قالت مصادر روسية إن خطر توقف نقل الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا بات وارداً جداً وسط تبادل موسكو وكييف الإنذارات النهائية، كما أنه لا يوجد اتفاق حتى الآن على إمدادات الغاز الروسي عبر أوكرانيا إلى أوروبا الذي ينتهي العام المقبل.
وحسب صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" الروسية، فإن موسكو تواجه مأزق توقف إمدادات الغاز إلى الاتحاد الأوروبي في حال لم يتم التوصل إلى اتفاق، وتبعاً لذلك ستواجه دعاوى بمليارات الدولارات.
ولا تزال مواقف موسكو وكييف متجمدة فيما يتعلق بإمكانية استمرار عبور الغاز الروسي إلى الاتحاد الأوروبي، وفشل آخر اجتماع ثلاثي بين كييف وموسكو والمفوضية الأوروبية في بروكسل الشهر الماضي في تسوية النزاع الخطر على مستقبل الأطراف الثلاثة.
وحسب الصحيفة الروسية، التي تصدر في موسكو، فإن كييف ستوافق على تخفيض الدعاوى القضائية المرفوعة ضد شركة "غاز بروم" إلى الحد الأدنى، إذا أبرمت روسيا عقداً جديداً طويل الأجل مع أوكرانيا.
وتطالب كييف شركة غازبروم دفع 3 مليارات دولار سنوياً، مقابل تمرير الأحجام السابقة من الغاز، فيما تقترح موسكو توقيع اتفاق لمدة عام، مع إمكانية شراء أوكرانيا "الوقود الأزرق" مباشرة من روسيا. وتقول موسكو في حال موافقة كييف على شروطها فإنها على استعداد لخفض السعر بمقدار 20%، بل 25%".
وحسب تقرير الصحيفة، تملك كييف أوراقاً رابحة مهمة، تتمثل بدعاوى قضائية، يمكن أن تتجاوز قيمتها 20 مليار دولار، بما في ذلك ما يقرب من 12 مليار دولار كتعويض عن رسوم العبور غير المدفوعة من قِبل شركة "غاز بروم" و 7 مليارات دولار، من غرامات لجنة مكافحة الاحتكار في أوكرانيا بسبب إساءة استخدام السوق.
ولكن وفقاً لخبراء، لن تتمكن أوكرانيا من استرداد المبلغ المطلوب بالكامل، فالسلطات الأوروبية حتى الآن تتبنى قرارات مؤقتة لمصلحة كلا الطرفين.
وترى الصحيفة أن شركة "غاز بروم" ربما تكون وقعت في الفخ، حيث أنها قد لا تتمكن من تلبية احتياجات زبائنها الأوروبيين.
ومن غير المحتمل أن يتمكن "السيل الشمالي-2"، وهو خط أنابيب تصدير جديد يمر تحت بحر البلطيق إلى ألمانيا من تلبية احتياجات الغاز الأوروبي حتى بعد الوصول إلى طاقته الكاملة. وبالتالي فإن حاجة غازبروم لاتفاقية مرور الغاز عبر أوكرانيا ستكون قائمة.
من جانبها، قامت دول الاتحاد الأوروبي أيضاً بتخزين "الوقود الأزرق" للتغلب على اضطرابات الإمدادات المحتملة. ومع ذلك، فإن وقف العبور كلياً في المستقبل يمكن أن يؤدي إلى مشاكل طاقة في أوروبا.
وترى الصحيفة الروسية، أنه في حال لم تتمكن شركة غازبروم من توقيع الاتفاق ربما ستضطر لدفع غرامات باهظة. وبلغت هذه الغرامات في العام 2017، نسبة تراوحت بين 4% و8% من قيمة حجم الغاز الذي فشلت في تسليمه في الموعد المحدد.