لبنان يسعى لموطئ قدم فى صناعة المحتوى الرقمي

05 مارس 2014
خلال إطلاق مؤتمر عرب نت في بيروت اليوم الأربعاء
+ الخط -
تسيطر الأمية الرقمية على عدد كبير من الدول العربية ، إلا أن قطاع الاتصالات ، الذي يعتبر أساس الاقتصاد المعرفي الحديث، أصبح ركيزة تنموية في الدول المتقدمة. إذ أن الاقتصاد الرقمي استوعب في عامي 2011 و 2012 ما نسبته 25% من حجم الاقتصاد الأوروبي ، وكذلك ساهم في خفض نسب البطالة في عدد كبير من البلدان. 
ولكن رغم ثبوت مردود هذا الاقتصاد الكبير " نرى شباب لبنان يضطرون إلى مغادرة بلدهم وأهلهم، يحملون شهاداتهم  العالية ويهاجرون لإغناء هذا الاقتصاد بعلمهم".
هذا ما أكد عليه وزير الاتصالات اللبناني بطرس حرب، ممثل رئيس الجمهورية اللبناني ميشال سليمان، خلال افتتاح مؤتمر "عرب نت" اليوم الأربعاء في بيروت.

ويناقش المؤتمر الذي يستمر ليومين، ويضم أكثر من 70 متحدثاً عربياً و600 مشارك و40 راعياً وشريكاً، أحدث التوجهات والفرص في مجال الأعمال الرقمية وريادة الأعمال في العالم العربي، بهدف خفض معدلات البطالة وتطوير الاقتصاد الرقمي. 

لبنان منصة رقمية
وشرح وزير الاتصالات اللبناني أن لبنان قادر على أن يكون "مركزاً انتاجياً في صناعة المحتوى الرقمي العربي والبرمجة والتصميم وإبتكار التطبيقات الجديدة".
وسأل حرب: "هل من المنطقي أن تبقى الحكومات متأخرة عن مواكبة العصر الرقمي فيما الشباب والقطاع الخاص يحلّقون فيه؟".

ولاحظ أن "لبنان حاول في السنوات الأخيرة تحقيق هدف التحديث، بأن أصبح المنصة الرقمية الأساسية في الشرق الأوسط، وطور بناه التحتية ليكون في سنة 2015 في مصاف الدول الرائدة في هذا القطاع من خلال إبداء الدولة اللبنانية اهتماماً كبيراً في هذا المجال".  

الدعم المصرفي

أما النائب الأول لحاكم مصرف لبنان رائد شرف الدين، فلاحظ أن "التقنيات الرقميّة والابتكارات أصبحت أكثر من أي وقت مضى، تتداخل في كل جانب من جوانب الحياة اليوميّة، لتصبح جزءاً لا يتجزّأ من قدرات الدول على تنمية رأسمالها الفكري وقدراتها التنافسيّة في الأسواق الاقتصاديّة العالميّة". 

وأشار إلى أن "لبنان شهد ازدهارًا للشركات الناشئة الرقميّة خلال السنوات القليلة الماضية مما شكّل تأثيرًا إيجابيًا في تنمية المواهب وخلق فرص مهنيّة بديلة للشباب اللبناني الذي يبحث عن فرص عمل في الخارج مما يساعد على الحد من هجرة الأدمغة".

وتابع موضحاً: "لقد قمنا بتحفيز القطاع المصرفي اللبناني، القوي تاريخيًا، للاستثمار في وسيلة جديدة واعدة للنمو الاقتصادي، من خلال ضماننا لـ75% من الاستثمارات في المشاريع الرقميّة".

حقوق المستهلك

وتحدث رئيس الهيئة المنظمة للاتصالات ومديرها العام بالإنابة الدكتور عماد حب الله عن "حوكمة الإنترنت وحقوق المستهلك في العالم الرقمي". وأورد مجموعة إحصاءات عالمية، واصفاً العصر الحالي بأنه  "عصر التواصل الآلي". 
كما لفت إلى أن "اشتراكات الخليوي في لبنان بلغت  3.9 مليون  (أي 92% من عدد سكان لبنان) في نهاية العام 2013، وفق عدد اشتراكات إنترنتْ الخليوي المليونين (أي 52% من عدد سكان لبنان)".
ورأى حبّ الله أن "من غير المقبول أن يضطر المجتمع إلى القبول بانتهاك خصوصيّاته من قبل الأحزاب أو الشركات أو الأفراد أو حتى من قبل وكالاتٍ حكومية، فيجب احترام حقوق ومسؤوليات المواطنين بطرقٍ أفضل وأرقى مما يطبّق خارج العالم الافتراضي كالخصوصية، ومبدأ سرية بياناتهم، والنفاذ غير المنقوص وصولاً إلى المعلومات". 
وقال "نضع نصب أعيننا تخفيض الكلفة على المستهلك"، مضيفاً: "يجب أن نسعى جاهدين إلى التنافسيّة والغاء الضرائب على الرغم من صعوبة ذلك ظرفياًّ نظراً للاعتماد الكبير للخزينة اللبنانية على عائدات القطاع".
ولاحظ أنّ "تكاليف التجوال الدوليّ (Roaming) عائقٌ اساسيٌ امام تطور الاتصال عبر الجوّال، ويجب العمل على تخفيضها وخصوصاً التجوال الدوليّ للبيانات (DATA ROAMING )".
الورشات وصندوق استثماري

 وعرض مؤسس "عرب نت" مديرها التنفيذي عمر كريستيديس، للمواضيع التي سيتناولها المؤتمر هذه السنة. وقال إن المؤتمر "يركز على مواضيع الانتاج والقطاعات الإبداعية والموهبة".

ولفت إلى إن "لبنان، ومنطقة المشرق العربي ومصر عموماً،  مركز التقاء للقطاعات الإبداعية، ينتج توجهات في مجال الموسيقى والفيديو والأزياء والغذاء والتصميم والفنون والثقافة، تنتشر في المنطقة كلها. 

وكانت أنشطة المؤتمر انطلقت بورش عمل متخصصة للمطورين والمصممين بحضور وقيادة أصحاب الإختصاص والخبرة، ويستمر المؤتمر إلى غد الخميس، وتتناول جلساته قضايا تهم السوق والمؤسسات اللبنانية بشكل خاص، كريادة الأعمال والاستثمار في التكنولوجيا، والتسويق، والتجارة الإلكترونية في مجال الأزياء والعلامات التجارية الفاخرة، والمصارف، والسلع السريعة الاستهلاك والتنقل، والاستراتيجيات الرقمية للإذاعة التلفزيونية، ومواضيع تتعلق بشبكات التواصل الاجتماعي.
كذلك أعلنت شركة الاستثمارات الرقمية Middle East Venture Partners  إطلاق صندوقها الاستثماري الجديد المخصص للشركات الرقمية الناشئة  الذي يبلغ حجمه 50 مليون دولار. وكشفت عن أربعة استثمارات جديدة بقيمة 3 ملايين دولار في 6 شركات محلية وإقليمية وعالمية هي Apstrata (لبنان/الولايات المتحدة) و Potential (لبنان/الإمارات ) و Fadel Partners (لبنان/الولايات المتحدة) و Instabug(مصر/الولايات المتحدة) و Lamsa (الأردن / الإمارات) و Bnooki (لبنان).
المساهمون