مصريون يشترون "الأضاحي" بالتقسيط والمشاركة

20 اغسطس 2018
ارتفاع الأسعار يكبح شراء الأضاحي (العربي الجديد)
+ الخط -
مع بدء العد التنازلي لاستقبال عيد اﻷضحى، واصلت أسعار الأضاحي في محافظات مصر ارتفاعها، مما أدى إلى تراجع الكثير من المواطنين عن القيام بشعائر اعتادوا عليها سنوياً، وتسبب ذلك بحالة من الركود الشديد بعمليات البيع، في ظل عدم قدرة المصريين  على الشراء، كما نتج عن ارتفاع أسعار الأضاحي اشتعال أسعار  كيلو اللحم إلى أكثر من 150 جنيهاً (8.4 دولارات) بدلاً من 120 جنيهاً خلال الأيام الماضية، وبلغ سعر كيلو اللحم الجملي ما بين 100 - 120 جنيهاً، حسب عُمر الجمل.

ولجأ بعض المصريين هذا العام لشراء الأضاحي عبر الدفع بالتقسيط، أو بمشاركة الكلفة مع الأصدقاء والأقارب أو بالاقتراض، للتغلب على ارتفاع أسعار الأضاحي، التي زادت ما بين 20% و30% في المائة في بعض المحافظات، فيما وصلت أسعار العجول إلى 65 ألف جنيه (3652 دولار) مقابل 40 ألفاً العام الماضي.

وارتفع متوسط سعر الخروف من 3800 جنيه (214 دولار) العام الماضي إلى أكثر من 7 آلاف اليوم، أما سعر الماعز فزاد من 2500 جنيه إلى 4000 جنيه، فيما واصلت أسعار اللحوم المجمدة في المجمعات الاستهلاكية ارتفاعها، حيث وصل سعر الكيلو السوداني إلى 90 جنيهاً بدلاً من 85 جنيهًا، واللحم البرازيلي إلى ما بين 70 و75 جنيهاً.

وقال نائب رئيس شعبة القصابين باتحاد الغرف التجارية محمد شرف، إن الإقبال على شراء الأضاحي تراجع بنسبة كبيرة هذا العام، بسبب ارتفاع الأسعار، وهو ما أدى إلى حالة من الركود في عمليات البيع، متوقعاً أن يحدث انخفاض في عمليات الشراء من قبل المستهلكين أمام محلات الجزارة يوم "وقفة العيد" وقبلها بأيام. وأشار إلى أنه عقب إجازة العيد يستعد الأهالي لبداية العام الدراسي، وهو ما تسبب أيضاً في تراجع شراء اللحوم.

ودعا شرف إلى ضرورة "تحرُّك الحكومة لمواجهة أزمة اللحوم، موضحاً أن بعض الأمراض التي تتسبب في نفوق رؤوس الماشية والأبقار مثل "الجلد العقدي والحمى القلاعية" التي انتشرت بين الأضاحي، أثرت سلباً على منحنى صعود الأسعار، محذراً من فجوة في توافر اللحوم الحمراء عقب عيد الأضحى، نظرًا لإقبال المربّين على بيع المواشي خشية إصابتها بعدد من الأمراض التي انتشرت في الآونة الأخيرة في عدة محافظات.

بدوره، قال طايع النجار وهو تاجر ماشية، إن الإقبال على شراء جميع أنواع الأضاحي ضعيف للغاية، وتابع قائلاً: "العام الماضي كنت أبيع من 10 إلى 15 رأس ماشية في الأسبوع، وهذا العام أبيع نحو 3 رؤوس فقط أسبوعياً، نظراً لارتفاع الأسعار". ويرجع السبب الرئيسي في ذلك إلى زيادة أسعار الأعلاف ومستلزمات الرعاية الحيوانية والبيطرية، وكذلك زيادة تكاليف النقل مما أدى في النهاية إلى زيادة أسعار الماشية في مصر بشكل ملحوظ.

ولفت محمد فوزي، وهو تاجر، إلى أن الأسواق تعاني من حالة ركود كبير وعدم إقبال من المواطنين، ومن يقم بالشراء يظل يفاصل ويجادل التاجر في السعر، لا بل إن معظم المواطنين يتشاركون مع الأقارب والأصدقاء في شراء أضحية واحدة، موضحاً أن الأحوال الاقتصادية للأسر المصرية وارتفاع الأسعار أثّرت كثيراً على شراء الأضاحي.

وأكد أحمد عطية (أعمال حرة)، أنه اعتاد على شراء الأضحية قبل أيام من حلول الأضحى، إلا أن الأسعار المرتفعة لشراء "العجل" دفعه إلى الاشتراك في شراء الأضحية. ولم يستطع عبد السلام أحمد (سائق) أن يُخفي غضبه، قائلاً: "فرحة العيد راحت خلاص، الأسعار مش معقولة واحنا مش قادرين نستحمل الوضع ده".

وقال محمد عبد الرحيم (موظف) إن الأسعار هذا العام مرتفعة عن العام الماضي بكثير، لذا يشارك أكثر من فرد في شراء أضحية واحدة، مضيفًا: "أشارك مع أشقائي في شراء عجل، ونحن أربعة، لمواجهة أزمة زيادة الأسعار".

وأشار مسعد البحراوي (تاجر اغنام) إلى أن هذه الأيام كانت تعد موسماً لنا من حيث الإقبال على البيع والشراء، ولكن للأسف باتت الأسعار فلكية. فالخروف الذي كان ثمنه لا يتعدى الألفي جنيه أصبح بستة آلاف. والأمر لا يتوقف على الأضاحي وإنما ينسحب ارتفاع الأسعار على غالبية السلع، ما يمنع المواطنين من الادخار، وبالتالي يلجأ الكثيرون للتشارك في شراء الاضاحي أو تقسيط سعرها، والبعض يتبرع بصك الأضاحي للجمعيات.
دلالات
المساهمون