الدواجن تثير أزمة في أسواق الأردن... أسعارها قفزت 50%

01 يونيو 2017
نقص المعروض يرفع الأسعار (خليل مزرعاوي/فرانس برس)
+ الخط -
ارتفعت أسعار الدواجن في الأردن بنحو نصف مستوياتها في الأسبوع الأول من رمضان، ما أثار غضب المواطنين ودفع إلى مطالبة الحكومة بالتدخل لضبط أسواق هذه السلعة التي يزيد استهلاكها في شهر الصيام.
وقال نقيب تجار المواد الغذائية، خليل الحاج توفيق، لـ"العربي الجديد " إن أسعار الدواجن المنتجة محليا في الأردن ارتفعت بشكل كبير منذ بداية رمضان دون مبرر، رغم أن المنتجين أكدوا قبل حلول الشهر الفضيل أن هناك كميات كبيرة من هذه السلعة يجري تجهيزها للطرح بالأسواق لتفادي شحة المعروض. وأضاف أنه لا يوجد أية دوافع لارتفاع الأسعار، خاصة مع استقرار أسعار الدواجن المستوردة من الخارج، مشيرا إلى أن المسؤولية تقع على كاهل المنتجين الذين لم يقوموا بتزويد السوق بكميات إضافية من الدواجن الطازجة في مواجهة ارتفاع الطلب منذ بداية الشهر.
وبين أن اختلال العرض والطلب أدى إلى ارتفاع الأسعار بنسبة كبيرة الأمر الذي يستدعي تدخلا من قبل الجهات الحكومية المعنية لضبط السوق، لافتا إلى أن ارتفاع الطلب عل الدواجن يعود إلى عدم قدرة المواطنين على شراء اللحوم الحمراء سواء البلدية أو المستوردة في ظل تردي الأوضاع المعيشية.
وقال رئيس مديرية مراقبة الأسواق في وزارة الصناعة والتجارة والتموين، علي الطلافحة، لـ "العربي الجديد "، إن أسعار الدواجن ارتفعت بشكل واضح حيث تبين زيادة في الطلب مقابل استقرار الكميات المطرحة في السوق ضمن المعدلات الاعتيادية. وأضاف أن عدد الدواجن التي يتم ذبحها في مسلخ أمانة عمان الكبرى في الأردن يبلغ حاليا نحو 33 ألف طير يوميا، وهو ضمن المعدل المعتاد في الأيام السابقة.
وأشار إلى أن الوزارة خاطبت الشركات المنتجة للدواجن بضرورة تزويد السوق بكميات إضافية لمواجهة الطلب المرتفع، موضحا أن بقاء الأسعار عند مستوياتها الحالية سيدفع وزارة الصناعة إلى تحديد سقوف سعرية للدواجن كما حدث في فترات سابقة، بحيث تتم محاسبة كل من يتجاوز تلك الأسعار والسماح أيضا بالبيع دون الأسعار المحددة من باب إشاعة المنافسة في السوق.
وقال الطلافحة إن باقي أسعار السلع مستقرة في السوق، بل إن بعضها شهد انخفاضا واضحا بفعل المنافسة القوية بين المحلات التجارية ووجود فائض في الكميات المعروضة. وأوضح أن فرق الرقابة على الأسواق ضبطت في أول يومين من الشهر الفضيل حوالى 50 مخالفة تموينية لدى محلات تجارية خالفت قانون الصناعة والتجارة، وغالبيتها لم تلتزم بالإعلان عن الأسعار.
وقال المتحدث الرسمي باسم جمعية حماية المستهلك، سهم العبادي، لـ "العربي الجديد"، إن أوضاع المواطنين المعيشية دفعتهم إلى الإقبال على شراء الدواجن كون سعر الكيلوغرام لم يكن يتعدى دولارين قبل حلول الشهر الفضيل، لكنه قفز لأكثر 2.8 دولار للكيلوغرام في بعض المناطق مع دخول رمضان.
ولم يبرئ العبادي الشركات المنتجة والمستثمرين من تعمد عدم زيادة الكميات لرفع الأسعار، على الرغم من تعهدهم سابقا بالمحافظة عليها. وقال وكيل وزارة الصناعة والتجارة والتموين الأردنية، يوسف الشمالي، في تصريح سابق لـ "العربي الجديد"، إن الحكومة وبالتعاون مع القطاع الخاص تمكنت من توفير مخزون كبير من المواد التموينية استعداداً لشهر رمضان الذي ترتفع فيه معدلات الاستهلاك المحلي بنسبة لا تقل عن 30%.
وأضاف أنه تم تأمين مخزون مريح من السلع الغذائية تطلب جهودا إضافية من القطاعين العام والخاص، بسبب ارتفاع عدد سكان الأردن الاستثنائي إلى أكثر من 9 ملايين نسمة.
وقال الشمالي إن المخزون الغذائي يتجاوز الحدود الآمنة المحددة عالميا، مضيفا أن الحكومة، ممثلة بوزارة الصناعة والتجارة، اتخذت كافة الإجراءات التي تضمن استقرار السوق والأسعار، والحيلولة دون المبالغة فيها من قبل بعض التجار.
المساهمون