العراق يوقف تدفق نفط كركوك نحو إيران امتثالاً للعقوبات الأميركية

04 نوفمبر 2018
توقعات باستئناف التصدير من كركوك لميناء جيهان التركي(فرانس برس)
+ الخط -

قال مسؤول نفطي عراقي في شركة نفط الشمال المملوكة للحكومة العراقية، ومقرها في كركوك شمالي بغداد 250 كم لـ"العربي الجديد"، اليوم الأحد، إنه منذ فجر أمس السبت توقفت فعليا صادرات نفط كركوك إلى إيران بناءً على برقية من بغداد بهذا الشأن.

يأتي ذلك بالتزامن مع تسريبات تؤكد أن بغداد وأربيل ستعقدان اجتماعات خلال الأيام المقبلة بغرض الاتفاق على استئناف التصدير من حقول كركوك النفطية إلى ميناء جيهان التركي عبر أراضي إقليم كردستان.

ووفقا للمسؤول ذاته، فإن التوقف جاء بسبب بدء مفعول العقوبات الأميركية على إيران وعدم اتضاح وضع العراق بشكل رسمي في حال حصل على استثناء أم لا، مبيناً أن معدل النفط المتدفق من كركوك إلى إيران عبر الصهاريج ارتفع مؤخراً لأكثر من 55 ألف برميل يومياً لكنه توقف فعلاً، وهو ما يعني توقف اتفاقية التبادل النفطي بهذا الشأن حيث كان العراق يسلم إيران من نفط كركوك شمال العراق وترده هي بنفس الكمية من النفط عبر البصرة جنوبي العراق.

وكشف المسؤول عن "قرب بدء اجتماعات بين بغداد وأربيل لاستئناف تصدير نفط كركوك عبر خط إقليم كردستان الواصل إلى ميناء جيهان التركي حيث هناك جهود بين وزارة النفط العراقية ونظيرتها في أربيل حول ذلك ومن المؤمل أن يسهم تصدير النفط بإضافة مدخول جديد للعراق حيث تبلغ طاقة الأنبوب نحو 300 ألف برميل يوميا".

كان المتحدث باسم حكومة إقليم كردستان سفين دزي، قد أعلن أن بغداد فوتت حتى الآن إيرادات تقدر بخمسة مليارات دولار لرفضها مقترح حكومة إقليم كردستان بتصدير نفط كركوك عبر أنابيب الإقليم.

وقال سفين دزي للصحافيين "سنناقش مسألة تصدير نفط كركوك عبر أنابيب إقليم كردستان، إلى جانب العديد من المسائل الأخرى، مع الحكومة العراقية حيث إن رئيس وزراء إقليم كردستان نجيرفان بارزاني كان قد اقترح على رئيس الوزراء العراقي السابق حيدر العبادي، خلال مؤتمر دافوس الاقتصادي، تصدير نفط كركوك عبر أنابيب إقليم كردستان، ورغم أنه رحب حينها بالفكرة إلا أنه لم يفعل شيئاً لتطبيقها، ولو قبل العبادي بمقترح كردستان حينها، لكان العراق قد استفاد من إيرادات تقدر بخمسة مليارات دولار حتى الآن".

من جهته قال الخبير النفطي علي السالم في تصريح لـ"العربي الجديد"، إن "من المهم معاودة تصدير نفط كركوك إلى ميناء جيهان حيث سيعزز تنوع منافذ التصدير العراقية للنفط وزيادة حضوره في السوق النفطية العالمية عدا عن كونه رافدا قويا للموازنة العامة للبلاد".

في هذه الأثناء أعلنت وزارة النفط العراقية عن قرب تشغيل مصافي بيجي في محافظة صلاح الدين، مؤكدة أن الطاقة التشغيلية لعموم المصافي في العراق بلغت 700 ألف برميل في اليوم.



وقال وكيل وزارة النفط فياض نعمة في تصريح صحافي إن "وزارة النفط ومنذ تحرير المحافظات العراقية من تنظيم داعش باشرت في تأهيل مصفاة كركوك ورفع طاقتها الإنتاجية من 30 ألفا الى 50 ألف برميل يوميا، وكذلك تأهيل مصفى الكسك في نينوى ومضاعفة طافته من 10 آلاف إلى 20 ألف برميل في اليوم، وكذلك تأهيل مصفى الصينية في صلاح الدين ورفع طاقته الإنتاجية من 20 ألفا إلى 30 ألفا وتشغيل مصفى حديثة في النبار بطاقة 16 ألف برميل في اليوم".

وأضاف أن "وزارة النفط حققت أهم إنجاز وبجهود ملاكاتها المحلية وهو إعادة تشغيل مصافي بيجي بنسبة تصل إلى 20% من طاقتها التكريرية السابقة البالغة 350 ألف برميل في اليوم ومن المؤمل أن تنجز الوحدات الإضافية خلال الأشهر الستة المقبلة ليعاود المصفى إنتاجه بنسبة تصل إلى 40% من طاقته التصميمية وهذا يسد نسبة كبيرة من احتياجات البلاد للمشتقات النفطية".

وأكد أن "مصافي بيجي تعرضت لأضرار كبيرة نتيجة هجمات وعبوات "داعش" وعمليات تخريب متعمدة على أيدي التنظيم، وأن الوزارة أبرمت عقودا مع شركات عالمية لتوريد مواد لإعمار مصفاة بيجي وإدخال ما تبقى من الخطوط الأخرى في العمل.

المساهمون