مأزق إيران مع المصارف الغربية يؤرّق "روحاني"

22 سبتمبر 2016
بنوك إيران لاتزال معزولة عالمياً(Getty)
+ الخط -
لا يزال مأزق إيران المصرفي قائما منذ توقيع الاتفاق النووي قبل أكثر من عام، حيث ترفض المصارف التجارية في الدول الغربية التعامل مع نظيراتها الايرانية أو حتى تمويل أية نشاطات تجارية أو صفقات تكون طهران طرفاً فيها.
في هذا الصدد دعا الرئيس الايراني حسن روحاني، الدول الأوروبية إلى طمأنة البنوك الكبرى في التعامل مع إيران، وذلك لدى اجتماعه برئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي، على هامش أعمال الجمعية العامة لمنظمة الأمم المتحدة في نيويورك.

وأكد روحاني في اللقاء الذي عقد مساء الثلاثاء بتوقيت نيويورك، أن إيران نفذت جميع التزاماتها بشكل كامل في الاتفاق النووي، وأنها ملتزمة بتعهداتها طالما التزم الطرف المقابل بذلك. وذلك وفقاً لما نقلته وكالة أنباء فارس.
وبيّن الرئيس روحاني أن انتفاع إيران من المناخ الاقتصادي الإيجابي، جزء من التعهدات بالاتفاق النووي، وإذا لم تعالج بعض المشاكل الفنية بمجال المصارف والتأمين، فإن تعهدات الطرف المقابل تعتبر غير منفذة، وأن على الدول الأوروبية طمأنة البنوك الكبرى في التعامل مع إيران، مؤكدا أن لندن بإمكانها اتخاذ خطوة أساسية بهذا المجال.
واعتبر روحاني خطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي)، تحولاً كبيراً ورمزاً لحل الخلافات على أساس التعاون، داعياً جميع الأطراف إلى الالتزام بالتنفيذ الدقيق والمجدول للتعهدات المقطوعة.


من جهتها، أعربت تيريزا ماي رئيسة الوزراء البريطانية، عن ارتياحها لتطور العلاقات السياسية والاقتصادية بين البلدين خلال السنوات الأخيرة، مؤكدة دعمها رفع مستوى العلاقات الثنائية بجميع المجالات.

وشددت ماي على أن لندن ستواصل دعمها للاتفاق النووي، وأنها ترى ضرورة التزام الجانبين بالمبادئ المتفق عليها في الاتفاق.
وأكدت ماي أن لندن تجري التنسيقات اللازمة لحل المشاكل المصرفية والتأمينية التي تعاني منها إيران من الفرص الاقتصادية، مشيرة الى أنها سترسل وفدا مصرفياً الى طهران، لإجراء مفاوضات والتعاون من الناحية الفنية مع البنك المركزي الإيراني.
لكن من غير المتوقع أن تفعل رئيسة الوزراء البريطانية شيئاً تجاه أزمة إيران المصرفية، حيث سبق أن حث وزير الخارجية الأميركي جون كيري المصارف الغربية في لقاء مع ممثلين منهم في لندن، على التعامل مع إيران، إلا أن البنوك رفضت.
وبعد مضي أكثر من تسعة أشهر من رفع الحظر الدولي على إيران في أعقاب توقيع الاتفاق النووي، يبدو الإيرانيون قلقين من مستقبلهم الاقتصادي.
ويشعر الإيرانيون أنهم ربما يكونون قد خدعوا، حيث لم يتحقّق لها مقابل التخلي عن برنامجها النووي إلا القليل، كما تتجه أميركا نحو التشدد وربما فرض عقوبات جديدة على إيران.
ويعترف مسؤولون إيرانيون أن الانتعاش الاقتصادي لا يزال بطيئاً، وأن الصفقات المالية الإيرانية لا تزال تخضع للرقابة، كما أن المصارف الغربية ترفض التعامل مع إيران والمصارف الإيرانية ممنوعة من إجراء صفقات بالدولار.

المساهمون