فرقة "اليرغول للدبكة الشعبية" أكثر من فقرة، بدءاً باستقبال الضيوف عند قص شريط الافتتاح، حتى العروض التي قدمت على مسرح الحفل، بينما شهدت المعارض الحرفية إقبالاً واسعاً على شراء المنتجات التقليدية.
كما بنيت الأكشاك بتصميمات تراثية خشبية يعتمرها خوص النخيل، وتحوي منتجات الخزف القادمة من مدينة الخليل التي تتوارث فيها عائلات منذ مئات السنين صناعة الخزف اليدوي الذي يستعمل للزينة أو أدوات منزلية.
وفي معرض آخر، يقدم صانع الفخار عرضاً حياً للطين الذي يشكله على الدولاب، لإعطاء فكرة عن جزء من دورة عمل تنتهي بحرق الطينة على درجة ألف مئوية ثم تزيينها وتلوينها أو إبقائها على خامتها الطبيعية، إلى جانب معارض لمنتجات الصابون البلدي والتحف الخشبية، والكريمات الصحية التي تستعمل مواد طبيعية من البذور والأعشاب.
كما حضرت المنتجات الغذائية كزيت الزيتون والمخللات والمعمول الذي يخبز في أحد الأكشاك والعسل والزعتر والميرمية وتمور "المجهول" وتشتهر بها منطقة أريحا، وسوى ذلك مما يعرف في فلسطين وسائر بلاد الشام باسم "المونة"، حيث تتميز هذه المواد الغذائية ببقائها مدة أطول من غيرها، عبر وسائل الحفظ من التمليح والتجفيف والتسكير.
وفي الأزياء التقليدية، تمثل المطرزات أول ملمح للتراث الفلسطيني سواء بشكله التقليدي أو التحولات الحديثة التي تطعّم التصميمات الجديدة بمفردات الإبرة والحرير سواء اليدوية أو المشغولة بالماكينات، إضافة إلى منتجات خارج سياق الأزياء تتمثل في استلهام التطريز في اللوحات والمعلقات القماشية.