بوتين ينتقد الحروب التجارية ويدعو الفرنسيين إلى الاستثمار

25 مايو 2018
الاستثمارات الفرنسية المباشرة في روسيا تبلغ 15 مليار$ (Getty)
+ الخط -

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، أن العالم يحتاج إلى وقف الحروب التجارية، في ما بدا أنه رد على الرئيس الأميركي دونالد ترامب، داعيا الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى زيادة الاستثمارات الفرنسية في روسيا.

وقال بوتين، في كلمته أمام المنتدى الاقتصادي في سان بطرسبورغ، بحضور رئيس وزراء اليابان شينزو آبي والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، إننا "لسنا اليوم بحاجة إلى حروب تجارية بل إلى سلام تجاري".

وتناول بوتين الشأن الاقتصادي الروسي، معتبرا أن مواصلة الصناديق الأجنبية، بالتعاون مع صندوقنا السيادي، الاستثمار في روسيا دليل على الثقة باقتصادنا.

وقال إن بلاده ستوقع اتفاقيات بقيمة تتجاوز 700 مليار روبل روسي (12.1 مليار دولار) على هامش المنتدى، مطالبا بـ"حرية التجارة والتنمية الاقتصادية، والشراكة".

وأوضح أنّ "التنافس وتضارب المصالح في الاقتصاد العالمي سيستمران دائما، ولكن يجب أن تكون المنافسة عادلة".

ووصف الرئيس الروسي منظمة التجارة العالمية بـ"الكيان غير المثالي"، غيّر أنه شدّد على ضرورة "عدم التخلي عن المنظمة قبل إيجاد البديل".

ودعا بوتين الشركاء في أوروبا وأميركا وآسيا وغيرها من المناطق إلى "العمل نحو أهداف التطور المستدام، وإيجاد صيغ النمو التي بإمكانها مواجهة التحديات القائمة".

وطالب بوتين الشركات الفرنسية بالاستثمار في روسيا، معربا عن خيبة أمله بحجم الاستثمارات الفرنسية في الاقتصاد الروسي، وأشار إلى أن الاستثمارات الفرنسية المباشرة بالاقتصاد الروسي تبلغ 15 مليار دولار، مقابل 3 مليارات دولار للاستثمارات الروسية في فرنسا.

وأضاف أن شركة الطاقة الفنلندية "فورتوم"، التي تعمل في روسيا بمرافق نووية حساسة، استثمرت وحدها نحو ستة مليارات يورو في روسيا، فيما استثمرت فرنسا ككل 15 مليار دولار.

ولفت إلى أن الصين تحتل المرتبة الأولى من حيث الاستثمارات والتجارة مع روسيا، مشيرا إلى أن التبادل التجاري بين روسيا والصين وصل إلى 85 مليار دولار، وقريبا سيرتفع إلى 100 مليار دولار.

وعن التبادل التجاري بين روسيا وفرنسا، قال بوتين إن علاقاتنا تتطور مع فرنسا بشكل متنامٍ وحجم التبادل التجاري ارتفع بأكثر من 16%، مؤكدا أن الاقتصاد الروسي منفتح على جميع الشركاء.

ويُعقد منتدى بطرسبورغ الاقتصادي الدولي هذا العام بنسخته الـ22 تحت شعار "بناء اقتصاد الثقة"، في الفترة ما بين الـ24 والـ26 من مايو/ أيار، وسط مشاركة دولية واسعة.

بدوره أشاد الرئيس الفرنسي بالعلاقات مع روسيا، مشيرا إلى أن الشركات الفرنسية تعمل في مجالات حيوية بروسيا وأن لدى البلدين علاقات جيدة في مجال الفضاء.

وأضاف أن شركات بلاده لم تغادر روسيا خلال السنوات العشر الأخيرة، على الرغم من الأوضاع الراهنة، في إشارة إلى العقوبات الغربية المفروضة ضد روسيا على خلفية الأزمة الأوكرانية.

وأضاف ماكرون في كلمته خلال المنتدى "أمام علاقتنا مستقبل كبير، لأن أوروبا تمتد من الأطلسي إلى الأورال".

وفي حين تنشط نحو 500 شركة فرنسية في روسيا، توظف قرابة 170 ألف شخص، لا سيما في قطاع الطاقة والمالية، رأى الرئيس الفرنسي أنه "يجب فتح طرق جديدة مثل الأغذية الزراعية والفضاء والمدن المستدامة وخدمات الطاقة والمجال الرقمي".

ويشارك ماكرون في منتدى سانت بطرسبورغ الدولي الاقتصادي كضيف شرف إلى جانب رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي.

وأمس، أعلن ماكرون، الذي يرافقه وفد من رجال الأعمال الفرنسيين، عن توقيع نحو خمسين عقدا، ينص أحدها على دخول مجموعة "توتال" الفرنسية في مشروع "نوفاتيك" الكبير للغاز الطبيعي المسال في القطب الشمالي الروسي بـ 2.5 مليار دولار.

كذلك وقعت روسيا وفرنسا على هامش المنتدى 6 عقود للاستثمار المباشر في روسيا، تبلغ قيمتها نحو مليار يورو، ما يعادل نحو 1.17 مليار دولار.

وبلغ إجمالي الاستثمارات الأجنبية المباشرة في روسيا خلال العام الماضي قرابة 27.9 مليار دولار.

(فرانس برس، الأناضول، العربي الجديد)

المساهمون