ترامب وأحلام الطبقة الفقيرة بالثراء

07 يناير 2017
ترامب يتوعد الشركات الأميركية المصنعة في الخارج(Getty)
+ الخط -


مع اقتراب الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب من تولي مقاليد السلطة في 20 يناير/كانون الثاني الحالي، يتعاظم القلق العالمي حيث يبدو أن ترامب سيلجأ الى اتخاذ سلسلة من الإجراءات القوية لزيادة فرص العمل والثروات للمواطنين المحليين، ما يمثل ضغطاً كبيراً على الدول الأخرى.
يمكن القول إن ترامب قوبل بالاستحسان الشديد من قبل عدد كبير من الأميركيين المنضوين تحت شريحتي الطبقتين الوسطى والدنيا، والذين علقوا آمالاً كبيرة على أنه سيجلب لهم المزيد من الثروات، خاصة وأنه قال في أكثر من مناسبة إنه سيخلق المزيد من فرص العمل لتحسين المعيشة للأميركيين. ولكنْ هنالك شكوك حول ما إذا كان بمقدور ترامب الوفاء بوعوده للجمهور الأميركي.

فعلى سبيل المثال، يخطط ترامب لتقوية الصناعات التحويلية الأميركية وعودة الشركات الأميركية العاملة بالخارج إلى وطنها عبر مجموعة من الإجراءات القوية، من ضمنها خفض معدل الضريبة على الشركات المحلية إلى 15% من 35% حالياً، فضلاً عن خفض معدل الضريبة إلى 10% حينما تحول الشركات الأميركية أصولها من الخارج إلى الداخل.

ورغم ما تشكله هذه الإجراءات من ضغط كبير على الدول الأخرى فيما لو دخلت حيز التنفيد، إلا أنها ستزيد من نشاط الشركات الأميركية وستعزز قدرتها التنافسية في السوق العالمي، بينما سيشهد سوق العمل الأميركي نمواً وستتحسن معيشة الجمهور المحلي في فترة معينة، لكن ذلك لن يكون بالأمر اليسير، إذ يصعب على الولايات المتحدة أن تغلق بابها أمام المنتجات الأجنبية بينما تغرق السوق الخارجي بمنتجاتها وخاصة في ظل التكامل الاقتصادي العالمي.

أما السؤال الثاني والأهم فهو: هل ستستطيع إدارة ترامب تقليص الفجوة بين الأغنياء والفقراء؟ وماذا إذا نجحت في دفع نمو الاقتصاد الأميركي؟
اليوم يشكو عدد كبير من الأميركيين من تراجع مستويات معيشتهم باستمرار. فقد أشارت الأرقام إلى أن قيمة ثروات 0.1% من الأسر الأميركية تساوي نظيرتها لنحو 90% من الأسر المحلية، بينما نما حجم الثروات لنقطة مئوية واحدة من أغنى الأميركيين بنسبة أكثر من 80% مقابل انخفاض أصول الباقي في العشرين سنة الماضية.

ويرى اقتصاديون أن إدارة ترامب ربما ستنجح في خلق مزيد من فرص العمل وزيادة ايراداتهم، لكنها لن تستطيع تغيير معادلة الثروات في البلاد حيث ستكون هناك مفارقة مفادها "كلما توسع حجم الكعكة ازدادت الفجوة بين الأغنياء والفقراء".

وبعبارة أخرى، سترتفع ثروات الأغنياء بوتيرة أسرع بكثير من الباقين.
وفي هذ الصدد، كانت هناك سابقة حيث ازدادت ثروات الرأسماليين بشكل ملحوظ بعد حصول الأزمة المالية العالمية في 2008 رغم أن طمعهم بالذات هو الذي أدى إلى انهيار سوق العقارات واندلاع الأزمة. ولذا اضطر عدد كبير من الأميركيين إلى المشاركة في حركة "احتلوا وول ستريت" في 2011 احتجاجاً على عدم المساواة في بلادهم.


(العربي الجديد)


المساهمون