حفتر يستهدف السيطرة على نفط ليبيا بتصعيد جديد

11 فبراير 2019
الصراع المسلح يكبّد النفط خسائر باهظة(Getty)
+ الخط -


أكدت مصادر مسؤولة في إدارة حقل الفيل النفطي (جنوب ليبيا)، أن التصعيد الجديد من قبل قوات تابعة للواء المتقاعد خليفة حفتر، يستهدف السيطرة على الحقل، مشيرة إلى تسبب الضربات في أضرار للبنية التحتية والمعدات ومدرج المطار بالحقل.

وحذرت المصادر في تصريح لـ"العربي الجديد" من أن استمرار الصراع حول الحقول النفطية سوف يؤثر سلباً على حجم الإنتاج النفطي للبلاد، ولا سيما في ظل استمرار هجمات قوات حفتر رغم مطالب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق بوقف المعارك حول حقول النفط.

ويبلغ إنتاج حقل الفيل حالياً 70 ألف برميل يومياً ويضخ الخام إلى ميناء مليتة غرب ليبيا. ووفقاً لتصريحات سابقة لمدير الحقل النفطي عز الدين المزوغي، فإن الحقل يحتاج إلى عمليات صيانة حتى يصل إلى معدلاته الطبيعية عند 115 ألف برميل.

ويبعد حقل الفيل نحو 750 كيلو متراً، جنوب طرابلس، ويحتوي على أكثر من 1.2 مليار برميل من الاحتياطيات النفطية. وجرى اكتشاف الحقل عام 1997 بواسطة ائتلاف تجاري تقوده شركتا "لاسمو" البريطانية و"إيني" الإيطالية و5 شركات كورية.

وقال المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف به دولياً، في بيان إن هذا الاعتداء عمل إرهابيّ، لا تسمح بارتكابه كافة القوانين والمعاهدات الدولية وتعتبره جريمة ضد الإنسانية. وأضاف البيان أن القصف الصاروخي أصاب مدرج المطار والبنية التحتية لحقل الفيل، الذي يعد أحد حقول النفط الرئيسية في جنوب غرب البلاد، ومصدر رزق لليبيين.

واتخذ المجلس الرئاسي خطوات إجرائية وقانونية لمواجهة هذا العبث المدمر، وأصدر توجيهاته لوزارة الخارجية بعرض هذا التجاوز الخطير، الذي يستهدف حياة المدنيين على مجلس الأمن الدولي، حسب البيان.

ودان المجلس الرئاسي القصف بالصواريخ من طائرة مجهولة، الذي تعرضت له طائرة مدنية تابعة للخطوط الجوية الليبية كانت تنقل جرحى ومصابين من حقل الفيل النفطي لتلقي العلاج في العاصمة طرابلس.

وأعلنت غرفة عمليات القوات التابعة لخليفة حفتر، عن حظر الهبوط والإقلاع من وإلى مطارات ومهابط المنطقة الجنوبية إلا بعد موافقتها مند يوم الجمعة الماضي.

وتصاعدت خلال الفترة الأخيرة، وتيرة الصراع حول الحقول النفطية، إذ زعمت قوات تابعة للواء المتقاعد حفتر، الأربعاء الماضي، بسط سيطرتها على حقل الشرارة النفطي جنوب البلاد، وفي المقابل أرسل المجلس الرئاسي، قوات حرس المنشآت النفطية لحماية الشرارة والحقول المجاورة.

وظل حقل الشرارة، أكبر حقول النفط الليبية، أساس نزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا ومقرها طرابلس وقوات حفتر التي تتمركز في شرق البلاد.

ودعت المؤسسة الوطنية للنفط في العاصمة طرابلس، جميع الأطراف إلى تجنب التصعيد في الحقول النفطية، وقال رئيسها، مصطفى صنع الله في بيان صدر السبت، إن "سلامة العاملين تظل أولويتنا القصوى. ونحن نطالب كافة الأطراف بتجنب النزاعات والتوقف عن الزجّ بمنشآت القطاع في التجاذبات السياسية".

وتعتمد ليبيا على إيرادات النفط لتأمين أكثر من 95% من موازنتها العامة، وتمتلك أكبر مخزون من النفط في أفريقيا، وتراوحت معدلات الإنتاج قبل إطاحة نظام معمر القذافي بين 1.5 و1.6 مليون برميل يومياً.