شراكة جزائرية-إيطالية ضخمة لكبح نزيف واردات القمح والبقوليات

06 يوليو 2024
حصاد موسم القمح في الجزائر/4 يونيو 2023،(Getty)
+ الخط -
اظهر الملخص
- **مشروع زراعي ضخم في الجزائر**: تم توقيع اتفاقية بين الجزائر وإيطاليا لتنفيذ مشروع زراعي في ولاية تيميمون باستثمار 420 مليون دولار، يهدف لإنتاج القمح الصلب والبقوليات والبذور والعجائن، ويوفر 6700 وظيفة.

- **تفاصيل الشراكة والتمويل**: المشروع بالشراكة مع شركة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية، حيث تملك الجزائر 49% وإيطاليا 51%. التمويل موزع بين الطرفين، ومن المتوقع الانتهاء منه في 2027.

- **خطة "ماتاي" الاقتصادية**: المشروع جزء من خطة "ماتاي" الإيطالية لتعزيز العلاقات مع أفريقيا، بميزانية 5.5 مليارات يورو، ويهدف لخلق قيمة مضافة والحد من الفقر والهجرة.

صدّقت الجزائر وإيطاليا على اتفاق لتنفيذ مشروع ضخم لإنتاج القمح الصلب والبقوليات الجافة والبذور والعجائن بولاية تيميمون جنوبي البلاد، باستثمار قدره 420 مليون دولار، في إطار مساعي البلد العربي إلى تحقيق الاكتفاء الذاتي من الحبوب الذي يكلف الخزينة العمومية مليارات الدولارات سنوياً.

وجرى التوقيع على الاتفاقية اليوم السبت بالجزائر العاصمة، بحضور وزير الفلاحة والتنمية الريفي يوسف شرفة، وأعضاء من الطاقم الحكومي من وزارات المالية والطاقة والري، بينما مثل الطرف الايطالي وزير الزراعة والسيادة والغذائية والغابات، فرانتشيسكو لولوبريجيدا، وفابريزيو ساجو مستشار رئيسة مجلس الوزراء الايطالي، وسفير روما في الجزائر ألبرتو كوتيلو.

وخلال كلمة له، ذكر وزير الفلاحة الجزائري أن المشروع سيُنفّذ بالشراكة مع بونيفيكي فيراريزي، وهي إحدى أكبر الشركات الزراعية في ايطاليا، ومدرجة في بورصة ميلانو، ويمتد على مساحة 36 ألف هكتار بولاية تيميمون (جنوب غربي البلاد)، باستثمار قدره 420 مليون يورو، وسيتيح استحداث أكثر من 6700 وظيفة.

وأوضح المسؤول الحكومي الجزائري أن المشروع المتكامل، سينتج 170 ألف طن من القمح الصلب، و6 آلاف طن من العدس و11 ألف طن من الحمص، إضافة إلى العجائن بينها الكسكس، إضافة إلى البذور. ويتضمن المشروع أيضاً بناء مطحنة ومنشأة للتخزين ووحدة لإنتاج العجائن الغذائية. ووفق ما علمته "العربي الجديد" من مصادر على صلة بالمشروع، فإن الطرف الجزائري سيحصل على حصة  49% من المشروع  ممثلاً بالصندوق الوطني للاستثمار، الذي يعتبر بمثابة ذراع مالية للحكومة الجزائرية، بينما سيحوز الطرف الايطالي حصة51%. وسيتولى الطرف الايطالي تمويل 51% من المشروع، مع إمكانية مساهمة الحكومة الايطالية في ذلك، وفق مصادر "العربي الجديد"، بينما سيمول الصندوق الوطني للاستثمار الجزائري 49% المتبقية من المشروع.

ومتحدثاً للصحافيين، قال وزير الفلاحة الجزائري إن أحد أبرز أهداف هذا المشروع هو المساهمة في الاكتفاء الذاتي من القمح الصلب، الذي وصلت نسبة تغطيته من الإنتاج المحلي نحو 80%. ومن المنتظر أن يتم الانتهاء من تنفيذ المشروع في نهاية 2027، بحسب الوزير شرفة، في حين ينطلق أول عملية حرق وبذر بين شهري أكتوبر/ تشرين الأول وديسمبر/ كانون الثاني المقبلين، وسيكون جني أول محصول مطلع الصيف المقبل.

ويأتي المشروع في إطار خطة "ماتاي" الاقتصادية للحكومة الإيطالية الموجهة إلى أفريقيا، وهي جملة مشاريع للدبلوماسية والتعاون الإنمائي والاستثمار، لتعزيز علاقات روما وتجديدها في القارة السمراء.
ورصدت حكومة ميلوني اليمينية، في إطار هذه الخطة، 5.5 مليارات يورو، لإطلاق مشاريع في قطاعات مختلفة في عدة بلدان أفريقية، منها الجزائر ومصر وتونس والمغرب وليبيا، وتهدف إلى خلق قيمة مضافة بإشراك السكان المحليين وتثبيتها في أوطانها والحد من الفقر والهجرة غير النظامية.

من جهته وصف فيديريكو فيكيوني، وهو الرئيس التنفيذي لمجموعة بونيفيكي فيراريزي الإيطالية، أن مشروع تيميمون بالجزائر، هو الأكبر من نوعه على الإطلاق  للشركة على المستوى الدولي.

ويعد هذا الاتفاق الثاني من نوعه للجزائر في ظرف ثلاثة أشهر، بعد ذلك الموقّع مع مجموعة "بلدنا" القطرية، لإنتاج الحليب المجفف واللحوم والأجبان ومشتقات الألبان، على مساحة 117 ألف هكتار في الصحراء الجزائرية، باستثمار بلغ 3.5 مليارات دولار.

 استيراد مستمر للحبوب منذ عقود

وشكل ملف الحبوب صداعاً للحكومات الجزائرية المتعاقبة منذ عقود، وتواصل السلطات استيراد كميات من القمح بنوعيه من الأسواق الدولية، رغم انتعاش آمال محصول وافر بجنوب وشمالي البلاد قد يتخطى 7 ملايين طن بحسب تقديرات غير رسمية. وتستهلك  الجزائر ما بين 9 إلى 12 مليون طن كل عام من القمح بنوعيه الصلب واللين، بينما لا يتعدى إنتاج البلاد في أحسن المواسم 8 ملايين طن. وتستورد الجزائر كميات كبيرة من القمح تصل أحياناً إلى 7 ملايين طن سنوياً (بحسب الإنتاج المحلي) من دول عديدة منها فرنسا وروسيا وكندا والأرجنتين.

كما تعتزم السلطات استصلاح نصف مليون هكتار من الأراضي الصحراوية في إطار "المخطط الوطني لتنمية الزراعات الإستراتيجية"، وجعلها مساحات زراعية منتجة، بهدف رفع محصول البلاد بهدف تحقيق الأمن الغذائي من الحبوب، خاصة إمدادات القمح والشعير. 

المساهمون