ليبيا: حرب بين حكومة الوفاق والبنك المركزي

10 ابريل 2020
محافظ المركزي الليبي الصديق عمر الكبير (فرانس برس)
+ الخط -



هدأت جبهات القتال في محيط طرابلس لتطفو على سطح المشهد حرب من نوع آخر وصفها رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق، فائز السراج، بــ" حرب الرسائل"، مع محافظ البنك المركزي بطرابلس، الصديق الكبير، مشيرا إلى أنه كان يحاول تجنبها "لكن الأوضاع تجاوزت كل الحدود". وقال رئيس الوزراء المعترف به دوليا فائز السراج إن الكبير هو المسؤول عن عدم دفع رواتب موظفي الدولة، مؤخرا، وعدم إصدار الاعتمادات المستندية.


وأشاد السراج، خلال كلمة متلفزة منتصف ليل أول من أمس، بمناسبة مرور عام على العدوان على العاصمة طرابلس، بدور المقاتلين في جبهات القتال، معتبرا أنهم من قلب المعادلة.
لكن كلمة السراج تركزت في مجملها على نقد تصريحات وإجراءات محافظ البنك المركزي، مطالبا إياه بضرورة فتح منظومة المركزي لفتح المجال لاستيراد اللوازم العاجلة، مشيرا إلى أن الخلاف في إصرار الحكومة على عدم زيادة الضريبة على مبيعات النقد الأجنبي، بينما يريد المحافظ رفعها إلى أكثر من 5 دنانير للدولار. ومن بين انتقاداته للمحافظ رفضه صرف ميزانية للطوارئ وانتقائيته في تنفيذ أذونات الصرف.

وأكد السراج أن المحافظ بات يتجاوز الحكومة في كل شيء ويتعلق بالبلديات وبلجنة الطوارئ الخاصة بكورونا حتى بملف القمامة، وفق تعبيره.
وتابع أن الخلافات "وصلت لحد القطيعة بين المصرف المركزي ووزارة المالية بحكومة الوفاق خلال إعداد الميزانية، واللجوء إلى الوساطات للانتهاء الميزانية".

ويهدد الخلاف بين السراج والكبير بتقويض حكومة طرابلس، فيما تتصدى لهجوم عسكري وتتعامل مع حصار لصادراتها النفطية الرئيسية وتستعد للتعامل مع تفشي فيروس كورونا.
ومنذ عام 2014، تم تقسيم ليبيا بين حكومة الوفاق الوطني في طرابلس المعترف بها دوليا، وحكومة أخرى شرق البلاد تابعة للجنرال المتقاعد، خليفة حفتر، وهو انقسام ينعكس في البنك المركزي والمؤسسة الوطنية للنفط.

وفيما لم يصدر عن محافظ البنك أو مجلسي النواب والدولة بطرابلس، أي رد فعل رسمي، أعلن أربعة من أعضاء مجلس إدارة البنك المركزي، عن سحب دعوتهم إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الإدارة الذي كان مقررا عقده، أمس الخميس.

وحمل بيان حمل توقيع علي سالم، وامراجع غيث، ومحمد المختار، وعبد الرحمن يوسف، المجلس الرئاسي مسؤولية النتائج السلبية الوخيمة على الوضع الصحي والأمن الغذائي والقومي، والسكوت على تغذية الفساد والسوق السوداء وتقويض الاقتصاد الوطني، مشيرا إلى أن المجلس الرئاسي تخلى عن التزامه بضرورة تنفيذ أي قرارات تصدر عن اجتماع مجلس الإدارة.

وبحسب المحلل السياسي الليبي، مروان ذويب، فإن الخلاف المتفجر بين السراج ومحافظ البنك المركزي سيهدد قوة الجبهات التي تصد عدوان حفتر وتماسكها، مشيرا إلى أن الخلافات بدأت مع دعوة السراج الأسبوع الماضي لمجلس إدارة البنك للاجتماع لتوحيد البنك المركزي المنقسم بين إدارتين بعد تأسيس مجلس النواب المجتمع في طبرق والموالي لحفتر إدارة موازية في البيضاء، شرق البلاد. ويشير ذويب إلى أن الخلافات الطارئة في طرابلس حرب على جبهة جديدة يمكن أن تقوض كل الانتصارات التي حققتها قوات الحكومة.

وعن الغضب الذي ساد بين قيادات عملية بركان الغضب، قال الناشط السياسي الليبي، عقيلة الأطرش، إن دعوة توحيد البنك في هذه الظروف يراها قادة بركان الغضب "مشبوهة". وكان محافظ المركزي قد اتهم حكومة الوفاق بالعجز والفشل في حل الحصار النفطي.