تعرّف إلى أهمية مضيق باب المندب وتداعيات إغلاقه

عدن

العربي الجديد

لوغو العربي الجديد
العربي الجديد
موقع وصحيفة "العربي الجديد"
27 يوليو 2018
CCAAF86D-BB5A-4167-8E07-EE714705ACAA
+ الخط -

استفاق العالم، أمس الخميس، على إعلان المملكة العربية السعودية تعليق جميع شحناتها النفطية  التي تمر عبر مضيق باب المندب، بعد هجوم جماعة الحوثي على ناقلتي نفط كبيرتين. وقال وزير الطاقة السعودي خالد الفالح، في بيان نشرته وكالة الأنباء السعودية، إن المملكة ستعلّق شحنات النفط الخام بشكل فوري ومؤقت عبر باب المندب.

وفي اليوم ذاته، أعلن رئيس مجلس إدارة شركة ناقلات النفط الكويتية، بدر الخشتي، أن بلاده قد تتخذ قراراً بوقف صادرات النفط عبر مضيق باب المندب، لكنه أكد أن "الأمر ما زال قيد الدراسة".

ما أهمية باب المندب؟ ما تداعيات تهديدات الحوثيين على النفط الخليجي والسعودي خصوصاً؟ وماذا عن الإمدادات النفطية الدولية؟

تمر غالبية الصادرات من الخليج عبر مضيق باب المندب. وتدفق نحو 4.8 ملايين برميل يوميا من النفط الخام والمنتجات البترولية المكررة عبر هذا الممر المائي في 2016 صوب أوروبا والولايات المتحدة وآسيا، وفقا لإدارة معلومات الطاقة الأميركية. 

وتقول شبكة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) في تقرير لها، إن 21 ألف قطعة بحرية تمر عبر هذا المضيق سنوياً أي حوالي 57 قطعة بحرية يومياً. ويتمتع المضيق بأهمية عسكرية وأمنية كبيرة وسبق أن أغلقته مصر أمام إسرائيل خلال حرب 1973 وإثر هجمات سبتمبر/أيلول عام 2001 في الولايات المتحدة، قامت قوة أميركية بالعمل على تأمين الملاحة في المضيق في مواجهة تنظيم القاعدة والقراصنة في المنطقة.

ووفقاً للقانون الدولي، فإن المياه الإقليمية لأي دولة عادة تمتد من ساحلها 12 ميلا بحريا (حوالي 22 كيلومتراً) إلى داخل المياه. وبهذا يكون مضيق باب المندب واقعا ضمن المياه الإقليمية لثلاث دول، هي اليمن وجيبوتي وإريتريا، حيث يبلغ عرضه حوالي 30 كيلومترا بين رأس باب المندب شرقا ورأس سيان غربا، وفق إذاعة صوت ألمانيا (دويتشيه فيليه).

ويقول العالم العراقي عبد الزهرة شلش العتابي، إن من يسيطر على عدن بالدرجة الأولى وجيبوتي بالدرجة الثانية يسيطر على مضيق باب المندب.

رغم أهميته الاستراتيجية منذ القدم، ازداد مضيق باب المندب أهمية بعد افتتاح قناة السويس في عام 1869، حيث أصبح الطريق الرئيسي للتجارة بين أوروبا وجنوب شرق آسيا بديلا من طريق رأس الرجاء الصالح. 

ومع اكتشاف البترول في الجزيرة العربية في ثلاثينات القرن الماضي، ازدادت أهمية باب المندب مرة أخرى حيث إنه يربط منطقة الإنتاج (الجزيرة العربية) بمناطق الاستهلاك في أوروبا والولايات المتحدة، وفق تقرير "دويتتشيه فيليه". ويمر منه يوميا ما لا يقل عن 4 ملايين برميل نفط، بحسب الباحث المصري أحمد التلاوي.

ولا شك أن الاقتصاد العالمي يتأثر بأمن المضيق لكن، وفق التقرير، فإن لأمن باب المندب بالنسبة لدول الخليج العربية أهمية مزدوجة، فهو منفذ الخليج على أسواق النفط الأوروبية والأميركية، ومن ناحية أخرى فإن تهديد أمنه الآن يأتي من الحوثيين المدعومين إيرانياً.

وبدا تعليق شحنات النفط عبر باب المندب غريبا بحسب الخبراء، في حين أن تأثيرات إغلاق المضيق أمام الشحنات بسبب التوتر الأمني تلحق ضرراً بإمدادات النفط والغاز الخليجية، إضافة إلى عمليات التبادل التجاري مع الدول المستفيدة من هذا الممر المائي.

