سر تدهور بورصة مصر

24 اغسطس 2015
بورصة مصر تواصل حصد الخسائر (أرشيف/Getty)
+ الخط -
لا أحد يفهم بالضبط ما يحدث داخل البورصة المصرية هذه الأيام، ولا سبب حالة الارتباك الشديدة التي تسيطر على المستثمرين بالبورصة، من صناديق استثمار وشركات سمسرة وإدارة محافظ وغيرها.

ولا أحد يريد أن يكشف لنا عن السبب الحقيقي للانهيارات المتواصلة التي تشهدها البورصة هذه الأيام، وآخرها ما حدث اليوم الإثنين وأمس الأحد، حيث تراجع المؤشر بأكثر من 3% في الدقائق الأولى من التداول يوم الأحد، وخسر مؤشرها 44.13 مليار جنيه (5.6 مليارات دولار)، خلال الأسبوع الماضي، كما تراجعت البورصة أمس لأدنى مستوياتها في 20 شهرا.

البعض يحاول أن يخفف من الهبوط الحاد للبورصة المصرية وأسبابه وتأثيراته على الاقتصاد المصري، حيث يلقي باللائمة على عوامل خارجية، من أبرزها التراجع الحاد في أسعار النفط والذي يقترب من 40 دولاراً للبرميل، والأزمة التي تعصف باقتصاد الصين، رغم أن القاصي والداني يعرف أن الاقتصاد المصري والعربي يمكن أن يستفيدا من أزمة الصين وتراجع عملتها، فالأزمة يمكن أن تخفض الأسعار داخل المنطقة العربية، وخاصة أن واردات دول المنطقة من الصين بلغت 113.9 مليار دولار في العام 2014.

البعض الآخر أرجع انهيارات البورصة المصرية لأسباب محلية ولكنها أقرب لمنطق التآمرية، منها ما ذكره البعض من محاولة بعض كبار رجال الأعمال ليّ ذراع الحكومة التي تحركت لفتح ملف فساد بعضهم، أو أن الحكومة تتحرك لمعاقبة رجال الأعمال الذين لم يتبرعوا لصندوق تحيا مصر وحفل افتتاح توسعة قناة السويس.

لكن المتأمل للمشهد المصري لا بد أن يعترف بأن ما يحدث داخل البورصة له أسباب منطقية، فهناك حالة توتر وسط مجتمع الأعمال والمستثمرين، وهذا التوتر ناجم عن قرارات وقوانين أصدرتها الحكومة أخيراً.

وأبرز هذه القوانين قانونا الإرهاب والخدمة المدنية اللذان أثارا قلق النقابات المهنية والعاملين بالدولة، إضافة إلى توسّع الحكومة في سياسة مصادرة أموال وأصول المعارضين السياسيين لها من الإخوان وتحالف دعم الشرعية، وإحالة ملف شركات كبرى مثل "النساجون الشرقيون" للنيابة بتهمة الاحتكار، والشائعات التي تبعتها حول هروب رجل الأعمال محمد فريد خميس للخارج.

كما أن انتقال العمليات الإرهابية من سيناء لقلب القاهرة عبر ضرب مقر الأمن الوطني بشبرا الخيمة شكّل هاجساً بالنسبة للمستثمرين خاصة الأجانب، وتساؤلات حول مدى الاستقرار الأمني والسياسي للبلاد.
هذه أسباب قد تبرر ما يحدث في بورصة مصر هذه الأيام.

اقرأ أيضاً: هبوط بورصة مصر إلى أدنى مستوى في 20 شهراً

المساهمون