روسيا تتوقع تثبيت إنتاج النفط... ومحللون يشككون بمقررات "أوبك"

07 أكتوبر 2016
الشكوك لا تزال تلازم السوق النفطية (ديفيد ماكنيو/ Getty)
+ الخط -

قالت وزارة الطاقة الروسية في بيان اليوم الجمعة إن وفداً روسياً سيعقد مشاورات ثنائية مع عدد من وزراء النفط في منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) في اسطنبول الأسبوع المقبل وهو ما يمثل خطوة مهمة أخرى على طريق تثبيت إنتاج النفط.

وذكرت الوزارة، نقلاً عن وزير الطاقة الروسي ألكسندر نوفاك أنها تتوقع أيضاً التوصل إلى اتفاق على تثبيت إنتاج النفط قبل اجتماع أوبك الرسمي في فيينا في الثلاثين من نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل. 

وسيعقد الاجتماع غير الرسمي لأوبك في إسطنبول، من يوم غد السبت إلى الثالث عشر من أكتوبر/تشرين الأول، وسيناقش تطبيق الاتفاق الذي تم التوصل إليه في الجزائر الشهر الماضي لخفض الإنتاج.

وقال مصدر في أوبك أمس الخميس، إن هذه اجتماعات ثنائية مغلقة وليست على غرار اجتماع الجزائر. مضيفاً أنه لن تُتخذ قرارات جديدة. ولفت مصدر ثان في أوبك إلى أن هذه الاجتماعات على الهامش لمناقشة الخطوة التالية.

وأعلنت أوبك، نهاية الشهر الماضي بعد اجتماع غير رسمي في الجزائر، أن أعضاءها توصلوا إلى اتفاق لتثبيت سقف الإنتاج عند 32.5 - 33 مليون برميل يومياً.

ومن المقرر أن يشارك وزراء الطاقة السعودي والإيراني والعراقي في اجتماع ممثلي كبار منتجي أوبك مع روسيا الأسبوع المقبل لإجراء مباحثات غير رسمية على هامش مؤتمر للطاقة في اسطنبول.

محللو النفط غير واثقين

بالتزامن مع التصريحات الروسية، أظهر استطلاع لوكالة رويترز نشرت نتائجه اليوم الجمعة أن محللي النفط غير مقتنعين بأن اقتراح منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) لخفض الإنتاج للمرة الأولى منذ 2008 سيتمخض عن ارتفاع كبير في الأسعار مع تنامي الشكوك في جدوى قرار المنظمة.

وخفض 32 محللاً وخبيراً اقتصادياً شاركوا في الاستطلاع توقعاتهم لمتوسط سعر خام القياس

العالمي مزيج برنت إلى 44.74 دولاراً للبرميل في 2016 من 45.44 دولاراً في توقعات أغسطس/ آب وهو ثاني تعديل بالخفض على التوالي بعد تعديلات متعاقبة بالرفع في المسوح الخمسة السابقة.

ومن المتوقع أيضاً وصول متوسط سعر برنت إلى 57.28 دولاراً للبرميل في 2017 مقارنة مع 57.90 دولاراً في التوقعات السابقة. وبلغ متوسط سعر برنت منذ بداية العام الحالي 43.34 دولاراً للبرميل.

وقالت آشلي بيترسن المحللة لدى مورغان ستانلي "نحن متشائمون من فرص التوصل لاتفاق شامل خلال اجتماع أوبك في نوفمبر نظراً لتاريخ المنتجين في الإحجام عن الاتفاق على حصص إنتاج فردية (حصة لكل دولة) أو الالتزام بها".

وقال مارتن كينج من شركة فرست إنرجي كابيتال "أكبر حجر عثرة في العملية كلها سيتمثل فيما إذا كان بمقدورهم إبرام اتفاق بين كل الدول على مستويات حصص الإنتاج... فقد كان ذلك أمراً صعباً على المنظمة في العامين الماضيين".

وارتفعت إمدادات المعروض من أوبك إلى 33.60 مليون برميل يومياً في سبتمبر/ أيلول من 33.53 مليون برميل يومياً بعد التعديل في أغسطس/ آب وفقا لما أظهره مسح استند إلى بيانات ملاحية ومعلومات من مصادر بالقطاع.

وقال جيورجوس بيليريس المحلل لدى خدمة "تومسون رويترز أويل ريسيرش آند فوركاستس"، إن من المتوقع أن تستمر التحديات التي تواجهها السوق بسبب تخمة المعروض في ضوء ارتفاع المخزونات لأعلى مستوياتها في عدة سنوات بمناطق مختلفة.

وأشار محللون إلى أن من المستبعد أن تستعيد السوق توازنها قبل منتصف 2017 حتى وإن كان الطلب العالمي قد يزيد أكثر من مليون برميل يومياً في العام المقبل.

وقال هاري تشيلينجويريان رئيس استراتيجية أسواق السلع الأولية في بي.إن.بي باريبا "نتوقع أن تتبدد أي مكاسب في سيناريو التثبيت سريعاً نظراً لأن الإنتاج سيتم تثبيته عند مستويات عالية جداً ومن ثم ستظل السوق متخمة بالمعروض بما يرجئ عودة التوازن المحتملة في سوق النفط إلى أواخر 2017".

وتوقع المشاركون في الاستطلاع وصول متوسط سعر الخام الأميركي الخفيف إلى 43.49 دولاراً للبرميل في 2016 وإلى 55.46 دولاراً للبرميل في 2017 مقارنة مع 43.96 دولاراً و55.83 دولاراً على الترتيب في استطلاع أغسطس/ آب. وبلغ متوسط سعر الخام الأميركي منذ بداية العام الحالي 41.69 دولاراً للبرميل.

وكان مورغان ستانلي صاحب أقل تقديرات لسعر برنت في 2016 إذ توقع وصوله إلى 42 دولاراً للبرميل بينما كان أعلى تقدير والبالغ 50 دولاراً من نصيب "بيرنشتاين وإيه.بي.إن أمرو". 

تراجع الأسعار مستمر

وفي السياق، تراجع سعر برنت في العقود الآجلة اليوم الجمعة بعدما اقترب لفترة وجيزة من أعلى مستوياته في 2016 حيث بددت وفرة المعروض في السوق أثر ثقة أسواق

المال في موجة صعود الخام.

ونزل خام القياس العالمي مزيج برنت 40 سنتا إلى 52.11 دولارا للبرميل بعدما لامس 52.84 دولاراً للبرميل في وقت سابق ليقل سنتين فقط عن أعلى مستوى له في 2016.

وارتفع الخام الأميركي في العقود الآجلة إلى 50.74 دولاراً للبرميل مسجلاً أعلى مستوى له في ثلاثة أشهر ونصف الشهر قبل أن يسجل انخفاضاً بواقع 30 سنتاً ليصل إلى 50.14 دولاراً للبرميل.

وجرت تسوية عقود الخام الأميركي أمس الخميس عند 50.44 دولاراً للبرميل في أول تسوية فوق مستوى الخمسين دولاراً منذ 23 يونيو/ حزيران.

وجاءت موجة الصعود رغم ارتفاع الدولار -الذي يزيد من تكلفة النفط على حائزي العملات الأخرى- وتزايد إمدادات المعروض النفطي بالسوق الحاضرة من ليبيا ونيجيريا وروسيا. 

المساهمون