وقال الخبير النفطي اليمني لبيب ناشر لـ"العربي الجديد": "اقتصادياً السعودية هي الخاسر الأكبر من القرار في كلفة نقل النفط، فدول الغرب هي السوق الرئيسية للسعودية ومعظم ناقلاتها وسفنها تمر عبر باب المندب، وقد تضطر إلى العبور عبر رأس الرجاء الصالح، لكن الدول التي تشتري النفط السعودي من خلال عقود طويلة الأجل لن تدفع الفارق في كلفة النقل والتأمين، السعودية هي من ستدفع".

وأوضح خبراء في الاقتصاد والطاقة أن مصر ستتضرر كثيرا من القرار السعودي بتعليق شحنات النفط عبر باب المندب، حيث يمر معظم الصادرات من الخليج إلى قناة السويس عبر مضيق باب المندب.

يرتبط المضيق بقناة السويس مباشرة، ويمثلان نقطة ربط لطرق التجارة بين الغرب والشرق، ويمر بهما الجانب الأكبر من التجارة بين أوروبا وآسيا.

ويكتسب المضيق أهمية خاصة في الوقت الراهن بسبب اعتماد مصر على الغاز الطبيعي المسال المستورد للحفاظ على إمداداتها من الكهرباء، حيث تتجه ناقلة واحدة من الغاز الطبيعي المسال إلى مصر كل أسبوع من خلال عبورها المضيق. 

وإذا تمّت عرقلة العبور، لن يكون أمام هذه الشحنات - وجميع السفن الأخرى المتوجهة إلى مصر والبحر الأبيض المتوسط - أي خيار سوى القيام برحلة طويلة حول الطرف الجنوبي من أفريقيا.

وقال خبراء في النفط، إن القرار السعودي بتعليق شحنات النفط عبر مضيق باب المندب سيربك أسواق الطاقة حول العالم وسيرفع أسعار الخام.

كما أكد خبراء في التأمين، أن وقف عبور الشحنات عبر المضيق قد يؤدي إلى ارتفاع التأمين على نقل البضائع والنفط، وقد يؤدي إلى عزوف الخطوط الملاحية العالمية عن المرور في منطقة باب المندب.

وبشأن مضاعفات تعرض الممرات المائية للخطر، قال تقرير سابق عن إدارة معلومات الطاقة الأميركية، إن إغلاق الممرات المائية في الشرق الأوسط المزدحمة بناقلات النفط ولو بشكل مؤقت "يمكن أن يؤدي إلى زيادات كبيرة في تكاليف الطاقة الإجمالية وأسعار الطاقة العالمية.

وبالفعل، ارتفعت أسعار النفط أمس الخميس تأثراً بأزمة المضيق، حيث سجل خام القياس العالمي برنت 74.54 دولاراً للبرميل. وزادت العقود الآجلة لخام غرب تكساس الوسيط الأميركي إلى 69.61 دولاراً للبرميل.

ذات صلة

الصورة
الجزائرية سارهودا ستيتي أكبر الحجاج سنا، 10 يونيو (إكس)

مجتمع

وصلت إلى السعودية، الثلاثاء، الجزائرية صرهودة ستيتي، التي تعد أكبر الحجاج سنّاً في هذا العام، بعمر 130 عاماً. وحظيت باستقبال حافل لدى وصولها على كرسي متحرك.
الصورة
آلاف الحجاج يؤدون صلاة الجمعة بالمسجد الحرام حول الكعبة، 7 يونيو 2024(عصام الريماوي/ الأناضول)

مجتمع

 يتدفّق الحجّاج المسلمون على مكة المكرمة قبل بدء موسم الحج في وقت لاحق من هذا الأسبوع، مع عودة المناسك السنوية إلى حجمها الضخم.
الصورة
بلينكن يلتقي بن سلمان في الرياض

سياسة

قال أنتوني بلينكن، إنه لا يعلم موقف إسرائيل من خطة التطبيع مع السعودية التي تتضمن خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الهدوء في قطاع غزة.
الصورة
مقاتلون حوثيون قرب صنعاء، يناير الماضي (محمد حمود/Getty)

سياسة

بعد 9 سنوات من تدخل التحالف بقيادة السعودية في اليمن، لم يتحقّق شيء من الأهداف التي وضعها هذا التحالف لتدخلّه، بل ذهب اليمن إلى حالة انهيار وانقسام.
المساهمون