بلينكن: التطبيع بين السعودية وإسرائيل يتطلب الموافقة على خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية
استمع إلى الملخص
- السعودية تعلق محادثات التطبيع مع إسرائيل بسبب الحرب على غزة، مع استمرار الجهود الأميركية لإحياء الصفقة، رغم تأجيل زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي للرياض.
- واشنطن تسعى لإنجاز صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل بشكل مستقل عن الوضع في غزة، في محاولة لتحقيق إنجاز سياسي قبل الحملة الانتخابية للرئيس جو بايدن، بينما يستمر رفض نتنياهو لقيام دولة فلسطينية.
قال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، يوم الأربعاء، تعليقاً على خطة التطبيع بين السعودية وإسرائيل، إنه لا يعلم موقف إسرائيل من الخطة التي تتضمن خريطة طريق لإنشاء دولة فلسطينية، بالإضافة إلى الهدوء في قطاع غزة. وأضاف خلال جلسة استماع بمجلس النواب الأميركي: "نحن نحاول الوصول إلى الاتفاق، والذي يتطلب أمرين، أولهما بعض التفاهمات والاتفاقات بين الولايات المتحدة والسعودية في ملفات الأمن والطاقة النووية والتعاون الدفاعي، وهذه الاتفاقات من حيث المبدأ نحن قريبون جداً من إبرامها، ونحن على بعد أسابيع من الموافقة، وبالطبع نشرك الكونغرس في المراجعة، والأمر الثاني أن السعودية كانت واضحة تماماً فيما ما يخص التطبيع مع خريطة الطريق لإنشاء دولة فلسطينية، ونعمل على كليهما ونريد أن نصل إلى النتيجة، ولكن لا نعلم حتى الآن موقف إسرائيل، وعلى افتراض أننا أكملنا الاتفاقات بين أميركا والسعودية فإن إسرائيل سيتعين عليها الإجابة".
وكانت الرياض قد قررت، منذ بدء الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر/تشرين الأول الفائت، تعليق محادثات التطبيع مع إسرائيل، على ما أفاد مصدر مقرب من الحكومة السعودية. وقال المسؤول المطلع على المفاوضات إنّ "المملكة العربية السعودية قررت تعليق المحادثات حول التطبيع المحتمل (مع إسرائيل)، وأبلغت ذلك للمسؤولين الأميركيين" الذين يقومون برعاية المباحثات.
وتأجلت زيارة مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان إلى الرياض، التي كانت مقررة في الثاني من شهر إبريل/نيسان الفائت، من أجل إحياء البحث في صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل، والتي توقفت بعد هجمات حركة حماس ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي.
وعلى الرغم من أن واشنطن ربطت، في حينه، بين توقف المباحثات حول التطبيع بين إسرائيل والسعودية والحرب على غزة، فإنها لم تتوقف عن محاولاتها من أجل تحريك الأمر، الذي ربطته الرياض بوقف الحرب، وإطلاق عملية سياسية لحل القضية الفلسطينية. وخلال الأشهر الماضية، زار وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن السعودية مرات عدة، واجتمع من أجل الهدف نفسه مع ولي العهد السعودي محمد بن سلمان.
وكانت مصادر إعلامية سعودية قد تحدثت لـ"العربي الجديد"، أن واشنطن تعمل على صفقة التطبيع بين السعودية وإسرائيل بصورة مستقلة عما يجري في غزة، وتفضل إنجازها على نحو سريع، كي تكون من بين مواضيع الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي جو بايدن، التي تنطلق في منتصف الصيف المقبل. وترى هذه الأوساط أن السرّ في استعجال واشنطن تحقيق الصفقة هو الحاجة لإنجاز سياسي مهم تطرحه خلال الحملة الانتخابية للرئيس الأميركي، خصوصاً أنها تتخوف من أن حرب غزة قد تطول، ولا تتمكن من تحقيق ذلك، ولذا تعمل على تحضيرها لتكون جاهزة.
ودأب رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، على رفض قيام دولة فلسطينية، وهذا هو السبب الرئيسي لبقاء تصور واشنطن عن "صفقة كبرى" في الشرق الأوسط بعيد المنال.