الحظر الذي فرضته السلطات الأميركية على الطيران المدني في أجواء المناطق المتوترة في الخليج يحرم إيران من رسوم العبور ويكبّد الشركات نفقات تشغيل أكبر بسبب اتخاذها مسارات أطول، وذلك بعد إسقاط الحرس الثوري الإيراني الطائرة المسيّرة، بخاصة بعد ما أعقبه من تعليق رحلات العديد من شركات الطيران العالمية.
وسارعت طهران اليوم السبت إلى تأكيد أن المجال الجوي للجمهورية الإسلامية آمن أمام شركات الطيران، حسبما نقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن منظمة الطيران المدني، وسط تصاعد التوتر بين طهران وواشنطن، وإن كانت اللهجة الدبلوماسية لا تزال هي الغالبة.
ونسبت الوكالة إلى المتحدث باسم المنظمة، رضا جعفر زاده، قوله إن "المجال الجوي الذي تسيطر عليه إيران فوق الخليج الفارسي ومسارات الرحلات الأخرى آمن تماماً".
وعادة ما تقرّر شركات الطيران المسارات التي ستشغّل عليها رحلاتها ضمن خطط استراتيجية ودراسات جدوى تستطيع من خلالها بلوغ مقاصدها في مختلف الدول عبر أقصر الخطوط في شبكة الطرق الجوية، وبأقل تكاليف ممكنة، لتحقيق أفضل الأرباح أو الحد ما أمكن من الخسائر على الخطوط الأقل جدوى.
وكانت إدارة الطيران الاتحادية الأميركية قد أصدرت أمراً طارئاً يوم الخميس، قضى بمنع شركات الطيران الأميركية من التحليق في مجال جوي تسيطر عليه إيران فوق مضيق هرمز وخليج عُمان.
الأمر الأميركي تبعه اتخاذ العديد من شركات الطيران قرارات بتعليق رحلاتها في أجواء المنطقة، واعتماد مسارات جوية بديلة لتسيير ناقلاتها.
والجديد اليوم على هذا الصعيد كان ما أوردته وكالة أنباء الإمارات (وام) من أن هيئة الطيران المدني الإماراتية حثت اليوم السبت المشغلين الجويين المسجلين بالدولة على اتخاذ التدابير اللازمة في ظل الأوضاع الراهنة في المنطقة.
وأوضح بيان للهيئة: "وجّهت الهيئة المشغلين الجويين المسجلين في الدولة بتقييم مناطق الطيران المتأثرة ووضع التدابير اللازمة لتفادي التشغيل في المناطق التي قد تعرض عمليات الطيران المدني للخطر".
في السياق عينه، أعلنت شركات عدة اليوم، ومن بينها شركة "الاتحاد للطيران" التابعة لإمارة أبوظبي، تعليق الشركة عملياتها في المجال الجوي الإيراني فوق مضيق هرمز وخليج عُمان، وقالت متحدثة باسمها إن رحلات الشركة ستستخدم مسارات جوية بديلة في عدد من وجهاتها من أبوظبي وإليها حتى إشعار آخر، وذلك بعدما أعلنت "طيران الإمارات" التابعة لإمارة دبي قراراً مماثلاً.
كما قالت المديرية العامة للطيران المدني في الهند في تغريدة على تويتر، إن كل شركات الطيران الهندية قررت وبالتشاور معها تفادي جزء من المجال الجوي الإيراني لضمان سلامة الرحلات الجوية والركاب. وأضافت أن كل شركات الخطوط الجوية الهندية ستحول مسار الرحلات وفقاً لذلك.
الشركات التي امتنعت عن التحليق في الأجواء الخطرة
ووفقاً لرصد "رويترز" اليوم السبت، فإن شركات الطيران العالمية التي اتخذت تدابير احتياطية بعد الأمر الصادر عن الإدارة الأميركية، هي:
- طيران الخليج، الناقل الوطني لمملكة البحرين، قالت إنها تبحث تغيير مسار الرحلات وتعمل مع السلطات على خطط طوارئ لاتباعها إذا شهدت الأوضاع مزيداً من التصعيد.
- كاثاي باسيفيك، وهي شركة الخطوط الجوية الوطنية لهونغ كونغ، قالت يوم الجمعة إن رحلاتها لن تحلق في المجال الجوي فوق مضيق هرمز وإن الشركة ستراجع المناطق المذكورة لضمان الحفاظ على سلامة كل مسارات الرحلات.
- طيران الإمارات أصدرت بيانا يوم الجمعة قالت فيه "نظرا للأوضاع الراهنة، فقد اتخذت طيران الإمارات إجراءات احترازية، بما في ذلك تغيير مسار جميع الرحلات بعيدا عن منطقة أي مخاطر محتملة".
- فلاي دبي، وهي الشركة الشقيقة لطيران الإمارات، قالت إنها عدلت بعض مسارات الرحلات القائمة في المنطقة وستطبق مزيدا من التغييرات إذا اقتضت الضرورة.
- الخطوط الجوية البريطانية أعلنت التزامها بإرشادات إدارة الطيران الاتحادية الأميركية بتجنب المجال الجوي الإيراني. وقالت إن رحلاتها ستستمر باستخدام مسارات بديلة.
- كيه.إل.إم الهولندية قالت عبر متحدث باسمها يوم الجمعة إن رحلاتها لن تمر فوق مضيق هرمز.
- كانتاس الأسترالية قالت يوم الجمعة إنها تعدل مسارات رحلاتها في منطقة الشرق الأوسط لتجنب العبور فوق مضيق هرمز وخليج عمان حتى إشعار آخر.
- الخطوط الجوية الفرنسية (إير فرانس) قالت إن رحلاتها لا تمر فوق مضيق هرمز وإن الشركة على اتصال دائم مع سلطات الطيران المدني في فرنسا وأوروبا لتقييم أي مخاطر محتملة.
- الخطوط الجوية النرويجية قالت عبر متحدث باسم الشركة إن ليس لديها رحلات من المقرر مرورها فوق إيران يوم الجمعة "لكننا نراقب الموقف عن كثب وسنحول مسار رحلات إذا اقتضت الضرورة".
- الخطوط الجوية الاسكندنافية (إس.إيه.إس)، وهي الناقل الوطني للسويد، قالت عبر متحدث باسمها إنها تتابع الموقف رغم عدم تسييرها رحلات في تلك المنطقة.
- سنغافورة إيرلاينز قالت عبر متحدث باسمها يوم الجمعة إن رحلاتها ستتخذ مسارات أطول قليلا لتجنب منطقة مضيق هرمز بسبب التوتر القائم.
- لوفتهانزا الألمانية قالت إنها توقفت عن تسيير رحلاتها فوق أجزاء من إيران لكنها ما زالت تخدم العاصمة طهران.
- الخطوط الجوية الماليزية قالت إنها تجنبت المجال الجوي فوق مضيق هرمز في رحلاتها من وإلى لندن وجدة والمدينة.
- خطوط لوت الجوية البولندية قالت إنها قررت تغيير مسارات الرحلات من وإلى سنغافورة بسبب التوتر في مضيق هرمز وخليج عمان.