الأضحى في غزة... جيوب فارغة والأسعار مرتفعة

20 اغسطس 2018
تراجع القدرة الشرائية في غزة (عبد الحكيم أبو رياش)
+ الخط -
يحل عيد الأضحى  هذا العام على مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة، وسط تدهور أحوالهم الاقتصادية والاجتماعية، بفعل اشتداد الحصار الإسرائيلي  المفروض عليهم منذ عام 2006 والإجراءات العقابية التي فرضتها السلطة الفلسطينية وتقليص الرواتب وأزمات  أخرى...

وانعكست الظروف المعيشية السيئة في القطاع  على استعدادات المواطنين لاستقبال موسم الأضاحي؛ الذي يتزامن هذا العام مع ارتفاعٍ ملحوظ في الأسعار مقارنةً بالأعوام السابقة.

في حين انخفضت السيولة المالية المتوفرة في السوق المحلية بغزة بشكل ملحوظ في أعقاب تقليص رواتب الموظفين، حيث وصلت، وفقاً لتقدير المختصين الاقتصاديين، إلى نحو 20 مليون دولار أميركي شهرياً. 

ويؤكد صاحب مزرعة للمواشي، رياض خطاب، أن الإقبال على شراء الأضاحي لهذا العام لا يبشر بالخير، إذ تُعتبر الحركة الشرائية ضعيفة للغاية مقارنة مع السنوات السابقة، بفعل الظروف الاقتصادية الصعبة، مشيراً إلى أنّ الظروف الاقتصادية وعدم تلقي موظفي السلطة الفلسطينية رواتبهم بشكلٍ كامل انعكس سلباً على الحركة الشرائية للأضاحي، الأمر الذي دفع بالكثير من التجار إلى عدم استيراد الكميات المطلوبة من المواشي إلى مزارعهم.

وينبه التاجر الغزي، في حديث مع "العربي الجديد"، إلى أن الأسعار ارتفعت هذا العام مقارنة بالعام الماضي، إذ تتراوح أسعار الأغنام والخراف ما بين 4.5 إلى 5 دنانير أردنية (الدينار= 1.4 دولار) للكيلوغرام الواحد، في حين ارتفعت أسعار العجول لتصل إلى ما بين 18 إلى 20 شيكل للكيلوغرام (الدولار = 3.7 شيكل).

ويلفت إلى أن الكثير من التجار، خلال الأعوام السابقة، كانوا يلجؤون إلى بيع الأضاحي بالتقسيط عبر دفعتين للراغبين في الشراء، إلا أن ذلك يبدو صعباً هذا العام، خصوصاً مع تلقي موظفي السلطة أقل من 50 في المائة من رواتبهم، إلى جانب عدم انتظام رواتب موظفي حكومة غزة السابقة.

وخلال العامين الماضيين، اعتمد الكثير من أصحاب المزارع والتجار على مشاريع الأضاحي الخيرية التي كانت تقوم بها الجمعيات والمؤسسات المحلية والعربية التي تستهدف الفقراء، من أجل بيع ما هو متوفر لديهم، خاصة مع تراجع الإقبال بفعل الظروف الاقتصادية وأزمة التيار الكهربائي التي تدفع الكثيرين إلى عدم شراء الأضحية خشية من فساد اللحوم.

من جانبه، يقول مدير عام التسويق في وزارة الزراعة بغزة، تحسين السقا، إن إجمالي الكميات التي دخلت إلى القطاع منذ بداية 2018 بلغ 15 ألف رأس ماشية، تم استهلاك 9 آلاف تقريباً وتبقى 6 آلاف، وسيجري إدخال 4 آلاف، بحيث يكون المتوافر 10 آلاف.

ويضيف السقا، لـ "العربي الجديد"، أن الأسعار هذا العام ارتفعت عن العام السابق بسبب الحمى القلاعية التي أصابت المواشي في رومانيا، ما دفع الاحتلال الإسرائيلي إلى وقف الاستيراد والتوجه نحو الاستيراد من البرتغال التي تعتبر الأسعار فيها مرتفعة.

وعن التوقعات بشأن موسم الأضاحي هذا العام، يشير إلى أن وزارته توقعت، العام الماضي، أن تتراوح ما بين 10 و12 ألف رأس، إلا أنه وبفعل الأوضاع الاقتصادية، فعدد إجمالي الأضاحي لم يتجاوز 8 آلاف رأس جرى ذبحها.

ويرجح المسؤول في وزارة الزراعة ألا يتجاوز إجمالي الأضاحي هذا العام في قطاع غزة نحو 7 آلاف رأس، بفعل الظروف المعيشية والاقتصادية التي وصل إليها القطاع في الأشهر الأخيرة.
المساهمون